* email * facebook * twitter * linkedin أعلن الدكتور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، رسميا عن تنصيب اللجنة الوطنية لموسوعة الجزائر أمس، بمقر المجلس، وهذا بغية حفظ ذخيرة الأمة وذاكرتها ومن ثم نقلها إلى الأجيال القادمة، من خلال مسح كلّ المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر، ابتداء من الفترة النوميدية إلى وقتنا الحالي. قال الدكتور بلعيد في اجتماعه مع الأعضاء المنتقين لإنجاز موسوعة الجزائر، إن مشروع موسوعة الجزائر، كان حلما تحوّل إلى حقيقة بعد محاولة ثالثة، مضيفا أن الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للغة العربية، الدكتور محمد العربي ولد خليفة، رفع هذا المشروع إلى السلطات العليا سنة 2006، لكنه لم يقبل، ليعود المجلس لنفس المطلب سنوات من بعد، إلا أنه لم يتجسد على أرض الواقع بفعل عثرات مادية، وها هو اليوم - يضيف الدكتور-، يتحصل على الدعم والقبول من طرف رئيس الدولة والوزير الأول، وسينطلق رسميا مع الميزانية القادمة (سنة 2020). وأشار الدكتور إلى قيام المجلس بتهيئة الأرضية لهذا العمل الضخم، وإنشاء لجنة موسعة تنبثق منها لجنة مصغرة، تجتمع دوريا على الأقل مرة في الشهر، يترأسها منسق يتواصل مع أعضاء اللجنة الموسعة، لإنجاز موسوعة الجزائر. بالمقابل، حث الدكتور بلعيد على إنجاز هذه المهمة التي قال إنها الأولى من نوعها في الجزائر، في حين أن العديد من الدول في العالم تمتلك أكثر من موسوعة، مؤكدا في السياق نفسه، أهمية هذا المشروع في بلد مثل الجزائر يملك من ذخر وتراث وعلماء وجغرافية الشيء الكثير، يجب الحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال. وسيتم - حسب الدكتور-، إنجاز الموسوعة في ثلاثة أشكال، وهي الورقي (مجلدات) وكذا أسطواني وشبكي، كما سيتم مسح كل المجالات مثل الثقافة والزراعة والتربية وغيرها، انطلاقا من المرحلة النوميدية إلى وقتنا الحالي، وهذا بشكل موسوعي. مشاريع أخرى للمجلس تطرق الدكتور بلعيد في هذه الجلسة التعريفية بمشروع موسوعة الجزائر وكذا بمناسبة تنصيب اللجنة الموسعة لتحقيق هذه المهام، للمشاريع الأخرى التي حققها المجلس وكذا عن تلك التي ينوي تجسيدها، فقال إن المجلس يعمل في إطار تحقيق المشاريع الكبرى مع مؤسسات وطنية وأخرى دولية (اتحاد المجامع اللغوية والألسكو واليونسكو). في هذا السياق، أعلن الدكتور عن إنهاء منصة المعجم التاريخي للغة العربية والتي تضم مادة غزيرة تحتاج إلى مرافقة وتصحيح، كما أشار إلى وصول مشروع آخر يتمثل في موسوعة الثقافة التي لا يتناول المعطيات بشكل موسوعي مثلما هو عليه الأمر بالنسبة لموسوعة الجزائر، إلى نسبة 25 بالمائة من التخزين. وذكر الدكتور أيضا مشروع معلمة المخطوطات الجزائرية بالشراكة مع المجلس الإسلامي الأعلى والذي قام إلى حد الآن برقمنة أكثر من 2300 مخطوط من بين 12 ألف مخطوط، وكذا عن مشروع المكتبة الرقمية التي لحد الآن لا يمكنها مثل مشروع المخطوط، استيعاب كل العناوين بشكل رقمي في انتظار تحقيق ذلك بالتعاون مع وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة. وواصل الدكتور الحديث عن مشاريع المجلس، وهي مشروع الألعاب اللغوية الذي تم تجريبه السنة الماضية، وستعاد تجربته هذه السنة في إطار برنامجيّ تحدي القراءة العربي وما بين الثانويات وبمرافقة وزارة التربية الوطنية. بالمقابل، تناول المتحدث مشروعا تبناه المجلس والمتمثل في تأسيس معاجم علمية وعددها عشرة، إضافة إلى إنجاز منصات أخرى بين خبراء المجلس ومهندسين يتم الاستعانة بهم. وكذا مواصلة تجسيد برنامج تم إنجازه رفقة وزارة الاتصال، يهتم بتحسين الأداء اللغوي للصحفيين. في إطار آخر، سيتم بمناسبة تنظيم المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، عرض معجم خاص بالمصطلحات المستعملة في وزارة البيئة والطاقات المتجددة، باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، وتقديمه بالمجان. أما عن احتفاء المجلس باليوم العالمي للغة العربية الموافق ل18 ديسمبر من كل سنة، فسيكون لأول مرة طيلة شهر كامل، وبالضبط ابتداء من 20 نوفبمر إلى غاية 20 ديسمبر، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.