كشف، أمس، وزير التربية الوطنية السيد بوبكر بن بوزيد عن الشروع في التحضير لندوة وطنية حول العنف الذي سيتم تعزيز مكافحته في الوسط المدرسي من خلال إصدار نصوص قانونية في الآجال القريبة. وأوضح الوزير على هامش زيارة تفقدية للمؤسسة الخاصة للتربية والتعليم "المصير" الكائن مقرها بوادي الرمان، أن ظاهرة العنف لا تخص مجتمعنا فحسب، إنما مشكلة عالمية تقع مسؤولية مواجهتها على عاتق الأسرة والمدرسة أساسا إضافة إلى المحيط الاجتماعي ككل، مشيرا إلى أن محاربتها لا يجب أن يعتمد على القوة، حيث ينبغي استخدام طرق بيداغوجية وتعزيز دور وسائل الإعلام في مجال التحسيس. وأبرز المسؤول بخصوص قضية المعلمة المتهمة بالتسبب في وفاة التلميذة مروى بعنابة أن العدالة فصلت في المسألة، بتبرئة المعلمة بعد أن كشفت التحريات بأن التلميذة ضحية ظروف صعبة مردها إلى نوبات الصرع وكذا التصدع الأسري الذي كانت تعاني من تبعاته. كما تطرق المسؤول الأول عن قطاع التربية إلى قضية الطلبة الثانويين الذين وضعوا العلم الفرنسي بدل العلم الجزائري بثانوية عقبة، ليؤكد مرة أخرى أنه تصرف غير معقول، بالنظر إلى الحقائق التاريخية التي تثبت أن شبابا عدة في مثل سنهم كانوا بالأمس من أبطال المقاومة المسلحة التي عرفتها الجزائر في الحقبة الاستعمارية، مضيفا أنه رغم نية وزارة التربية في مساعدة الطلبة المتورطين، إلا أنه لا ينبغي التغاضي عن مثل التجاوزات التي تفتح المجال للمساس برموز الثورة والقيم الوطنية. وبخصوص زيارته للمؤسسة الخاصة للتربية والتعليم "المصير"، أكد السيد بن بوزيد أن المدارس الخاصة تعمل مثل المدارس العامة بهدف تربية النشء، وعلى هذا الأساس تدعم الدولة المدرسة الخاصة، حينما تحترم القوانين المعمول بها، مع الحرص على تقديم كافة المساعدات اللازمة للمدارس الخاصة الناجحة. وتترجم زيارة مدرسة المصير حسب الوزير إبراز مدرسة نموذجية من حيث الالتزام بالتدريس باللغة العربية وتطبيق التعليمات القانونية وكذا البرامج التعليمية. وفي سياق متصل؛ ذكر المتحدث أنه سيتم غلق 12 مدرسة خاصة بسبب تجاوزات مختلفة تتعلق بعدم الإلتزام بتطبيق البرامج الخاصة بالمؤسسات التعليمية وبالتدريس باللغة الوطنية علاوة على غياب شروط التمدرس اللائقة، مشيرا إلى وجود 20 مدرسة خاصة ستفتح أبوابها في الآجال القادمة وإلى ضرورة الاقتداء بمدرسة المصير لضمان وجود مؤسسات تعليمية معاصرة. للعلم فتحت المؤسسة الخاصة للتربية والتعليم "المصير" أبوابها منذ سنة 1991 ويدرس بها 79 أستاذا لفائدة 340 تلميذا منهم 147 في الطور الإكمالي و193 في الطور الثانوي وتقدر تكاليف التمدرس بهذه المؤسسة التي تبلغ قدرة إستيعابها 600 تلميذ ب 17 ألف دج للشهر.