* email * facebook * twitter * linkedin أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، أن قطار الجزائر قد وضع على السكة الصحيحة والمأمونة، وتم توجيهه نحو الوجهة الصائبة التي يرتضيها أخيار الوطن، حاثا الشباب على الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع من أجل توجيه صفعة مؤلمة للعصابة، التي ستتخلص البلد من أشرارها، ومحو آثارها في كافة المجالات، كما نبههم لوجود أطراف مغرضة تحاول جاهدة ركوب المسيرات السلمية وتسخير المال الفاسد لتضخيم أعداد هذه المسيرات، من خلال جلب مواطنين من خارج ولاية الجزائر العاصمة. وفي زيارة عمل قادته إلى قيادة القوات البحرية، متابعة مدى تنفيذ مخطط تطوير القوات الهادف إلى ترقية وتحديث وعصرنة قدرات الأسطول البحري، توعد الفريق قايد صالح العصابة وكل من له ارتباطات عضوية أو فكرية أو مصلحية معها بنيل الجزاء العادل، في حال عدم احترام قوانين الجمهورية، مضيفا أن موجة الشعب ستجرف الذين يريدون أن يتصدروا المشهد الوطني وينصبوا أنفسهم أوصياء على هذا الشعب بالكذب والبهتان. وحرص نائب وزير الدفاع الوطني على تطبيق القانون بكل الصرامة المطلوبة ضد كل من يحاول أن يعرقل المسار الانتخابي المصيري، أو يحاول يائسا أن يشوش على وعي الشعب الجزائري واندفاعه بقوة وإصرار إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال في هذا الصدد إن "الشعب المدرك لكافة الأخطار المحدقة بالجزائر يرى، وهو على حق، أن خلاص الوطن يكون عن طريق أبنائه المخلصين والأوفياء، بحيث لا يسمح لهذه الأقلية العديمة الوطنية أن تمتطي صهوة الكذب والتغليط وتعمل على تمويه الحق بالباطل، معتقدة أن ذلك سيسمح لها مرة أخرى بمخادعة الجميع وهي لا تدري أنها تخادع نفسها فقط، هذه العصابة التي سلط عليها الشعب الجزائري الواعي والمخلص أقسى عقوبة من خلال عزلها ونبذها". سنحول دون التأثير على السير العادي للحياة العامة وشدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على أنه سيتم التصدي بالطرق القانونية لكل من يسعى إلى محاولة خلق البلبلة والتأثير على مجرى السير العادي والطبيعي للحياة العامة للمواطنين، من خلال بعض السلوكيات والتصرفات المقيتة، كما سيتم إجهاض كافة مخططاتهم، وذلك بفضل وعي الشعب وتفطنه لمثل هذه الممارسات، مؤكدا أن "حصن الجزائر أعلى من أن ينال من حماه مثل هؤلاء، ورباط شعبها متماسك ومتجانس، وقوة وعيه وإدراكه أمتن من أن يحول أي كان دون مضي الجزائر الآمنة نحو وجهتها بكل ثقة وثبات". وبعد أن أوضح أن العدالة قد استعادت مكانتها بعد استرجاعها كامل صلاحياتها غير منقوصة وأصبحت تؤدي مهامها بشكل جدي وجاد وطبيعي، شأنها في ذلك شأن جميع مؤسسات الدولة، أشار إلى أن العصابة تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها وتولت العدالة أمر بعض عناصرها بالحق والقانون، مؤكدا أن "الدور سيأتي لاحقا على بقية عناصر هذه العصابة، فبالإرادة الفولاذية التي تسكن قلوبنا وقلوب كافة المخلصين من أبناء الجزائر ستتم حماية الوطن من أي أذى، وسيتم بإذن الله تعالى وقوته، مواصلة جهد محاربة هذه العصابة إلى أن يتم القضاء عليها تماما، بل استئصالها واجتثاثها من جذورها بطريقة لا رجعة فيها، حتى تتخلص الجزائر من أضرار هذه الشرذمة العميلة بل الخائنة". وأشار الفريق قايد صالح إلى أن الأقلية المريضة فكريا وإيديولوجيا قد انكشف أمرها من خلال "سقوط العصابة في فخ أعمالها وشرور تصرفاتها وممارساتها الخائنة ضد الشعب والوطن، وسيسقط أتباعها تباعا مع مر الأيام"، مضيفا أن "الخائن تكشفه تصرفاته ولو بعد حين، وتلكم ورقة رابحة أصبحت اليوم المعيار السليم الذي يمكن للشعب الجزائري أن يقيس بها خطابات بعض الأطراف، فلا تغليط بعد اليوم، وموجة الشعب ستجرف، إن شاء الله تعالى، هؤلاء الذين يريدون أن يتصدروا المشهد الوطني وينصبوا أنفسهم أوصياء على هذا الشعب بالكذب والبهتان". وبرر نائب وزير الدفاع الوطني فشل مخططات هذه الأقلية في تحقيق أهدافها لكونهم "أصبحوا هذه المرة في مواجهة رجال يؤمنون بمبادئ وقيم نوفمبر، نوفمبر العزيمة، ونوفمبر الإصرار، ونوفمبر الانتصار"، مشيرا إلى أنهم أنهم فشلوا فشلا ذريعا في مراوغة الشعب وتحييده عن خطه الوطني الصادق. وفيما أبرز التضافر والثقة