* email * facebook * twitter * linkedin جدّدت الجزائر التأكيد على أن النزاع في الصحراء الغربية يبقى قضية تصفية استعمار قائمة بين جبهة البوليزاريو والمغرب وبما لا يسمح بأي تأويل. قال محمد بصديق، نائب السفير الجزائري لدى الأممالمتحدة، أمام أعضاء لجنة تصفية الاستعمار الأممية المعروفة باسم لجنة ال 24 بمدينة نيويورك، أن طبيعة النزاع في الصحراء الغربية لم يعد موضع تأويل وأنه كان وسيظل قضية تصفية استعمار بين جبهة البوليزاريو، الممثل الشرعي للشعب الصحراوي والمملكة المغربية. وأضاف بصديق، أن ما يثير الانشغال، بخصوص هذا الأمر، يبقى محاولات بعض الأطراف التشكيك في الوضع القانوني لهذا الإقليم وشرعية ممثليه من خلال تفسير منحاز وانتقائي للوائح الأممالمتحدة بهدف تغليط وتحدي سلطة الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي. وذكر ممثل الجزائر في هذا السياق بأن اللوائح الأممية حول هذه القضية والآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية ومحكمة العدل الأوروبية والاتحاد الإفريقي، أكدت جميعها وبشكل قاطع، أن المغرب لا يملك أي سيادة على إقليم الصحراء الغربية وهو ما جعله يؤكد على أن "هذا النزاع لن يجد له حلا إلا في إطار الإرادة الحرة للشعب الصحراوي طبقا للوائح 1514 و1541 و2625. وعبر بصديق عن تأسف الجزائر كون مبدأ حق تقرير المصير أصبح مهددا في بعض البلدان ولم يعد في متناول جميع شعوب الأقاليم التي تنتظر استقلالها. وأضاف أن ما يزيد في درجة "التأسف" وجود بلدان حصلت على استقلالها في سياق مسار تصفية الاستعمار ولكنها ترفض الآن تمكين شعوب أخرى مستعمرة من هذا الحق. وأكد نائب سفير الجزائر في الأممالمتحدة أن لجنة ال 24 تجد الأساس المنطقي في تجسيد اللائحة 1514 التي تنص على منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة والتي يجب أن تبقى مرجعا وحيدا لأعمالها، حاثا اللجنة على القيام بزيارة أخرى إلى الصحراء الغربية لتقييم الوضعية طبقا لقواعد الأممالمتحدة المسيرة لمثل هذه الزيارات وللمهمة التي تتضمنها اللائحة 1654. وأكد أن "تمسك الجزائر بمهمة اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار ليس أمرا جديدا" وإنما "هو انعكاس لموروث" كفاحها من أجل الاستقلال الذي يتطلب منها تقديم دعم متواصل لاستكمال مسار تصفية الاستعمار. واعتبر بصديق استئناف المحادثات بين طرفي هذا النزاع تحت إشراف الأممالمتحدة يعطي فرصة من أجل استئناف المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة بغية التوصل إلى حلّ سياسي عادل ودائم ومقبول من الجانبين يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأضاف أن الجزائر بحكم أنها بلد جار ستواصل تقديم دعمها لجهود الأمين العام الأممي وجهود اللجنة الخاصة من أجل استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. وفي ذات السياق، جدّدت جبهة البوليزاريو دعوتها للمجتمع الدولي لإعطاء فرصة للشعب الصحراوي من أجل ممارسة حقه غير قابل للتفاوض في تقرير المصير والاستقلال. ودعا سيدي محمد عمر ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة، المجتمع الدولي إلى توفير جميع الإجراءات اللازمة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه الثابت في تقرير المصير والاستقلال وأن الأمر لا يتعلق بمطلب مبالغ فيه بالنسبة للجنة أنشأتها منظمة الأممالمتحدة للقضاء على الاستعمار في العالم. وذكر سيدي محمد عمر خلال مرافعته، أن قضية الصحراء الغربية، أدرجت في جدول أعمال اللجنة منذ 1963 كإقليم غير مستقل يتمتع شعبه بالحق في تقرير المصير والاستقلال طبقا للوائح ذات الصلة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتساءل الدبلوماسي الصحراوي "إذا لم تكن للمغرب أي سيادة دولية معترف بها ولا صفة قوة مديرة، فكيف يمكن تفسير وجود المغرب بهذا الإقليم". وقال إن الإجابة "واضحة جدا وأن الذين يجهلونها يتعين عليهم البحث في لوائح الأممالمتحدة، خاصة اللائحة 34/37 الصادرة في 21 نوفمبر 1979 و35/19 الصادرة في 11 نوفمبر 1980 اللتين من خلالهما أدانت الجمعية العامة خطورة الوضعية الناتجة عن استمرار احتلال الصحراء الغربية من طرف المغرب".