* email * facebook * twitter * linkedin طالب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بتمكينه من دور أكثر تأثيرا لتسوية النزاع الدامي في ليبيا، والإسهام في البحث عن تسوية سياسية من خلال تعيين مبعوث مشترك أممي إفريقي. وعبّر المنتظم الإفريقي عن رغبته على هامش تواصل أشغال الجمعية العامة الأممية بالنظر الى خطورة الأوضاع التي يمر بها هذا البلد والقلق المتزايد الذي ينتاب أعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقي، في ظل خطورة الأوضاع التي تعرفها ليبيا والاحتمالات المتزايدة لانتقال عدواها الى دول المنطقة. وأكد مجلس السلم والأمن الإفريقي في بيان أصدره عن قناعته بحتمية لعب الاتحاد الإفريقي لدور أكثر فعالية وبشكل استعجالي في سياق مبادرات البحث عن حل سياسي ودائم للمعضلة الليبية. وجاء تحرك الاتحاد الإفريقي بعد قرابة سبع سنوات منذ احتكار الأممالمتحدة لدور الوساطة والمساعي الحميدة سواء بين فرقاء الحرب الليبية، أو بين القوى الدولية عبر مبعوثين خاصين تداولوا على هذه المهمة بنية منع انزلاق الأوضاع باتجاه الأسوأ والعمل على حلحلة الأوضاع بهدف إخراج ليبيا من عنق زجاجة أزمة مستعصية آخرهم الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة، الذي يواجه عقبات كبيرة للتوصل الى أرضية توافقية بين فرقاء الحرب الليبية تكون بداية لإنهاء الاقتتال بين الإخوة الأعداء. وازدادت هذه الوضعية تعقيدا منذ الرابع أفريل الماضي، عندما شن المشير خليفة حفتر هجمات على العاصمة طرابلس، في محاولة لفرض سيطرته عليها ضمن تطورات باعدت بين مواقف المتحاربين وجعلت مهمة الأممالمتحدة أشبه بالمستحيلة. ومما زاد في صعوبة مهمة غسان سلامة، رفض القوى الدولية والإقليمية الالتزام بلوائح مجلس الأمن الدولي حول ليبيا، وخاصة ما تعلق بحظر تزويد المتحاربين بالسلاح، بل إنها تحولت هي نفسها الى أطراف متورطة بعد أن وقفت كل واحدة منها الى جانب احد فرقاء الحرب على حساب الطرف الآخر أصبحت معها ليبيا ساحة معركة مفتوحة لتجريب شتى أنواع الأسلحة بعلم الأممالمتحدة وكل الدول الأخرى، بما فيها تلك التي وقّعت على مبادرة الأممالمتحدة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة الليبية. ورغم انقسام مختلف القوى الدولية بخلفية مصلحية فوق الأرض الليبية إلا أن غسان سلامة، لم يشأ رمي المنشفة وراح بداية الصيف الماضي، يقترح خطة جديدة لإنهاء الاقتتال بنية إجلاس أطراف الحرب الى طاولة مفاوضات واحدة تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار تمهد لتنظيم ندوة دولية أخرى اختيرت، ألمانيا لاحتضانها متى توفرت ظروف نجاحها. ويبدو أن موعد هذه الندوة مازال بعيدا إذا سلّمنا بنتيجة الفشل التي منيت بها الندوة التي ضمت مختلف الدول المعنية بالمعضلة الليبية بمبادرة فرنسية ايطالية نهار الخميس، بمقر الأممالمتحدة بمدينة نيويوركالأمريكية. وإذا كان المشير خليفة حفتر، وافق مبدئيا بفكرة الدخول في حوار مباشر مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، إلا أن هذا الأخير رفض الثلاثاء الماضي، مثل هذه الإمكانية بعد أن نعت حفتر ب«الملطخة أيديه بدماء الليبيين"، وبتورط قوى أجنبية الى جانب غريمه في مدينة بنغازي. وكرست المبادرة الفرنسية الايطالية مثل هذه الاتهامات، حيث عقد اللقاء بشكل مغلق وضم أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة دائمي العضوية، بينما تمت دعوة الإمارات العربية ومصر التي يتهمها السراج، بدعم حفتر وتركيا التي يتهمها هذا الأخير بدعم السراج بالإضافة الى ألمانيا. ولكن المبادرة كرست الخلافات بين نقيضي الحرب الليبية والدول الداعمة لهما الى درجة أن المشاركين فشلوا في إصدار بيان مشترك تتويجا لهذه الندوة. وأكد مصدر دبلوماسي غربي لم يشأ الكشف عن هويته، انه في الوقت الذي كانت التحركات جارية لاحتواء الوضع في ليبيا تسلم فرقاء الحرب شحنات أسلحة جديدة رغم الحصار الدولي، وأضاف أن بعض دول الاتحاد الإفريقي نفسها تقف الى جانب خليفة حفتر ضمن معطى قد يزيد في تعميق الأزمة الليبية أكثر فأكثر في سياق تباين مصالح هذه القوى التي عززت حربا بالوكالة في ليبيا.