جددت الجزائر دعوتها إلى إيقاف العدوان على غزة والعمل بكل ما يمكن في سبيل إغاثة أهاليها خاصة من خلال إعادة تشغيل الخدمات العمومية، كما طالبت عقب الاجتماع الطارئ لرؤساء الدول العربية حول غزةبالدوحة، بتعبئة المجموعة الدولية من أجل إعادة فتح نقاط العبور في أقرب الآجال لإتاحة دخول المساعدات من الأغذية والأدوية والوقود. واعتبرت الجزائر التي شاركت بأعلى مستوى لها من التمثيل أول أمس في قمة غزة التي احتضنتها العاصمة القطرية، ممثلة برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن المجموعة الدولية مطالبة بالتكفل بنجاعة بالاحتياجات العاجلة لسكان غزة والإسهام في إعادة إعمار القطاع من منطلق برامج اقتصادية واجتماعية من أجل تيسير العودة إلى حياة عادية، داعية من جانب آخر إلى ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية في أقرب الآجال "بصفتها ردا مناسبا على الهمجية الإسرائيلية وعلى المؤامرات المحاكة ضد القضية الفلسطينية". وأوضحت في هذا الصدد أنه يتعين على المجتمع الدولي عموما والعالم العربي خصوصا التجند أكثر وبصفة حازمة لصالح مسار المصالحة السياسي، مؤكدة بأن هذا المسار "يبقى السبيل الوحيد الذي يؤمن لقاطبة الشعب الفلسطيني الاستفادة من حل يكرس الفلسطينيين طرفا ذا مصداقية لا بديل عنه في البحث عن حل شامل وعادل ونهائي للصراع الإسرائيلي العربي". وتعتبر الجزائر أن مساهمة المجموعة الدولية في قيادة هذا المسار السلمي وبلوغ غايته تمر حتما عبر استيفاء شروط مسبقة تضمن للشعب الفلسطيني عموما، وأهالي غزة خصوصا التكفل بتحقيق تطلعاتهم المشروعة في المجال الأمني بإيقاف العدوان الإسرائيلي وجلاء قوات الاحتلال ورفع الحصار، مسجلة في المقابل أن اختيار السلم الشامل، مازال يصطدم بتعنت إسرائيل ورفضها الانضواء ضمن دينامكية السلام التي تدعو إليها المجموعة الدولية بإلحاح . وأوضحت بخصوص أطوار المفاوضات حول الوضع النهائي، أنه "في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات جارية، لاحظ الجميع لجوء إسرائيل إلى مضاعفة الإجراءات الأحادية، سعيا إلى تغيير الواقع الميداني من خلال إقامة مستوطنات جديدة وتجزئة الأراضي والشروع في بناء منشآت قاعدية والاستحواذ على منابع المياه على حساب الأراضي الفلسطينية التي ما انفكت مساحتها تتقلص باستمرار". كما سجلت الجزائر في الأخير أن اجتماع الدوحة كان بإمكانه "أن يكون بالغ الفوائد لو أتاح القيام بتفويض صارم للمسار من حيث النتائج والإجراءات الملائمة لمرافقته". ويذكر أن قمة غزةبالدوحة التي حضرتها 12 دولة عربية من بينها الجزائر انتهت إلى عدد من القرارات من أهمها تعليق مبادرة السلام العربية مع إسرائيل ووقف كافة أشكال التطبيع معها وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، إضافة إلى تشكيل جسر بحري لنقل الإغاثة لسكان غزة والتأكيد على ضرورة الفتح الفوري للمعابر أمام الأفراد والمساعدات وتوزيعها دون عراقيل. كما أدانت القمة العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة ودعت إلى وقفه على الفور مع رفع الحصار المفروض على القطاع وفتح المعابر والمطار وميناء المدينة البحري. وحمل بيانها الختامي إسرائيل مسؤولية أية انتهاكات للقانون الدولي، داعيا إلى ملاحقتها أمام المحاكم الدولية لجرائمها المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، كما تميز اللقاء بإعلان كل من قطر وموريتانيا تجميد علاقاتها مع إسرائيل، ودعوة الأطراف الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية خدمة لقضيتهم. وقد جاءت مشاركة الجزائر في قمة الدوحة انطلاقا من حرصها الشديد على ضرورة التحرك وتحمل الدول العربية مسؤوليتها لنصرة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر بهمجيته وأعماله الشنيعة المقترفة ضد الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، الذي دفع بأرواح ودماء أبنائه ثمن هذه الحرب العدوانية التي بلغت أسبوعها الرابع مخلفة أزيد من 1200 قتيل، و5300 جريح. وقد ساندت الجزائر منذ الوهلة الأولى عقد قمة عربية طارئة معلنة موافقتها المبدئية للمشاركة في أي قمة تعقد من اجل وقف العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمها القوي لكل مبادرة ترمي إلى تحقيق هذا الهدف وتضغط على الجهات المؤثرة في مجلس الأمن لوقف العدوان ورفع الحصار الإسرائيلي على غزة. كما تنم مشاركة الجزائر في قمة غزة أيضا من تقديرها لخطورة الأوضاع التي تعيشها المنطقة، وحرصها على وحدة الصف العربي واحترامها لكل خطوة يبادر بها أي قائد دولة عربية وعدم إدارة ظهرها للدعوات إلى عقد أي اجتماع تصب أهدافه في خدمة القضايا العربية ونصرتها، لا سيما في ظل المرحلة الصعبة التي تعيشها الأمة العربية التي يذبح ويقتل أهلها ظلما بغزة. وكانت الجزائر قد شددت في قمة وزراء الخارجية الأخيرة التي انعقدت بالقاهرة على رفضها إقصاء أي طرف فلسطيني من أي حل يطرح حاليا، بما في ذلك السلطة الفلسطينية وكل الفصائل الفلسطينية، وقد سجل لها التاريخ عملها الدؤوب على جمع كل الفصائل في الاجتماعات التي عقدت في الجزائر.