* email * facebook * twitter * linkedin توجد محطات النقوش الصخرية المنتشرة بإقليم تاغيت في ولاية بشار، والتي تمثل تراثا ثقافيا ماديا في مرمى الخطر، بسبب تأخر تنفيذ مشروع مخطط حماية تلك المواقع التي تكتسي أهمية كبيرة في تاريخ البشرية، حسبما ذكر مسؤولو قطاع الثقافة. لازال تنفيذ المخطط الذي صودق عليه في 2016 من طرف مديرية الثقافة والمجلس الشعبي الولائي، والذي يشمل المحطات الثلاث للنقوش الصخرية بتاغيت بكل من الزاوية التحتانية، ومحطتان بكل من برابي وحاسي لعوج التابعتين لبلدية تاغيت (97 كلم جنوب بشار)، مرهون بتوفير القروض من طرف وزارة المالية لتمويل الأشغال المدرجة ضمن مخطط حماية هذه المواقع الأثرية، كما أوضح مدير القطاع. هذا المخطط الذي كان موضوع نقاش واسع من طرف أعضاء المجلس الشعبي الولائي، والذي تطلب إعداده تمويلا قطاعيا بعشرة ملايين دينار، يتضمن كذلك تهيئة الطريق المؤدي إلى تلك المواقع الأثرية على مسافة 20 كلم، إلى جانب إنشاء مركز للتوجيه والإعلام حول فن النقوش الصخرية، مثلما شرح السيد عبد القادر جنايحي. كما يتضمن أيضا استحداث متحف لما قبل التاريخ بتاغيت، بهدف ضمان غرس ثقافة فاعلة لدى الجمهور حول أهمية الحفاظ على التراث المادي، إضافة إلى تعزيز الحراسة بهذه المواقع التي تركت عرضة للعوامل الطبيعية وأعمال التخريب. تم استكمال الملفات الثقافية والإدارية والدراسات التقنية الخاصة بهذا المخطط في يونيو 2016، وصودق عليها من قبل المجلس الشعبي الولائي، ورفعت إلى الوزارة الوصية للموافقة عليها من قبل الهيئات الوطنية ونشرها في الجريدة الرسمية، يضيف السيد جنايحي. رغم القيمة التاريخية الكبيرة التي تكتسيها تلك المحطات، إلا أنها ظلت معرضة لسلوكات وتصرفات تهدد رسوماتها، ومن بينها استعمال الطلاء والكتابة عليها، أو أعمال التخريب التي يرتكبها بعض الأشخاص غير الواعين بأهميتها التاريخية، مثلما ذكر مدير قطاع الثقافة. تتضمن تلك المحطات المنتشرة عبر منطقة محمية تمتد على مساحة 500 هكتار، وتقع على مسافة غير بعيدة عن تاغيت سلسلة من النقوش الصخرية التي تعود إلى عهود ما قبل التاريخ من العصر الحجري الحديث، ومن بينها رسومات تروي جوانب من التواجد البشري بالمنطقة، وأخرى للعديد من أنواع الحيوانات البرية التي كانت تعيش بها، لاسيما الظباء والفيلة والنعامات والغزلان والجمال والزرافات. في المقابل، هناك ارتياح كبير إزاء المحطات الأربعة للنقوش الصخرية التي يعود تاريخها إلى أزيد من 8.000 سنة، التي اكتشفت منذ أكثر من خمس سنوات في موقع خناق تصاوير (منعرجات الصور)، الواقعة في منطقة خالية على بعد 16 كلم غرب بلدية العبادلة (88 كلم جنوب بشار)، والتي لم تشهد تدهورا، بفضل بعدها عن سلوكات الإنسان، مثلما أضاف نفس المتحدث. تشمل تلك المحطات حوالي أربعين من رسومات البقريات، وأنواع من الحيوانات التي كانت تعيش في تلك الحقب التاريخية، وتتواجد بموقع ذي قيمة تاريخية كبيرة، لتواجد مدافن والفخار والعديد من المواد الأثرية الأخرى التي تكتسي أهمية بالغة في معرفة تاريخ منطقة الساورة والوطن والبشرية جمعاء، حسب مدير الثقافة ببشار.