بعد القرار التاريخي للرئيس الفنزويلي شافيز بطرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على محرقة غزة، هاهي بوليفيا في قرار تاريخي آخر وجريئ تقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والسبب ليس خلافات بين البلدين أو نزاع حدودي وإنما العدوان الإسرائيلي على سكان غزة. تصوروا بلدانا تقع على بعد آلاف الكيلومترات عن الوطن العربي تهتز لبشاعة المجازر الإسرائيلية في حق أطفال ونساء غزة. رغم أن هذه البلدان لا تربطها بالشعب الفلسطيني لا رابطة دم ولا دين ولا لغة، لكن تربطها به قيم إنسانية لا يمكن السكوت عنها وهي تنتهك. بوليفيا وفنزويلا تردعان إسرائيل بطريقتهما الخاصة وبعض العرب لم يجرؤوا حتى على تهديد إسرائيل بتجميد العلاقات الدبلوماسية إن هي لم توقف العدوان على أبناء غزة! وكيف لإسرائيل أن توقف ذلك وهي التي أصبحت تملي الموقف العربي في مثل هذه الظروف. والدليل أن العرب لم يتخذوا أي إجراء لنصرة الفلسطينيين، باستثناء طبعا موقف الشارع العربي الذي لا حول له ولا قوة. لقد لجأوا إلى مجلس الأمن وهم يدركون أن قراراته ملزمة للجميع وهم في المقدمة إلاّ إسرائيل ،، رفضوا عقد قمة لإنقاذ شعب بالكامل أمطرته الإدارة الصهيونية بالقذائف والصواريخ المحرمة جوا وبحرا وبرا ولم يوفر له العرب أي منفذ للغذاء والدواء حتى لا نقول السلاح!!!؟ لكن لا يسعنا أمام هذا التخاذل العربي واللامبالاة والاستهتار بالمشاعر والقيم، إلاّ أن نقول يحيا شافيز،، يحيا موراليس الأكثر عروبة من العرب.