أكد رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح، أول أمس، أن إطفاء الحريق ووقف المجزرة الصهيونية في غزة "يبقى اليوم أكثر من مطلب عاجل"، وندد من جهة أخرى بالصمت العالمي، ودعا القوى الفلسطينية إلى التوحد. ألقى رئيس مجلس الأمة في الجلسة العلنية المخصصة لطرح الأسئلة الشفوية كلمة ضمنها موقف الغرفة العليا للبرلمان الجزائري مما يحدث من تقتيل وتنكيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 27 ديسمبر الماضي، وشدد على ضرورة "وقف العدوان على قطاع غزة وإيقاف فصول مجزرة دخلت يومها العشرين والانسحاب العاجل واللامشروط من الأراضي المحتلة. ويرى أن الأولوية اليوم كذلك هي لتجاوز "أبناء فلسطين لخلافاتهم وتوحيد صفوفهم لمواجهة عدوهم الحقيقي في أقرب الآجال" داعيا في نفس الوقت العرب والمسلمين وأحرار العالم الى "مضاعفة جهودهم للتعبير عن مزيد من الوقفات الداعمة والمنددة بالاحتلال وبجرائمه البشعة" . وطالب الدول التي لها تأثير على القرار الإسرائيلي "بالتحرك بجدية للضغط عليها لإجبارها على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس" . وذكر السيد بن صالح بمواقف الجزائر الداعمة والمستمرة لفلسطين "الى غاية استرجاع هذا الشعب حقوقه كاملة" مبرزا التنديد والتضامن الذي عبر عنه الجزائريون في مختلف مدن وقرى الجزائر من خلال المظاهرات ووقفات التضامن. وفي إطار المجهود العربي المشترك، أشار السيد بن صالح إلى أن الجزائر عبرت دوما عن استعدادها لبذل كل ما يمكن القيام به من أجل القضية "ولم تقصر يوما في واجبها تجاه فلسطين" ، مؤكدا في السياق أن الجزائر "ستظل تتحرك بكل قدراتها وجهودها في كافة المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية لنصرة شعب فلسطين إلى أن يسترجع كامل حقوقه المشروعة في تحقيق الاستقلال وإقامة دولته" . وقال رئيس مجلس الأمة "إننا لا نجد المبررات المقنعة لفهم موقف بعض أعضاء الأسرة الدولية الصامت والمتواطئ أوالداعم (...) للفظائع الجارية في غزة ولا نفهم كيف أن هذه الدول تقنع نفسها بمبررات واهية لا يقبل بها العقل ولا يبررها المنطق" . وأضاف في السياق "إننا لا نفهم كيف أن بعض هذه الدول تساند موقف إسرائيل في غلق المعابر المؤدية إلى غزة بحجة أن الفلسطينيين يهربون السلاح عبرها ولا تجد مانعا في نفس الوقت في السماح برسو البواخر المشحونة بأحدث أنواع الأسلحة الموجهة لقتل المدنيين من أبناء فلسطين" . كما عبر السيد بن صالح عن استغرابه "لقبول البعض من هذه الدول بما يساوي ما بين الجاني والمجني عليه لتبرير مساندة العدوان والموافقة على استمرار الجريمة" متسائلا "كيف يلام الفلسطينيون لرفضهم التسليم ببعض بنود الخطط هي في مضامنها عقود إذعان حقيقية تتجاهل حقوق ووجهات نظر الفلسطينيين"، وتساءل رئيس مجلس الأمة "هل العدوان الذي يستهدف قطاع غزة هو عدوان موجه الى فصيل فلسطيني معين أم أنه يستهدف شعبا بكامله وهل الغزو الإسرائيلي وقع لتحقيق غاية عسكرية معينة ومؤقتة أم جاء لتنفيذ خطة مبيّتة ترمي للاستحواذ النهائي على وطن وطي القضية نهائيا" .