* email * facebook * twitter * linkedin سلم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء تقريره الدوري لأعضاء مجلس الأمن الدولي ضمنه مستجدات الوضع في الصحراء الغربية منذ آخر اجتماع للهيئة الأممية نهاية شهر أفريل الماضي. وأكدت الرئاسة الجنوب إفريقية أن المجلس سيعقد أولى جلساته حول الوضع في الصحراء الغربية أيام 8 و16 و30 أكتوبر الجاري ضمن مشاورات غير رسمية حول مسودة اللائحة الأممية التي سيتم إصدارها نهاية هذا الشهر والتي سيتم من خلالها تمديد عمل البعثة لمدة ستة أشهر إضافية. وأكد مصدر دبلوماسي أممي، أن أعضاء المجلس عقدوا اجتماعا تنسيقيا حددوا خلاله جدول أعمال المناقشات، حيث وقع الاتفاق على تخصيص ثلاث جلسات لمناقشة ملف هذا النزاع قبل انتهاء ولاية البعثة الأممية "مينورسو" يوم 31 أكتوبر الجاري. وينتظر أن يناقش أعضاء المجلس الذي تضمن دولة جنوب إفريقيا رئاسته الدورية خلال هذا الشهر ملف هذا النزاع في جلسة أولى الثلاثاء القادم في ظل حالة الاحتقان التي يعرفها وخاصة منذ تقديم المبعوث الأممي الخاص الألماني، هورست كوهلر استقالته من منصبه. يذكر أن مجلس الأمن اعتمد مدة ستة أشهر لتحديد مهام هذه البعثة في سياق ضغوط أمريكية من أجل متابعة تطورات هذا النزاع عن كثب وإلزام الأممالمتحدة الراعية لمسار السلام من تقديم تقارير فصلية أمام مجلس الأمن على نقيض السنوات الماضية التي كانت تتم سنويا. وأضاف المصدر الأممي أن القضية الصحراوية "ستحظى باهتمام كبير وسيتخذ المجلس برئاسة جنوب إفريقيا قرارا بشأن الخطوات المقبلة للدفع بالجهود نحو الإسراع في إيجاد حل للنزاع الذي طال أمده. وبرمج مجلس الأمن الدولي جلسته الثانية ليوم 16 من هذا الشهر ستخصص للبلدان المساهمة في البعثة الأممية "مينورسو" والتي سيحضرها كل من رئيس البعثة كولن ستيوارت، ورئيس قوات البعثة الجنرال الباكستاني، ضياء الرحمان. وأكد المصدر الأممي أن المناقشات تجري في ظل وضع متوتر تشهده المنطقة نتيجة تصاعد أعمال القمع في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية والتي أدت إلى وفاة شابة صحراوية واعتقال وإصابة عدد من المواطنين الصحراويين بالعيون المحتلة. على أن تعقد الجلسة الثالثة يوم 30 أكتوبر، يوما واحدا قبل اجتماع أعضاء مجلس الأمن للمصادقة على لائحة جديدة لتمديد عهدة "مينورسو". وكان الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليزاريو ابراهيم غالي، قد تأسف في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي على التأخر المسجل في تعيين مبعوث شخصي جديد والذي أدى كما قال إلى "شل العملية السياسية". وحسب ملاحظين، فإن مجلس الأمن سيحث الأمين العام الأممي على تعجيل عملية تعيين مبعوث جديد من أجل الإبقاء على الديناميكية التي أثارها الرئيس الألماني الأسبق الذي ركز على مفاوضات من دون شروط مسبقة بين طرفي النزاع. وقد ألقت استقالة هورست كوهلر بظلالها على مسار السلم الأممي من أجل تسوية النزاع بالصحراء الغربية بعد أن كان نفذ وساطة مكثفة أعطى من خلالها ديناميكية جديدة للمسار، حيث نجح في رفع ما وصف بالرهان الأول وهو إعادة مسار المفاوضات بعد ست سنوات من الانسداد. وتم في ظل تلك الديناميكية تنظيم شهر ديسمبر من العام الماضي طاولة مستديرة بجنيف، دعا إليها طرفا النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو والجزائر وموريتانيا، كدولتين جارتين. كما تم تنظيم طاولة مستديرة ثانية، بمدينة جنيف عززت الديناميكية الإيجابية التي ولدها الاجتماع الأول بعد شروع طرفي النزاع في التطرق إلى المسائل الجوهرية. وقال كوهلر حينها إن "الجهود الحقيقية" من كلا الطرفين ضرورية لبناء الثقة المفقودة لتقدم المفاوضات. إلا أن المغرب لم يبد أي تعاون إيجابي بعد أن رفض إجراءات الثقة التي شدد عليها الرئيس الألماني الأسبق وخاصة مسألة إزالة الألغام واستئناف الزيارات بين العائلات الصحراوية. وهي العراقيل التي جعلته في النهاية يرمي المنشفة ويستقيل من منصبه رغم أنه تذرع بمتاعب صحية حالت دون مواصلته لمهمته.