صلاة على أنغام نانسي و أنت تحاول جاهدا أن تقطع صلتك بالدنيا في المسجد لتمد وشائج القربى مع الله ، تقطع عليك نغمات الجوال هذه الفسحة الإيمانية فتعود أدراجك إلى الدنيا مذموما مدحورا قبل أن تستكمل رحلة الخشوع ، و على الرغم من التنبيهات المكتوبة في مداخل المساجد ، و سيل " الرجاءات " التي يطلقها الأئمة في مكبرات الصوت بضرورة إغلاق أجهزة الجوال ، و لكن لمن تقرأ زبورك يا داوود ، و كأن الإمام يخاطب أهل الشام أو العراق ! * * و هو الأمر الذي دفع بالعديد من المساجد إلى اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة هذه الظاهرة " القاطعة " للخشوع و المسيئة لبيوت الله، بتركيب أجهزة التشويش على الجوال وهي أجهزة تعمل على تعطيل إشارات الإرسال و الاستقبال في مساحة تتراوح ما بين 500 و 600 متر مربع و لكنها تشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يستعملون بطاريات القلب الذين ننبههم من خلال هذا المقال إلى عدم ارتياد المساجد التي تستعمل هذا الجهاز، و المساجد بدورها ملزمة بإحاطة المصلين بهذا الإجراء . * و جدير بالذكر أن جهاز التشويش على الجوال والذي جرى استخدامه أيضا في السجون لمنع المساجين من الاتصال بالعالم الخارجي، هو مبادرة خاصة من طرف المصلين المستائين من نغمات الجوال التي تنطلق في المساجد، و لا علاقة لوزارة الشؤون الدينية بالأمر . * * سباق الأغاني و الموسيقى و الأناشيد ! * هذا بالنسبة للمساجد التي بادرت إلى استخدام هذا الجهاز ، فماذا عن المساجد التي لم تفعل ؟ لاشك أن الداخل إليها سيسمع أغنية من هنا و موسيقى ، الأمر الذي يشتت تركيز المصلين ويشوش عليهم ، وفماذا يبقى من تركيز المصلي و هو يسمع أغنية " عبد القادر يا بوعلام " التي انطلقت من جوال احد المصلين أثناء الصلاة ؟! وهل يمكن أن يركز المصلون مع الإمام و هو يلقي الدرس قبل صلاة التراويح و قد كانت نانسي عجرم حاضرة بأغنيتها " أخصمك آه " في المسجد، الأمر الذي أثار حفيظة المصلين الذين كادوا يشتبكون مع صاحب الجوال الذي لم يعترف بخطئه بتركه مفتوحا ، بل اعتبر أن الأمر يخصه وحده، و لنا أن نتصور ما نشاء من الأغاني الشرقية و أغاني الراي الهابطة المسيئة لبيوت الله خاصة إذا انطلقت أثناء الصلاة مما يتعذر على صاحب الجوال إغلاقه ، ومع أن الهواتف التي تحمل أناشيد دينية و قرآن كريم هي اقل ضررا من سابقتها، إلا أنها تتسبب في تشتيت تركيز المصلين و إفساد خشوعهم طالما خارجة عن نطاق الصلاة . * * إثم مضاعف * سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد عن حكم الدين في هذه المسألة فرد قائلا: * يزداد هذا الفعل قبحا و شناعة و تحريما عندما يكون في بيوت الله لان في ذلك إعلان للباطل و المحرم في هذا المكان الفاضل فيكون إثم صاحبه اشد ووزره أعظم، و معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على تحريم المعازف و هي التي تصدر الأصوات الموسيقية و هذه الجوالات مسجل فيها هذه الأصوات تذاع و تتكرر مع كل مكالمة، و ليت شعري ماذا سيكتب في صحائف هؤلاء الذين تعزف جوالاتهم بالموسيقى في بيوت الله أثناء الصلاة فيشوشون على أنفسهم و على غيرهم . * يبقى في الأخير أن نضم صوتنا إلى صوت إمام مسجد في جدة، كلما هم بالصلاة قال للمصلين : * استووا و اعتدلوا و أطفئوا الجوالات !.