عادت منذ أشهر مظاهر فوضى التجارة بقوة الى شوارع بلدية القصبة، فمن ساحة الشهداء الى غاية سوق بوزرينة، يجد المارة صعوبة كبيرة في التنقل جراء العرض الفوضوي على أرصفة الشوارع التي تحولت -رغم أنف أجهزة الرقابة- الى اسواق يومية شبه رسمية، ولأن المكان اكتسب شهرة كبيرة صنعها له التجار الفوضويون على امتداد سنوات مضت، فإن العديد من المواطنين صاروا يحجون الى المكان من مختلف بلديات العاصمة، رغبة في اقتناء ما يلزمهم من ملابس وأغراض منزلية بأثمان متدنية· فالزائر لبلدية القصبة لا يرى طوال النهار إلا حشودا كبيرة من المواطنين تتوجه الى شوارعها التجارية ولا تسمع إلا نداءات التجار يشهرون سلعهم ترغيبا للزبائن في اقتنائها، وحتى المتسوقون الذين يقصدون المكان يجدون صعوبة أيضا في قضاء حوائجهم نظرا إلى ضيق المسالك التي يتركها التجار لمرور الاشخاص، فإذا وقف الزبون يعاين سلعة ما، فإنه يرغم مواطنين آخرين على التوقف الى غاية انتهائه من ذلك، فالزحمة الكبيرة عرقلت حتى حركة مرور السيارات ووجد الحراس الفوضويون ايضا ضالتهم في ركن المركبات على طرفي الطرق، ما يجعل الحركة تختنق بشكل كبير· وقد اشتكى العديد من التجار الرسميين ممن التقيناهم بعين المكان من ظاهرة الفوضى التي طالت الارصفة امام محلاتهم، مؤكدين أن التجارة الموازية تكبّدهم خسائر فادحة وتنفر الزبائن من دخول المحلات التي يدفع اصحابها الضرائب لخزينة الدولة، في حين لا يكلف التاجر الفوضوي نفسه عناء رفع قمامته في آخر النهار، متسائلين عن جدوى القوانين التي تحمي النشاط التجاري الرسمي، ومعيبين على اجهزة المراقبة التي قال أحد التجار إنها تغط في نوم عميق، مشيرا الى أن العاصمة او الجزائرالبيضاء لم تصبح كذلك، كون فوضى العرض شوهت صورتها وجعلتها اشبه بمدينة داخلية بعيدة عن انظار المسؤولين· وبسوق "زوج عيون" ذكر لنا التاجر سليم· ن أن اصحاب طاولات العرض الرسميين بالسوق في جزئية مارشي 12 وباب الوادي غير راضين عن سيرورة نشاطهم التجاري، وسط فوضى العرض التي طالت مدخل السوق، وجزءا معتبرا من محطة نقل المسافرين بساحة الشهداء· وقال محدثنا إن التجار الذين يفوق عددهم 500 قلقون جدا على مصير تجارتهم أمام السوق الموازية المفروضة عليهم، ما جعل بعضهم يخرجون سلعتهم الى الشارع اقتداء بالتجار الموازيين· وفي هذا الشأن، قال محدثنا إذا كانت المصالح المعنية لم تحمِ تجارتنا من الفوضويين وسمحت لهم بممارسة النشاط، فنحن اولى بذلك لأننا رسميون· وأكد المصدر أنه رغم الشكاوى المقدمة الى مسؤول السوق ومصالح البلدية، إلا أن الوضع بقي على حاله، بل ازداد تعفنا، ما جعل التجار الرسميين في حيرة من أمرهم، وأنهم ينتظرون تدخل مصالح الامن لطرد التجار الفوضويين الذين شوهوا المكان وداسوا على قوانين الممارسة التجارية، وتجرّأوا حتى على احتلال أماكن عمومية غير موجهة للغرض التجاري· من جهته، ذكر لنا أحد اعوان الشرطة الذي وجدناه بساحة الشهداء، أنه يجد صعوبة في زحزحة فوضى التجار، وأنه يكتفي وسط حشود الباعة والمشترين بمساعدة سائقي السيارات على التنقل· وفي سؤالنا له عن تدخل أعوان الامن، قال محدثنا إن مصالحه قادرة في رمشة عين على تطهير المكان من هؤلاء··· لكن بعد ذلك يعودون ويتجرّأون على العرض وكأن شيئا لم يحدث· وبرأيه، فإنه يلزم تسخير أزيد من 40 عونًا لتطهير المكان·