* email * facebook * twitter * linkedin دعا المشاركون في اليوم الدراسي حول "سرطان البنكرياس، الواقع والتطلعات" الذي انعقد بفندق "الشيراطون" بوهران مؤخرا، إلى تحرّك السلطات وعلى رأسها مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، للعمل على دعم البحوث في مجال محاربة سرطان البنكرياس، الذي يُعدّ من أخطر أنواع السرطان فتكا وقتلا للمصابين به، والتي لا يتم اكتشافها إلا بعد دخول المصاب مرحلة متقدمة من المرض بسبب ضعف التشخيص، ونقص أجهزة الرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي الإشعاعي بالمستشفيات. أجمع المشاركون في الملتقى الدولي حول "سرطان البنكرياس، الواقع والتطلعات" الذي نُظم بوهران وضمّ عددا كبيرا من الخبراء والأساتذة الجامعيين في مجال الطب والجراحين والأخصائيين في الأشعة، أجمعوا على تطوير المنظومة البحثية في مجال مكافحة سرطان البنكرياس الفتاك الذي يُعدّ أخطر أنواع السرطانات القاتلة في العالم، ورغم محدودية الإصابة به حاليا وعدم تواجده ضمن أنواع السرطان الأولى الأكثر انتشارا، غير أنه الأكثر قتلا. وحسب البروفيسور بوعبد الله كرليل رئيس مصلحة الجراحة العامة وجراحة السرطان بالمستشفى الجامعي لوهران في تصريح ل "المساء" على هامش اليوم الدراسي، فإن الهدف من اليوم الدراسي الكشف عن أخطار المرض الفتاك، والرفع من درجة التأهب، ودق ناقوس الخطر لدى المسؤولين للتكفل أكثر بمتابعة ملف سرطان البنكرياس القاتل. وأكد البروفيسور كرليل أن ميزة هذا النوع من السرطانات ترتبط بتأخر التشخيص لعدم وجود "مؤشرات ضعف صحية" على المصاب بسرطان البنكرياس، حيث يتطلب اكتشافه استخدام التصوير الطبقي الإشعاعي "إي أر أم"، وهو ما تفتقده عدة مستشفيات؛ إذ يكون التشخيص الأولي قائما على تقديم الأدوية أو إجراء الأشعة العادية التي لا تكشف عن السرطان. وأضاف البروفيسور أن أعراض السرطان بدورها، لا تظهر على المصاب. و«نهدف اليوم كذلك، إلى التعريف بالأسباب المؤدية إلى سرطان البنكرياس، التي يأتي على رأسها التدخين وتعاطي الكحول بكميات كبيرة، والنظام الغذائي الذي أصبح يحتوي على كميات كبيرة من المواد الكيماوية التي تعالَج بها المواد الاستهلاكية"، مضيفا أن تأخر التشخيص لا يقتصر على الجزائر فقط، ولكن ذلك يبقى مرهونا بتوفر التجهيزات الطبية المتطورة لتشخيص المرض. وأكد المتحدث أن الجزائر تسجل نموا كبيرا في عدة أنواع من السرطان، على غرار سرطان الثدي والدم والرئتين، غير أنها أنواع مرضية يمكن اكتشافها مبكرا ومعالجتها أو متابعتها صحيا عن طريق التدخلات الجراحية أو إجراء الأشعة الكيماوية، غير أن سرطان البنكرياس وبسبب نوعه، يبقى الأقل انتشارا والأكثر قتلا. من جانبه، كشف الدكتور أحمد فرعون رئيس مصلحة الأشعة الطبية بمستشفى باب الوادي بالعاصمة، عن أن دراسة أثبتت وجود تطور كبير لانتشار سرطان البنكرياس الذي سيعرف نموا قد يصل إلى حدود 80 بالمائة مقارنة بالانتشار المسجل حاليا، وذلك في آفاق سنة 2030. وأكد المتحدث أن المنظومة الصحية في الجزائر اعتمدت على إحصائيات سابقة بخصوص السرطان. وخصّصت ميزانية كبيرة للحد من انتشار أنواع سرطانية خطيرة بدون الاهتمام بسرطان البنكرياس، ما يتطلب، اليوم، إعادة النظر في سياسة المتابعة، وإعطاء أهمية لدراسة تطور سرطان البنكرياس.