* email * facebook * twitter * linkedin انطلقت الدورة التاسعة من مهرجان مالمو للسينما العربية أول أمس الجمعة في مدينة مالمو السويدية، وسط حضور كبير من النجوم والمخرجين ومحترفي صناعة السينما العرب والإسكندنافيين على السجادة الحمراء للافتتاح، والتي أقيمت أمام مبنى بلدية مالمو التاريخي، وفقا للبيان الصحفي الذي تلقت "المساء" نسخة منه. من ضيوف المهرجان النجوم المصريون شيرين رضا وآسر ياسين ومنى هلا، والمخرجة الفلسطينية مي مصري، والمخرج التونسي نجيب بلقاضي وغيرهم، الذين استقبلتهم عمدة مالمو كارينا نيلسون في حفل عشاء بالقاعة الملكية، التي أبدت فخر المدينة بالمهرجان الذي صار أحد أهم الأنشطة الثقافية في مالمو، والذي يُعتبر أفضل صورة للتنوع الثقافي بالمدينة التي تحتضن عشرات الجنسيات واللغات والثقافات. كذلك تحدثت فريدة ترولمير رئيس اللجنة الثقافية بمدينة مالمو، عن المهرجان الذي صار واحدًا من الأحداث السنوية التي تضعها المدينة في الصدارة. الإعلامي والناقد السينمائي الجزائري نبيل حاجي من ضمن لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في الدورة التاسعة لمهرجان مالمو للسينما العربية، إلى جانب كل من الناقد المصري وليد سيف، والمغربية ملاك دحموني مديرة مهرجان الرباط لسينما المؤلف. وبالمناسبة، قال حاجي ل "المساء" إن مشاركته في المهرجان شرف كبير، خاصة أن مهرجان مالمو يُعد من أهم المهرجانات العربية التي تنشط في أوروبا، الذي استطاع أن يخلق جوا رائعا للمهرجانات المعروفة عربيا. وتابع حاجي: "من المؤسف أن تكون السينما الجزائرية غائبة باستثناء فيلم قصير عنوانه "قلب اللوز لقديم" للمخرجة إيمان عيادي. وأرجع السبب إلى عدم توفر كمية إنتاج كفيلة بأن تتواجد في المشهد السينمائي في مختلف الأصناف السينمائية. كما أن ضعف الترويج سبب قوي لخسوف السينما الجزائرية. وذكر أن المنتجين والموزعين الخواص وحتى المؤسسات الحكومية السينمائية، لا تضطلع حقا بمهمة تسويق الأعمال السينمائية، مشيرا إلى أنه يحاول في كل مرة وبعلاقته التي نسجها عبر خبرته في مشاركته بالمهرجانات، أن يلمّع صورة الفن السابع في الجزائر على الصعيد العربي والدولي. وذكر حاجي سببا آخر يراه هاما، هو غياب السينمائيين الجزائريين؛ فلا نجدهم في المنصات الخاصة بالورشات أو سوق دعم المشاريع، مشيرا إلى أن حالة الشتات هذه يجب أن تتوقف؛ إذ لا بد من العمل لخلق لوبي قوي لإيصال صوت وصورة السينما الجزائرية بشكل جيد. وتتكون لجنة الأفلام الروائية الطويلة من النجمة المصرية ليلى علوي والمخرج التونسي رضا الباهي والناقد العراقي قيس قاسم، بينما تتشكل لجنة الأفلام الوثائقية من النقاد والمبرمج التونسي طارق بن شعبان والمخرجة الفلسطينية اللبنانية مي مصري والمخرج المغربي عبد الإله الجوهري. بدوره، رحّب مؤسس ورئيس المهرجان المخرج محمد قبلاوي بالضيوف، وألقى كلمة، عبّر فيها عن سعادته بالخطوات الناجحة التي يقطعها المهرجان الذي أصبح أكبر مهرجان للسينما العربية يقام خارج العالم العربي بعدد ضيوف تجاوز هذا العام 150 ضيفا عربيا. كما أخذ المهرجان خطوات في دعم السينما العربية الجادة على مستوى التمويل؛ من خلال صندوق منتدى مهرجان مالمو، وعلى مستوى التوزيع من خلال توزيع الأفلام العربية في القاعات السويدية. وشهد الحفل تكريم السينما التونسية ضيف شرف المهرجان بدرع تسلمته كريمة عميرات ممثلة المركز الوطني التونسي للسينما والصورة، وتكريم المنتج الراحل نجيب عياد مدير أيام قرطاج السينمائية، تسلمته لمياء قيقة المديرة الفنية لمهرجان قرطاج. وعقب حفل العشاء انتقل الضيوف إلى سينما بانورا، التي توحدت قاعتاها لعرض فيلم الافتتاح "في عينيّ" للمخرج التونسي نجيب بلقاضي، الذي قدّم فيلمه لجمهور مالمو، مبديا حماسه لعرض الفيلم للمرة الأولى في السويد بعد رحلة ناجحة قطعها الفيلم مذ شارك في مهرجان تورنتو العام الماضي، وشارك بعدها في العديد من المهرجانات الدولية. الجمهور تفاعل مع الفيلم الذي يجسد فيه نضال السعدي دور رجل تونسي، يعود من فرنسا مضطرًا لرعاية ابنه المصاب بالتوحد، فيعاني من أجل إيجاد وسيلة للتواصل مع الطفل ذي الطبيعة الخاصة. وتستمر أنشطة مهرجان مالمو التاسع للسينما العربية بين 4 و8 أكتوبر، يُعرض فيها 47 فيلما بواقع 25 فيلمًا طويلًا و22 فيلمًا قصيرًا، يستمر بها المهرجان كأكبر منصة لعرض الأفلام العربية خارج العالم العربي. كما يواصل المهرجان جهده للتوسع في عرض الأفلام العربية في دول الشمال، فيقيم بالتوازي عروضًا ل 12 فيلمًا في مدينة هيلسنبورج، بالإضافة إلى 17 فيلما تُعرض في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.