يحل اليوم بالجزائر الوزير الاول البرتغالي ورئيس المجلس الاوروبي السيد خوسي سوكراتيس في زيارة رسمية الى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، حسبما أفاد به امس بيان لرئاسة الجمهورية· وهي الزيارة الثانية من نوعها التي يقوم بها المسؤول البرتغالي الى بلادنا خلال العام الجاري، اذ كان السيد سوكراتيس ضيف الجزائر في بداية السنة وبالضبط يومي21 و22 جانفي الماضي حيث ترأس أول قمة بين البلدين اندرجت في إطار تجسيد معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي وقعت بين البلدين في جانفي 2005 · وتدعم هذه الزيارة العلاقات الوطيدة التي تعرفها العلاقات الثنائية بين الجزائر ولشبونة والمعروفة بعراقتها وبتطورها المستمر في كل المجالات بدءا بالسياسة وصولا الى الاقتصاد دون اغفال الجوانب الامنية والثقافية، لكن مع رغبة عبر عنها البلدان في كل مناسبة للذهاب قدما فيها وجعلها نموذجية· وهو ما اكده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اشار خلال الزيارة الاخيرة للضيف البرتغالي الى ان الجزائر تريد الارتقاء بعلاقاتها مع البرتغال الى مرتبة أعلى "من مجرد العلاقات التجارية الحالية"، داعيا في هذا السياق الشركات البرتغالية الى اقتحام السوق الجزائرية والمشاركة في برنامج خوصصة المؤسسات العمومية· من جانبه شدد سوكراتيس على ان بلده يريد ان يكون شريكا للجزائر "في اطار علاقات تقوم على الثقة"، معتبرا ان العلاقات بين البلدين يمكن وصفها ب"القوية جدا" على كل الأصعدة· وبدوره تحدث عن رغبة بالبرتغال في الذهاب بعيدا بعلاقتهما الثنائية، مشيرا إلى ضرورة بذل جهود اكبر لتحقيق ذلك· وترى كل من الجزائر والبرتغال أن علاقتهما الثنائية الجيدة تسمح لهما بالحديث بصوت واحد في العديد من المسائل ذات البعد الجهوي والعالمي لاسيما عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين شمال وجنوب المتوسط أو بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا أو بينه وبين دول المغرب العربي· وبدا واضحا تميز العلاقة بين الطرفين مؤخرا خلال مشاركة الرئيس بوتفليقة في أعمال القمة الإفريقية الاوروبية التي احتضنتها العاصمة البرتغالية لشبونة والتي كانت من أهم المحاور التي تطرق اليها الوزير الاول البرتغالي خلال زيارته الاخيرة الى الجزائر، حيث دعا حينها رئيس الجمهورية الى "دعم هذه القمة" اعتمادا على وزن الجزائر الكبير على المستوى الافريقي· وكانت زيارة الوزير الاول البرتغالي للجزائر بداية السنة الجارية قد توجت بتوقيع 8 اتفاقات للتعاون الثنائي خصت قطاعات الدبلوماسية والاقتصاد والقضاء والرياضة· واحتل القضاء الريادة بأربعة اتفاقات منها واحد تتعلق بتسليم المطلوبين· كما تم التوقيع على محضر لخلاصة المحادثات التي جرت بين الطرفين في مجال الطاقة· وتدعم التعاون بين الجزائر والبرتغال في هذا القطاع (الطاقة) مؤخرا بفضل توقيع شركة سوناطراك والمجمع البرتغالي "انرجياس" على اتفاقات من اجل "ارساء شراكة استراتيجية تغطي مجالي الغاز الطبيعي والكهرباء في شبة الجزيرة الايبيرية" · وتتضمن هذه الاتفاقات التي تم التوقيع عليها في 31 اكتوبر الماضي تزويد المجمع البرتغالي بالغاز الطبيعي من طرف سوناطراك على المدى الطويل وبحجم تعاقدي سنوي يضاهي 1.6 مليار متر مكعب يخصص جانبا معتبرا منه للمشاريع الثلاثة للمحطات الكهربائية الهجينة باسبانيا والبرتغال· كما اكد التوقيع على مشاركة سوناطراك وبصفة دائمة في المجلس العام للمراقبة الخاص بانجرياس الذي يعد اكبر هيئة استراتيجية للمجمع البرتغالي· للاشارة فإن الجزائر تعد اول ممون للبرتغال بالغاز الطبيعي حيث تزود هذا البلد بحوالي 85 بالمائة من احتياجاته من هذه المادة ب2.5 مليار متر مكعب سنويا· وفي المجال المالي كانت الجزائر والبرتغال قد وقعتا بروتوكول تعاون في القطاع يتضمن كذلك الجانب النقدي وتكوين الاطارات الجزائرية ومرافقة الاصلاحات البنكية·ويقضي هذا الاتفاق بتمكين الجزائر من الاستفادة من الخبرة البرتغالية في مجال البنوك والتأمينات اسواق رؤوس الاموال· ويضاف الاتفاق الى مذكرة التفاهم التي كانت قد وقعت مع البنك الرائد بالبرتغال "كايكسا جرال دي ديبوسيتو" في 2006 من اجل المساعدة التقنية والتكوين وتبادل الخبرات مع هذا البنك· ويبقى امام البلدان العمل اكثر في اتجاه دعم الاستثمارات لاسيما تلك التي تنتظرها الجزائر من الشركات البرتغالية التي مازال تواجدها محدودا حتى وان قدرت بعض المصادر الحجم الاجمالي للاستثمارات البرتغالية المباشرة في الجزائر بمليار اورو· امر يسعى الى تحقيقه مسؤولو البلدين من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة في السنوات الاخيرة التي عرفت محطات هامة في العلاقات بينهما منذ 2003، حيث تم في مارس من هذه السنة توقيع مذكرة حول المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية· وفي ديسمبر من نفس السنة زار الرئيس البرتغالي السابق جورج سامبايو الجزائر والقى خطابا بالبرلمان· وفي جانفي 2005 وقعت معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار ليقوم بعدها أي في جوان من هذه السنة الرئيس بوتفليقة بزيارة الى البرتغال تم خلالها التوقيع على 7 اتفاقات· وفي 2006 قام الرئيس الحالي للبرتغال بزيارة الى الجزائر، وفي 7 جانفي 2007 تم توقيع بروتوكول اطار بين برلماني البلدين، ويرتقب ان تعقد ثاني قمة جزائرية برتغالية في السداسي الاول من عام 2008 ·