* email * facebook * twitter * linkedin أكد وزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي أن الحوار هو السبيل الأقل تكلفة والأقصر لتسوية الأزمة السياسية في الجزائر، مشيرا إلى أن الانتخابات هي وحدها الكفيلة بتجسيد الإرادة الشعبية، حيث يرى أن الوقت حان لوضع الإجراءات المسطرة خلال الندوة الوطنية للحوار للتوجه نحو الانتخابات الرئاسية. وأوضح السيد رحابي في حوار خص به إذاعة فرنسا الدولية «إر. إف. إيه» أن الانتخابات وحدها جديرة بتجسيد الإرادة الشعبية. معتبرا أن الاتفاق السياسي ليس هو الذي سيعكس إرادة الجزائريين، مشيرا إلى أن البلد في فراغ دستوري يتفاقم، وأن الانسداد السياسي يتزايد يوما بعد يوم. وأضاف قائلا «لقد اتفقنا على الخروج بأرضية تضع إجراءات الثقة والتهدئة التي ينبغي أن تتخذها الحكومة قبل التوجه نحو الحوار، والتي تقترح أيضا هيئة من شأنها تنظيم الانتخابات ومراجعة القوائم الانتخابية وتسير الانتخابات، فضلا عن مراقبتها والإعلان عن النتائج من قبل هذه الهيئة التي ستحل محل المجلس الدستوري الذي فقد المصداقية». واعتبر السيد رحابي أن الانتخابات الرئاسية تستدعي وجود مناخ ملائم واقتناع الجزائريين بأن أصواتهم لن تسرق منهم وكذا اقتناعهم بشفافية ونزاهة الاقتراع، مشيرا إلى أن هذا الأمر غير موجود حاليا. ولدى تطرقه إلى إجراءات الثقة، ذكر المتحدث بضرورة تحرير قطاع السمعي - البصري العمومي ورفع القيود عن الممارسة السياسية من قبل الأحزاب وتوقيف المتابعات على جنح الرأي. وإذ أشار إلى وجود مبادرات «قوية» في مجال مكافحة الفساد، اعتبر السيد رحابي أن مكافحة الفساد الحقيقية ستتحقق عندما يتغير نظام الحكم. ويرى السيد رحابي أنه في الظروف الحالية، لن يصوّّت الجزائريون لأنهم - كما قال - أصبحوا أكثر حذرا وأكثر تطلبا، ومن الصعب اليوم بعث الثقة المفقودة بين السلطة والمواطنين. ومع هذا، أعرب السيد رحابي عن أمله في رؤية جميع الأطراف تعمل على قدم وساق لتحقيق هذه الغاية، معبرا عن قناعته في وجود إرادة مشتركة سواء كان ذلك في الخطاب السياسي الرسمي أو في خطاب المعارضة، فيما يخص التوجه نحو الحل السياسي والعودة إلى المسار الانتخابي. وفيما يتعلق بالأرضية المنبثقة عن المنتدى الوطني للحوار، أشار المتحدث إلى وجود مقاومات خاصة بالإدارات. مضيفا بأن هناك مقاومة للتغيير لوجود مصالح مستها ديناميكية التغيير هذه. وأكد السيد رحابي في هذا الإطار أن الحراك «ولّد لدينا نوعا من طلب جد كبير على الشفافية، من بينها - كما قال - الشعارات بخصوص الفساد والتي غالبا ما تعود خلال المسيرات». واسترسل السيد رحابي يقول «يريد الجزائريون مراقبة الثروات الوطنية وهم على دراية بأن هذا الأمر لن يتسنى إلا في كنف نظام ديمقراطي وعدالة مستقلة وإرادة سياسية تسعى للتجديد»، مبرزا في هذا الشأن أن الإرادة السياسية لا طالما كانت ضعيفة في مجال مكافحة الفساد. كما أعرب الوزير والدبلوماسي الأسبق عن إعجابه بالشباب الذين شاركوا في المنتدى والذين أظهروا نضجا ووعيا سياسيا خلال الأشغال المنتدى. مضيفا بالقول هذا «الأمر مذهل». فمطالبهم تتعلق أساسا بالسياسية، وهي مطالب واضحة ومرتبة ومعبر عنها بشكل جيد. حيث وجه الشباب رسالة واضحة للمعارضة والسلطة مفادها أن «المرحلة الانتقالية في أذهاننا، نحن على دراية بما نريد ونحن قادرون على تسيير هذه الفترة».