العالية المتبادلة بين الشعب وجيشه، كونه كان الحامي من أذى العصابة وأذنابها بفضل القرارات الشجاعة التي اتخذتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي منذ بداية الأزمة، أشار المتحدث إلى أن الجهود الحثيثة والمخلصة التي بذلها الجيش الوطني الشعبي من أجل توفير جو الثقة والطمأنينة سمح بقطع العديد من الأشواط المتكاملة الأهداف، لا سيما عقب انعقاد مجلس الوزراء بتاريخ 9 سبتمبر 2019 برئاسة رئيس الدولة السيد عبد القادر بن صالح، حيث تم تجسيد الكثير من المساعي المتسمة بالصدق والجدية، من خلال تعديل قانون الانتخابات وتكييفه بشكل يتجاوب تماما مع الانشغالات الشعبية، ليستجيب بالتالي للتطلعات التي يريد الجزائريون بلوغها، فضلا عن الاستجابة لمطالب الشعب الملحة، مضيفا أن إحداث السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات تمثل حجر الزاوية لإنجاح هذا الاستحقاق الرئاسي المنتظر والحاسم بالنظر للصلاحيات الكبرى الممنوحة لها. كما أشار الفريق إلى انعقاد مجلس الوزراء يوم 13 أكتوبر الجاري للمصادقة على مشاريع قوانين هامة، على غرار قانوني المالية والمحروقات والتي اعتبرها إضافة حقيقية من شأنها إنعاش الاقتصاد الوطني وإعطاء نفس جديد للاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية، علاوة على المصادقة على مشروع القانون المتضمن القانون الأساسي العام للمستخدمين العسكريين، حيث تم سن أحكام تقيد حق العسكريين، المقبولين للتوقف نهائيا عن الخدمة، والمحالين على الاحتياط، في ممارسة نشاط سياسي حزبي أو في الترشح لوظيفة انتخابية عمومية لمدة خمس (5) سنوات. ويرى الفريق قايد صالح أن هذا الإجراء مبرر لعدة أسباب، منها أن ممارسة نشاط سياسي حزبي أو الترشح لوظيفة انتخابية عمومية يستلزم بالضرورة الإدلاء بتصريحات وإجراء نقاشات قد يترتب عنها خرق واجب الالتزام والتحفظ كما هو منصوص عليه في القانون، وكذلك واجب كتمان الأسرار التي اطلع عليها المترشح في إطار أو بمناسبة ممارسة نشاطاته داخل المؤسسة العسكرية". الجيش سيظل العين الراصدة للمسار الصحيح للجزائر وأكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن المؤسسة العسكرية، ستظل العين الساهرة التي لا تنام والراصدة بل والمتفحصة للطريق الذي يؤدي بالجزائر إلى الوجهة التي يرتضيها الشعب، بفضل كافة الإجراءات الأمنية المتكاملة التي لن يسمح من خلالها لأي كان أن ينحرف بالبلاد عن هذا الطريق المرسوم الذي به يتجسد على الأرض مسعى الجزائر وشعبها. كما وجه نائب وزير الدفاع الوطني شكره للشعب الجزائري الأبي والواعي على حسه الوطني الرفيع الذي تجسد في إقباله عن قناعة ووعي على مكاتب التسجيل مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفا أن ذلك مكن من إنجاح عملية تطهير القوائم الانتخابية ومراجعتها عبر كافة بلديات الوطن، بما يتلاءم كليا مع المطالب الشعبية. وأشار إلى أن الجزائر التي انتصرت بالأمس بوعي شبابها وصلابة عزيمته، هي اليوم بأمس الحاجة إلى أبنائها الشباب الواعي والمدرك لخطورة التحديات التي يواجهها وطنه، معربا عن ثقته في أن شباب اليوم سيسير على نفس درب أسلافه وسيوصل الجزائر إلى بر الأمان، بالإقبال المكثف على مكاتب التسجيل في القوائم الانتخابية. في ختام اللقاء استمع الفريق قايد صالح إلى تدخلات وانشغالات إطارات وأفراد قيادة القوات البحرية، الذين جددوا التأكيد على أن جهودهم ستظل دوما في الاتجاه الصائب والصحيح ومتوافقة ومنسجمة تماما مع تضحيات أسلافهم الميامين من أجيال الشهادة والجهاد. وفي اجتماع ثان ضم قيادة القوات البحرية، استمع الفريق قايد صالح إلى عرض قدمه قائد القوات البحرية تضمن ما حققته القوات البحرية في مخطط التطوير وتحديث وعصرنة أسطولها البحري، وهي المناسبة التي حرص فيها نائب وزير الدفاع الوطني على إبراز ما حققته هذه القوات ميدانيا والذي تجلى بالخصوص بتنفيذ التمارين الدورية التي قامت بها وحدات القوات البحرية. وقبل ذلك كان الفريق قايد صالح قد وقف وقفة ترحم على روح الشهيد "سويداني بوجمعة"، الذي يحمل مقر قيادة القوات البحرية اسمه، حيث وضع باقة من الزهور عند النصب المخلد للشهيد وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار، كما التقى بإطارات وأفراد القوات البحرية.