* email * facebook * twitter * linkedin تعرضت مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية الصالحة للزراعة بولاية سكيكدة، خلال السنوات الأخيرة، لانتهاكات صارخة تسببت في زحف الإسمنت المسلح عليها بشكل مفضوح، نتيجة نقص الوعاء العقاري المؤهل للبناء، وما زاد الطين بلة، عزوف العديد من المرقين العقاريين والمستثمرين في قطاع البناء، عن استغلال الأراضي الجبلية وشبه الجبلية، رغم أنها أراض قابلة للتعمير، على خلفية أن استغلالها سيكلفهم أموالا إضافية. إذا كانت النصوص التشريعية تقتضي بضرورة العمل من أجل حماية الأراضي الفلاحية من أي اعتداء، منها التعليمة رقم 03 المؤرخة في 27/05/2018، فإن نقص الوعاء العقاري المؤهل للبناء بالولاية، دفع بالجهات المعنية إلى اللجوء إلى اقتطاع أرض فلاحية بموافقة لجنة وزارية مشتركة، في هذا الإطار. وحسب التقرير الأخير للجنة الإسكان بالمجلس الشعبي الولائي، بلغت حصيلة عمليات اقتطاع الأراضي الفلاحية من أجل إنجاز برامج سكنية بمختلف الأنماط، التي حظيت بموافقة اللجنة الوزارية المشتركة، تطبيقا للتعليمة رقم 2 للوزير الأول المؤرخة في 12 ماي 2013، خلال الفترة الممتدة من سنة 2015 إلى غاية 2018، أكثر من 30 هكتارا، باحتساب المشاريع السكنية المقتطعة بصيغة السكن الريفي، بينما لم تحظ ثلاثة مشاريع للسكن الريفي بالموافقة على الاقتطاع، مع العلم أن عدد المشاريع السكنية المقتطعة باستثناء صيغة السكن المجمع، تقدر ب 32 مشروعا. للإشارة، فإن العقار الفلاحي بالولاية يشغل مساحة تقدر ب 193179 هكتارا، أي ما يعادل 46 بالمائة من مساحة الولاية. الترحيل مرهون بإتمام المشاريع كشف والي سكيكدة، السيد عيسى عروة، من خلال بيان أصدره مؤخرا، عن أن رزنامة توزيع السكنات لصالح العائلات المبرمجة بالترحيل مرهونة بإتمام أشغال التهيئة الخارجية، بما فيها مختلف الشبكات الخاصة بالتطهير، والماء الصالح للشرب، والكهرباء والغاز على مستوى جميع المواقع التي تحتضن المشاريع السكنية الجديدة المعنية بعملية التوزيع. حسبما جاء في البيان، أوضح الوالي أنه مباشرة بعد تعيينه على رأس الولاية، قام بمعاينة تلك المواقع المتواجدة داخل إقليم مدينة سكيكدة، والتي تشهد أشغال تهيئة، سواء المتعلقة منها بالتهيئة الخارجية أو إنجاز مختلف الشبكات، مؤكدا أن كل تلك الأشغال ستنتهي في آجالها المحددة، مما سيسمح بتوزيعها على مستحقيها، مضيفا أنه ستبرمج سلسلة من اللقاءات مع ممثلي جمعيات الأحياء المعنية في شهر نوفمبر الجاري. وقد شهدت سكيكدة، مطلع الأسبوع الجاري، حركة احتجاجية أمام مقر الولاية، من قبل عدد كبير من المواطنين الذين يطالبون بترحيلهم نحو سكنات جديدة، خاصة أصحاب الطعون، والسكان الذين وردت أسماؤهم في القائمة السابقة، وسكان الأحياء القصديرية بحي بوعباز، وبرج أحمام وغيرهم.