أكد الوزير الأول البرتغالي السيد خوسي سوكراتيس استعداد الاتحاد الأوروبي وبلاده للتعاون مع الجزائر في مساعيها الرامية لمكافحة الإرهاب وذلك بعد أن عبر عن مشاعر التضامن والصداقة مع الجزائر غداة الاعتداءات الإرهابية الأخيرة· كما دعا رجال أعمال بلده إلى "المراهنة على السوق الجزائرية" من خلال تكثيف التعاون الاقتصادي والاستثمار أكثر بها· تلك هي أهم الرسائل التي بعث بها المسؤول البرتغالي الذي أنهى أمس زيارة دامت يوما واحدا إلى الجزائر وغلب عليها الطابع الثقافي من خلال التوقيع على اتفاق ثنائي في هذا المجال وكذا تدشين معرض الفن الإسلامي بالبرتغال· وحظي الوزير الأول البرتغالي - الذي استقبل في مطار هواري بومدين الدولي من طرف رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم - باستقبال رسمي في مقر رئاسة الجمهورية، حيث استعرض رفقة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة فصيلة للقوات البحرية والجوية والبرية أدت لهما التحية الشرفية قبل الاستماع إلى النشيدين الوطنيين للبلدين· وبعد هذا الاستقبال تحادث الرئيس بوتفليقة مع ضيفه البرتغالي بحضور كل من رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم ووزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية السيد عبد اللطيف رحال وسفير الجزائر بلشبونة صبري بوقادوم عن الجانب الجزائري· وحضر عن الجانب البرتغالي وزير الدولة للشؤون الخارجية السيد لويس امادو والمستشار الدبلوماسي للوزير الأول البرتغالي خوروخي روزا دي اوليفيرا ومستشاره الاقتصادي اوسكار غاسبار وسفير البرتغال بالجزائر لويس الميدا سامبايو· وفي تصريح أعقب هذه المحادثات قال السيد سوكراتيس "أود باسم الاتحاد الأوروبي والبرتغال أن القول أننا مستعدون للتعاون وتقديم كل ماهو ضروري لمكافحة هذه الهمجية " في إشارة إلى العمليات الإرهابية الأخيرة وظاهرة الإرهاب عموما· وخلال لقاء مع رجال أعمال برتغاليين بقصر الثقافة شدد على أهمية التكامل بين العمل الذي تقوم به البرتغال في إطار سياستها الخارجية وتوجهات المتعاملين الاقتصاديين البرتغاليين· وقال في هذا الصدد أن السياسة الخارجية للبرتغال التي كانت تركز على العلاقات مع بلدان أوروبا والأطلسي أضافت بعدا آخر إلى أولوياتها وهو "العلاقة مع بلدان شمال إفريقيا"· وذكر بأن بلاده تعقد قمما منتظمة مع كل من المغرب وتونس وحاليا يتم عقد قمم مماثلة مع الجزائر· وتجسيدا لهذا التوجه الجديد في السياسة الخارجية للبرتغال طالب رجال الأعمال بالمراهنة على الاقتصاد الجزائري والاستثمار في الجزائر، معتبرا ذلك "خطوة هامة لتطوير سياستنا الخارجية في هذا الاتجاه" · لكنه بالمقابل أكد ان استثمار الشركات البرتغالية في الجزائر لايعود بالنفع على التعاون الثنائي بين البلدين فقط ولكنه يعود بالنفع كذلك على هذه الشركات، مشيرا إلى ان مباحثاته مع الرئيس شملت طرح مختلف المشاكل التي تعترض طريق التعاون الثقافي والاقتصادي بينهما· وشدد على الأهمية الكبيرة التي توليها البرتغال للقمة القادمة بين البلدين التي ستعقد في أوائل سنة 2008. من جانب آخر وبعد إشارته إلى ان زيارته إلى الجزائر جاءت لتدشين معرض الفن الإسلامي، قال الوزير الأول البرتغالي "أنا فخور بثقافتنا وبهذا الإرث وبهذا التنوع الثقافي"· ودشن سوكراتيس برفقة رئيس الجمهورية هذا المعرض مساء أمس بقصر الثقافة حيث تم عرض مجموعة من القطع الفنية هي عبارة عن منسوجات وخزف وزجاج ومخطوطات تعود إلى قرون خلت وتمثل عصورا في تاريخ الحضارة الإسلامية· واستمع الرئيس بوتفليقة إلى عرض عن مؤسسة غولبنكيان التي كان لصاحبها كالوست ساركيس غولبنكيان الفضل في جمع مثل هذه القطع الفنية الفريدة من نوعها، كما استمع إلى شروحات حول القطع المعروضة· للإشارة فإن غولبنكيان عاش في الفترة الممتدة بين 1869 و1955 وهو برتغالي قام باقتناء مجموعة رائعة من القطع الفنية من الشرق ومن أوروبا، لكنه كان في نفس الوقت رائدا في مجال تطوير صناعة النفط لاسيما في منطقة الشرق الأوسط· وقام بدور رئيسي في هيكلة مجموعة الشركات التي أصبحت بعد ذلك تحمل اسم "الشركة العراقية للنفط"، وتعد مؤسسته المالك الوحيد لشركة بارتكس للنفط والغاز التي تركز عملها في كل من ابوظبي وسلطنة عمان كما تعمل في الجزائر وبالضبط في حقل بركين حسب مااوضحته النبذة التي علقت في مدخل المعرض· ويستخدم جزءا من مداخيل الشركة النفطية في تمويل ميزانية مؤسسة غولبنكيان الفنية وهو ماسمح لها باقتناء قطع أثرية وفنية فريدة من نوعها· يذكر ان الوزير الأول البرتغالي غادر الجزائر مباشرة بعد زيارته للمعرض وأقيم له حفل توديع رسمي من طرف رئيس الجمهورية في قصر الثقافة، فيما كان رئيس الحكومة في توديعه بمطار هواري بومدين الدولي·