* email * facebook * a href="https://twitter.com/home?status=وعدة "أزرو نطهور"... تعطي موعدا لسياح تيزي وزوhttps://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/68031" class="popup" twitter * a href="https://www.linkedin.com/shareArticle?mini=true&url=https://www.el-massa.com/dz/index.php/component/k2/item/68031&title=وعدة "أزرو نطهور"... تعطي موعدا لسياح تيزي وزو" class="popup" linkedin تستعد بلدية إفرحونان، الواقعة بالمرتفعات الجبلية لولاية تيزي وزو، لتنظيم وعدة "أزرو نطهور"، حيث أن هذه الوعدة السنوية التي تقام طيلة ثلاثة جمعات من شهر أوت، تستقطب آلاف الزوار والسياح الذين يعشقون رياضة التسلق لبلوغ قمة الجبل، لاسيما أن الاحتفالات تتميز بأجواء من التضامن والتلاحم، التي دائما ما تسود المكان. تزخر ولاية تيزي وزو بمواقع سياحية ومناظر طبيعية خلابة وجميلة تسحر عشاق الطبيعة والباحثين عن أماكن للراحة والهدوء، حيث تجلب هذه المواقع سنويا أنظار المهتمين بالسلاسل الجبلية الخضراء، لجمالها الطبيعي من جهة، ولأنها تحفظ ذكريات جميلة من جهة أخرى، يحيي خلالها السكان مناسبات وتظاهرات وعادات قديمة موروثة، مثل ما هو الحال بالنسبة لوعدة "أزرو نطهور"، حيث يتجدد الموعد مع قمة الجبل في اليوم الثاني من شهر أوت من كل سنة، حيث تحتضن هذه الجبال الشامخة الاحتفالات المخلدة لعادات متجذرة في أوساط العائلات القبائلية، التي تحضرها ثلاث قرى في ثلاث جمعات متتالية. تفتتح الاحتفالات بعادة "أزور نطهور" يوم 2 أوت المقبل من طرف قرية زوبقة، حيث تتكفل لجنة القرية بالتحضيرات من خلال اقتناء الأضاحي وغيرها من المستلزمات، التي يعتمد عليها لتحضير "الوعدة"، والتي تجلب في كل مرة عددا كبيرا من الزوار لتناول الكسكسي باللحم، وفي الجمعة 9 أوت، يكون من مهمة قرية آث عدالله مواصلة التظاهرة، في حين يكون اختتام الاحتفالات في تاريخ 16 أوت، حيث تكون التحضيرات على عاتق قرية تخليجث، وتتقاسم هذه القرى التحضيرات لهذه الوعدة التي أبى السكان التخلي عنها، حيث ظلوا يحيونها منذ زمن قديم، ولعل تشبث السكان بها دليل على أهميتها في ترسيخ روح التعاون، المحبة، التسامح والأخوة في المجتمع. إن زوار جبل أزرو نطهور يلاحظون مدى رسوخ عادة صعود الناس إلى القمة التي يزيد علوها عن سطح البحر ب1883م، حيث يوجد مقام صغير لولي صالح، شيده سكان المنطقة بعد موته، تكريما وتخليدا لشخصيته وذكراه، كونه خدم القرية وسكانها طيلة حياته، وساهم في حل مشاكلهم بالحكمة وزرع المحبة والاحترام في أوساطهم. يرجع أهل المنطقة أسباب تعلقهم بهذه الصخرة لسببين، اختلفت حولهما الأقاويل، منهم من يقول أن وليا صالحا كان يقطن قمة الجبل، ساهم في تسوية وحل المشاكل بين السكان، وتكريما له، شُيّد له ضريح وتم الاحتفال به احتراما لروحه التي فناها في خدمتهم والاستماع لمشاكلهم، ويشير آخرون إلى أنه خلال زمن مضى، وبينما كانت النساء في قمة الجبل يحضرن الكسكسي على ارتفاع 1883 مترا، سقط طبق الكسكسي ولم ينكسر، كأن يدا أخذته من القمة لتضعه في الأسفل، ومن هنا شعر السكان بهبة وقوة المكان، ليقرروا تشييد ضريح وتنظيم وعدات احتفالا به. عمل سكان قرى إفرحونان على الالتزام على مر السنين، على إحياء هذه الوعدة التي تعتبر فرصة للترويح عن النفس والتنزه، والتعريف بتاريخ القرية واطلاع الزوار والسياح على جمال الجبال بمنطقة القبائل خاصة، والجزائر عامة، خاصة المتعطشين لاكتشاف عمق التراث بالمنطقة التي جمعت بين السهول والهضاب والجبال والبحر، وألهمت الشعراء والفنانين وحرّكت أقلام الكتاب. وما زاد من جمال العادة، موقع الجبل الذي يتوسط سلسلة جبلية خضراء، تكسوها مختلف أنواع الأشجار القصيرة والنباتات التي لا نجدها سوى في الجبال وتتميز بألوان جميلة، إضافة إلى الهواء النقي الذي ينعش القلب والروح، والسكون الذي يخيم على المكان، ليرحل العقل البشري في رحلة الاسترخاء التام. يقوم زوار القمة، زيادة على الوعدة التي تنظم سنويا، بالتبرع بالمال في صندوق الزكاة الذي يتم استغلاله لإنجاز أشغال ذات مصلحة عامة في القرى والتحضير للوعدة العام المقبل، كما يتم التبرع بقطع قماش وعجلان وخرفان يتم نحرها، وأخرى تباع لاستغلال مالها من أجل إنجاز مرافق، طرق، وتهيئة منابع المياه وغيرها.