صرح وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد، أول أمس، أن العنف المدرسي "لا ينبع من المدرسة" معتبرا بأن هذه الأخيرة تعد "ضحية" هذا العنف. وأوضح الوزير الذي نزل ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة أن "العنف لا ينبع من المدرسة. فالمدرسة تربي وتلقن التلاميذ المبادئ الحسنة"، مضيفا أنه تم اتخاذ اجراءات لجعل المدرسة "سلمية أكثر" . واعتبر الوزير بأن المدرسة تعد ضحية هذا العنف لأنها "ليست مكانا مغلقا" في المجتمع. وأضاف يقول "لقد سجلنا تزايدا لهذا العنف في مؤسساتنا: فهو عنف قائم بين التلاميذ وبين الأساتذة والتلاميذ وبين الأساتذة وبين الإدارة والتلاميذ" مشيرا إلى أن هذه الظاهرة "تنتشر بشكل متزايد في العالم" . وبعد أن أشار إلى أن هذه الظاهرة "بدأت تتفاقم في بلادنا خلال الفترة الأخيرة، أكد السيد بن بوزيد أن ذلك ينبغي أن يثير انشغال وزارة التربية الوطنية والمجتمع بأكمله. وأكد يقول "إذا أردنا مواجهة ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، لا بد أن لا تقتصر على المدرسة فحسب، بل أن تشمل كافة المستويات لاسيما في المنزل" . وبخصوص التلميذة التي توفيت بمدرسة بعنابة، أوضح الوزير أن الملف الذي تلقاه يثبت بأن "الفتاة لم تتعرض إلى عنف جسدي" مضيفا أن العدالة فتحت تحقيقا ولم تقدم نتائجها بعد. وفي خضم ذلك أكد السيد بن بوزيد ان الأستاذة التي اتهمت في إطار هذه القضية "لم تكن السبب المباشر في وفاة هذه التلميذة" مشيرا إلى أن عائلتها تتحمل جانبا من المسؤولية في هذه القضية بما أن البنت المتوفاة "مصابة بمرض الصرع وقد أهملت من طرف والديها المطلقين كليا". وقد تأسف وزير التربية ان "وفاة هذه التلميذة راجع الى حادث له علاقة بإصابتها بذلك المرض" . وفي حديثه عن العنف الذي يصدر من الأساتذة ذكر السيد بن بوزيد ان منع اللجوء الى اي نوع من العنف بالمدارس يقوم على نصوص قانونية" مؤكدا أن "التدابير القانونية والتشريعية المتعلقة بذلك قد أعدت لمعاقبة اي تجاوز على غرار الشتم والعقاب الجسدي والإهانة، مضيفا أن ذلك قد يصل الى حد مباشرة متابعات قضائية" . ولتجاوز هذه المظاهر قال السيد بن بوزيد ان وزارته تسعى الى "تنظيم ملتقيات تكوينية وندوات بالتعاون مع جمعيات أولياء التلاميذ والحركة الجمعوية فضلا عن إثراء البرامج التعليمية بدروس حول قوانين الطفل وقانون الإنسان" . وفي هذا الصدد أشار الى أنه يتوجب على جميع المؤسسات التربوية ان تتزود بمنظمة او جمعية لأولياء التلاميذ. وفي السياق أكد الوزير انه "يجب على جمعيات أولياء التلاميذ الانخراط في سلك التعليم حتى يسمح لها بالمشاركة في الجانب الإداري والبيداغوجي للمؤسسة ويتسنى لها بذلك أن تكون شريكة في مكافحة والتصدي الى هذه الظاهرة" . وردا عن سؤال حول نوعية التأطير المدرسي نوه المسؤول الأول على قطاع التربية بجودة الأستاذ الجزائري وتأسف لقلة تحصله على التكوين الاكاديمي. وذكر السيد بن بوزيد أن "65 بالمائة من أساتذة التعليم الابتدائي لم يكونوا حاملين لشهادات البكالوريا وقد تم توظيفهم في ظروف خاصة" مشيرا إلى أن 13.000 منهم يستفيدون حاليا من دروس مسائية في إطار برنامج التكوين الذي اعد لذلك.