تسعى السلطات المحلية بولاية قسنطينة في الآونة الأخيرة الى الإسراع في القضاء على أحد أهم المظاهر التي ميزت الإطار المعيشي والعمراني لمدينة الصخر العتيق في العشرييتين الأخيرتين، بعد أن تحولت الى مدينة للقصدير والزنك بامتياز، إذ أحيطت بسياج ضخم من الأحياء القصديرية وصل عدد وحداتها حسب إحصاءات غير رسمية الى أكثر من 25ألف بيت قصديري في كل من باردو والشالي والقماص ووادي الحد المنصورة والمنية والمنطقة الصناعية وبومرزوق وحي البئر، بالإضافة إلى عوينة الفول وغيرها. وكانت إحدى أهم المناطق التي فرخت جيوشا من الإرهابيين و المجرمين، في الوقت الذي كانت فيه السلطات تقول بوجود 18ألف كوخ قصديري متناثر عبر مناطق عديدة من المدينة. ففي السياق ذاته تم ترحيل سكان حي باردو نحو المدينةالجديدة علي منجلي وإعادة إسكان أكثر من 1400عائلة كانت تسكن في مساكن غير لائقة على مقربة من وسط المدينة على مراحل، وينتظر أن تنطلق عملية ترحيل سكان حي باردو القصديري قريبا نحو المدينةالجديدة على منجلي. ولا تقتصر العملية، التي تهدف إلى القضاء على الأحياء القصديرية، على محيط مدينة قسنطينة فقط، بل استفادت كل من دائرة عين عبيد وابن باديس وبلدية أولاد رحمون من قرابة ألفي وحدة سكنية في هذا الإطار ينتظر أن تسلم قبل نهاية 2010،ئوهو التاريخ الذي تعول عليه السلطات المحلية للقضاء نهائيا على المشكلة. يذكر أنه طيلة السنوات السابقة كان موقع أحد أكبر الأحياء القصديرية، وهو حي ''نيويورك'' يشوه صورة قسنطينة، وهو حي كبير يفصل بين حيي الدقسي والقماص وتسكنه حوالي 2500عائلة كانت تعيش في ظروف توصف بالجحيم، زيادة على أنه كان وكرا حقيقيا للجريمة والدعارة والآفات الاجتماعية الأخرى. وغير بعيد عنه كان حي''القاهرة'' الذي تجاوز عدد سكانه 5000نسمة. تلك الأكواخ والبيوت التي أحاطت بالمدينة ويحيط بعضها بها الآن شكلت حزاما للبؤس والفقر وأطاحت بسمعة مدينة العلم والعلماء.