* email * facebook * twitter * linkedin وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره التركي طيب رجب أردوغان أمس، بالجزائر على إعلان مشترك لتأسيس مجلس تعاون جزائري تركي رفيع المستوى. واتفق البلدان على رفع مستوى المبادلات التجارية بين البلدين إلى ما يفوق الخمسة ملايير دولار، قريبا، مبرزين أهمية التواصل الثنائي في المجالات ذات الصلة بالقطاعات التي تهم الشباب على وجه أخص. فيما اتفقا في إطار تعزيز وتعميق التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية على تطبيق مخرجات ندوة برلين بما يخدم السلم والاستقرار بليبيا. وكشف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في ندوة صحفية نشطها بمعية نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقب جلسة المحادثات التي جمعتهما أمس، عن الاتفاق على رفع المبادلات التجارية بين البلدين إلى ما يفوق الخمسة ملايير دولار، قريبا، حيث قال في هذا الصدد، بأنه اتفق مع نظيره أردوغان على الرفع من حجم التبادلات بين البلدين إلى "ما يفوق الخمسة ملايير دولار، قريبا جدا"، مشددا في ذات السياق، على أهمية التواصل الثنائي في المجالات ذات الصلة بالقطاعات التي تهم الشباب على وجه أخص. وتوقف رئيس الجمهورية عند المكانة الاقتصادية التي أضحت تحتلها تركيا، "التي تحولت اليوم إلى دولة قوية اقتصاديا ومن أقوى الاقتصاديات الموجودة حاليا خارج الاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أن تركيا "بنت اقتصادها على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة". كما أكد الرئيس تبون أنه اتفق مع الرئيس أردوغان على إرساء "تواصل يومي" بين الوزراء الجزائريين ونظرائهم بتركيا، "حتى لا نترك أي مجال لسوء التفاهم". وأشار إلى أنه منح موافقته على أن تقوم تركيا باقتناء أرض من أجل بناء سفارة جديدة بالجزائر، مع فتح مركز ثقافي تركي بالجزائر ومركز ثقافي جزائري بتركيا، معلنا بالمناسبة عن قبوله دعوة الرئيس أردوغان لزيارة بلاده. الاتفاق على تطبيق مخرجات ندوة برلين حول ليبيا من جانب آخر، أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائروتركيا "اتفقتا" على تطبيق مخرجات ندوة برلين حول الأزمة الليبية والسعي معا إلى إقرار السلم في ليبيا، حيث قال في هذا الشأن إنه "بخصوص ما يجري في المنطقة، يجمعنا اتفاق تام مع الشقيقة تركيا على اتباع ما تقرر في اجتماع برلين الأخير وأن نسعى إلى السلم معا إن شاء الله"، مضيفا أن الطرفين "يتابعان يوميا وبكل دقة كل ما يجري في الميدان وكل مستجداته". وكانت ندوة برلين حول الأزمة الليبية، والتي انعقدت الأحد الماضي برعاية الأممالمتحدة، وبمشاركة 11 بلدا من بينها الجزائر، قد أكدت على المبادئ الأساسية للحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا، لاسيما دعم الاتفاق السياسي الليبي كإطار فعّال لحل الأزمة، في الوقت الذي اقترحت الجزائر احتضان حوار بين الأشقاء الليبيين. أردوغان: الجزائر عنصر استقرار وسلام في المنطقة من جهته، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الجزائر تعتبر "عنصر استقرار وسلام في هذه المرحلة الصعبة التي تجتازها المنطقة والتطورات في ليبيا التي تؤثر على الجارة الجزائر مباشرة"، مؤكدا "عدم إمكانية الحصول على نتيجة في ليبيا عن طريق الحلول العسكرية". وتابع في هذا الشأن، "نجري اتصالات مكثفة مع بلدان المنطقة والفاعلين الدوليين من أجل وقف دائم لإطلاق النار والعودة إلى الحوار السياسي"، مشيرا إلى أن المحادثات التي جمعته برئيس الجمهورية، سمحت بالتركيز على الخطوات المشتركة التي يمكن القيام بها في هذا المجال"، مشددا على أن "العناصر الأساسية لتحقيق الاستقرار الدائم هي الحوار والوفاق". في ذات السياق، أعرب الرئيس التركي عن "امتنانه الكبير" لانضمام الجزائر إلى مسار برلين، حيث ستكون لها حسبه "إسهامات قيمة وبناءة في إطار جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا"، مشددا على "عدم السماح لتحويل ليبيا إلى ساحة للمنظمات الإرهابية وبارونات الحرب". كما اغتنم الرئيس التركي المناسبة ليذكر بأنه خلال ترؤس بلاده لدورة منظمة التعاون الإسلامي، تم بمبادرة تركية - جزائرية اتخاذ قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يخص حماية الفلسطينيين، معتبرا هذا القرار "نموذجا ملموسا" لتضامن البلدين على المستوى العالمي. أما في ما يخص التعاون الثنائي، أعرب الرئيس التركي عن رغبة بلاده في نقل هذا التعاون إلى "أعلى المستويات، مستمدين القوة من روابط الصداقة والأخوة المتجذرة وتاريخنا المشترك الذي يعود لما قبل 5 قرون"، مشيرا إلى أن اللقاء كان فرصة ل«تقييم كل أوجه العلاقات بما فيها السياسية، الاقتصادية، التجارية والثقافية" وللتوقيع على إنشاء مجلس تعاون رفيع المستوى بين البلدين. في هذا الخصوص، أكد الرئيس أردوغان أنه وجه دعوة إلى الرئيس تبون لزيارة تركيا خلال هذا العام لعقد الاجتماع الأول لهذا المجلس، مشيرا إلى أن الطرفين يخططان لعقده "في أقرب الآجال". على صعيد التعاون التجاري، أكد أردوغان أن اللقاء كان مناسبة لتقييم حجم التبادل التجاري بين البلدين، معلنا أن الجانبين قررا رفعه إلى أكثر من 5 ملايير دولار، لاسيما وأن الجزائر تعتبر، "ثاني أكبر شريك لبلاده في إفريقيا". وبخصوص قيمة الاستثمارات التركية في الجزائر، أوضح أنها فاقت 3,5 مليار دولار "وهو ما يدل على ثقة تركيا في الجزائر". في ذات الشأن، أكد الرئيس التركي الإرادة المشتركة للبلدين في تحفيز رجال الأعمال وزيادة الاستثمارات والعمل المشترك، مبرزا أن هذه الخطوات تسجل ضمن مبدأ "رابح -رابح"، كما أكد بأن بلاده تقوم بتسهيل سفر الجزائريين إلى بلاده عن طرق فتح مراكز لمنح تأشيرات بالجزائر. وفي سياق تعزيز التعاون الصناعي، قال الرئيس التركي إن البلدين قررا خلال اللقاء، البحث عن إمكانيات تعميق التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، علاوة على تعزيز التعاون البرلماني بين الجانبين. محادثات موسعة بين الوفدين الجزائري والتركي وجمعت الرئيسان عبد المجيد تبون وطيب رجب أردوغان، خلال اليوم الأول من زيارة هذا الأخير إلى الجزائر، محادثات توسعت إلى أعضاء وفدي البلدين. وشارك في هذه المحادثات من الجانب الجزائري كل من مدير ديوان رئاسة الجمهورية، نورالدين عيادي ووزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم ووزير المالية عبدالرحمان راوية ووزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم كمال بلجود ووزير الطاقة محمد عرقاب ووزير الصناعة والمناجم فرحات آيت علي براهم ووزير التجارة كمال رزيق، فيما شارك في هذه المحادثات من الجانب التركي، أعضاء الوفد المرافق للرئيس أردوغان. وكان الرئيس التركي الذي شرع في زيارة صداقة وعمل إلى الجزائر تستغرق يومين بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون، قد ترحم بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة، حيث قام السيد أردوغان الذي كان مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري. ووقف دقيقة صمت وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. كما استقبل الرئيس التركي، أمس، بمقر إقامته بالجزائر رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين. وأشرف في الفترة المسائية رفقة الوزير الأول عبد العزيز جراد على افتتاح أشغال منتدى رجال الأعمال الجزائري التركي بفندق الشيراتون بالعاصمة. الرئيس تبون يقيم مأدبة عشاء على شرف نظيره التركي أقام رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مساء أمس، بقصر الشعب (الجزائر العاصمة)، مأدبة عشاء على شرف نظيره التركي، رجب طيب أردوغان. وحضر هذه المأدبة، إلى جانب الوفد المرافق لرئيس جمهورية تركيا، الوزير الأول عبد العزيز جراد وأعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.