* email * facebook * twitter * google+ تجدّدت مسيرات الحراك الشعبي التي تعيشها الجزائر منذ 22 فيفري المنصرم، بالجزائر العاصمة وباقي ولايات الوطن، حيث خرجت سيول كبيرة من المتظاهرين في الجمعة الثامنة للحراك الشعبي، معبّرين عن رفضهم "استمرار رموز النظام" ملتزمين بالطابع السّلمي للمسيرات، ومجددين تمسّكهم بالتغيير السياسي الشامل ومنح السيادة المطلقة للشعب في اختيار من يحكمه. وشهدت الجزائر العاصمة أمس الجمعة، وعلى غير العادة توافدا منقطع النظير للمتظاهرين الذين أخذوا في التجمع منذ الساعات الأولى للصبيحة بالساحات العمومية، على مستوى العاصمة، مجهزين أنفسهم للسير بعد صلاة الجمعة، للوصول إلى قلب الجزائر الوسطى التي تبقى قبلة الاعتصام ككل مسيرة خلال يوم الجمعة، حيث أن غالبيتهم فضّل المبيت في العراء للمشاركة في مسيرات هذا الحراك الشعبي السّلمي. توافد المتظاهرين منذ الساعة الثامنة صباحا وفي متابعتنا لمسيرة الحراك الشعبي على مستوى العاصمة، لاحظنا توافد العديد من المتظاهرين منذ الساعة الثامنة صباحا على العاصمة، خلافا لمسيرات الجمعات السابقة التي كان يشرع في المسيرات خلالها ابتداء من العاشرة والنصف صباحا، حيث شهدت ساحة الشهداء تجمعا كبيرا للمواطنين من شباب ونساء وحتى أطفال، تحضيرا للمسير نحو الجزائر الوسطى وساحة "أودان" مرورا بشارع "شيغيفارا" الذي طوّقته قوات الشرطة بالتعاون مع عناصر مكافحة الشغب، لمنع أي انزلاق محتمل أو خروج المسيرات عن طابعها السّلمي، وهو الأمر الذي دفع بالشباب المحتجين إلى تغيير وجهتهم عبر الأزقة والشوارع الفرعية. التمسّك بالتغيير الشامل ورفض الوجوه القديمة وكما هو معتاد في كل مسيرة، جدّد العاصميون خلال مسيراتهم السلمية أمس، تمسّكهم بضرورة التغيير الشامل للنظام السياسي، ورفضهم للوجوه القديمة لقيادة الفترة الانتقالية للبلاد، مقترحين شخصيات وطنية شابة ونزيهة وتتمتع بالإجماع الوطني لقيادة هذه المرحلة السياسية الحساسة، حيث رفعوا لافتات كتب عليها "لا للوجوه القديمة"، و«ترحلو قاع"، و«بن صالح ارحل"، و«جيش الشعب... خاوة خاوة"، و«البلاد بلادنا... ونديرو راينا"، و«سلمية سلمية"، و«السيادة الشعبية خط أحمر"...وغيرها، وهذا وسط مرافقة وتنظيم أمني محكم، مع تغطية أمنية جوية بالهليكوبتر التابعة للوحدة الجوية للأمن الوطني. وفود كبيرة للمتظاهرين بالبريد المركزي وساحة "أودان" وفي سياق تواصل مسيرات الحراك الشعبي الرافضة للنظام السياسي الحالي، شهدت ساحتا البريد المركزي و«أودان" انزالا كبيرا للمتظاهرين من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى كبار السن وفئة المعوقين، إلى جانب فئة معطوبي الجيش والمشطوبين، حيث احتلوا ساحة البريد مردّدين شعارات تدعو لتغيير شامل للنظام والمطالبة بتفعيل المادتين 7 و8 من الدستور اللتين تعيدان الاعتبار لسيادة الشعب في اختيار حاكمه، مجددين عدم تقبّلهم لما أفرزه تفعيل المادة 102 من الدستور، باعتبار أن الرئيس عبد القادر بن صالح، جزء من النظام السابق على تعبير العديد منهم . ورافق هذه المسيرات كالعادة، توفير العديد من المستلزمات الضرورية كالطعام والمياه المعدنية، وأكياس جمع القمامات، في صورة حضارية راقية تعكس الوعي الكبير الذي أضحى المتظاهرون لاسيما الشباب يتمتعون به. وأكثر من ذلك التزم هؤلاء الصمت عند مرورهم بموكب جنائزي بشارع "شيغيفارا" بشاحة الشهداء، احتراما للجنازة وأهل الميت. وعبّر العديد من الشباب عن عزمهم الكبير لمواصلة مسيرات هذا الحراك إلى غاية تلبية وتحقيق كل مطالبهم التي وصفوها ب«المشروعة". حضور مشاركين من خارج العاصمة وكان للقاطنين خارج العاصمة حضور كبير لاسيما من الولايات الأخرى على غرار بومرداس والبويرة وتيزي وزو وبجاية وبعض الولايات الشرقية، حيث أبوا إلا أن يضيفوا صوتهم إلى صوت العاصميين من خلال الدعوة ل«رحيل الباءات الأربع" وهم (بن صالح، وبدوي، وبلعيز، وبوشارب)، رفض ترسيم بن صالح كرئيس للدولة، والتمسّك بوجوب التغيير الشامل لوجه النظام السابق. الشرطة تحاصر المتظاهرين بالنّفق الجامعي في السياق دائما، ساهمت قوات الشرطة مدعومة بفرق مكافحة الشغب، في مرافقة وتأمين مسيرة المتظاهرين القادمين من البريد المركزي، حيث قامت بتطويق النفق الجامعي ب«أودان"، لمنعهم من السير باتجاه شارع "محمد الخامس"، ومن ثمة التوجه نحو قصر الحكومة، حيث لم تتمكن من صد الحشود الكبيرة للمتظاهرين، الأمر الذي أجبرها على استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفرقة هذه الحشود وثنيها عن مواصلة مسارها.