* email * facebook * twitter * linkedin قال الأستاذ سيد علي صخري ل "المساء"، إنّه لم يتم بعد تحقيق التوافق بين الكتاب الورقي ونظيره الرقمي، داعيا في السياق نفسه، إلى إيجاد حلّ لفكّ النزاع بين الطرفين وتحقيق التسوية؛ خدمة لكلّ طرف يشارك في صناعة الكتاب. نظّمت المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، ندوة أوّل أمس بقاعة "سيلا"، حول الشبكات الاجتماعية والرهانات الثقافية، من تقديم السيد سيد علي صخري، الذي تحدّث في هذا الموضوع، مع "المساء" على هامش هذه الندوة، قائلا إنّ الكتاب الورقي تعرّض لتهديدات عديدة منذ نشأته إلى غاية اللحظة، والبداية بالهاتف، الذي استطاع أن يوصل المعلومات بطريقة شفهية وبشكل غير مباشر، ومن ثم ظهور التلفزيون والإذاعة، إلاّ أنّ الكتاب قاوم كلّ هذه الحداثة إلى غاية بروز ما يسمى بالكتاب الرقمي. وفي هذا السياق، اعتبر صخري أن التكنولوجيات الحديثة وبالأخص المتعلّقة بعالم الرقميات، تشكّل تهديدا حقيقيا ل "حياة" الكتاب الورقي، باعتبار أنّ الكتاب الرقمي تخلّص من أعباء صناعة الورق، لكنه، في الوقت نفسه، يشكّل خطرا على مهنتي كل من الناشر والمكتبي. وواصل صخري حديثه إلى "المساء" بقوله إنّ دخول الرقمية في عملية صنع الكتاب، قلّصت من مهام المكتبي؛ إذ إنّ القارئ يمكنه طلب كتاب ما عن طريق الأنترنت، وليس بحاجة إلى التنقل إلى المكتبة، ممثلا بشركة "أمازون" التي رفعت قضية ضدها بفعل توزيعها الكتاب عن طريق الأنترنت. وصنع الكتاب الرقمي دفع بالعديد من الكتّاب إلى نشر كتبهم مباشرة عن طريق الأنترنت من دون الاستعانة بالناشر، كما أنّ هذا الأخير لا يمكنه معرفة الأرباح التي تدرّها عملية بيع الكتاب الرقمي، يضيف صخري. وبالمقابل، أكد صخري عدم قدرة الكتاب الرقمي على محو الكتاب الورقي من الوجود. وطالب بتحقيق التوافق بينهما عن طريق إيجاد حلول ترضي الجميع، وتحفظ حقوق المؤلف والناشر والمكتبي، المعنوية منها والمادية. واعتبر أنّ هذه القضية لم تصل بعد إلى درجة النقاش في الجزائر، إلاّ أنّه كثر الحديث عنها في الدول المتقدّمة، خاصة أمام الأرباح التي تحقّقها مبيعات الكتب الرقمية أو تلك التي تباع عن طريق الأنترنت، والتي قاربت 30 بالمائة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، في حين أنّها لم تتجاوز نسبة 5 بالمائة في فرنسا؛ حيث توجد ثقافة مكتبية مترسخة منذ زمن بعيد، مكّنت من توزيع الكتب في كل بقاع فرنسا. أما عن عملية تحميل الكتب بطريقة غير مشروعة، فأشار صخري إلى تعرّض فاعلها للحبس في فرنسا، في حين أن في الجزائر يحصل ذلك بدون أن يترتّب عنه عقوبات، مضيفا أنه يتفهم أن يقوم طالب بقرصنة كتاب لأنه لا يستطيع شراءه بفعل غلاء ثمنه.