* email * facebook * twitter * linkedin تمكّن اتحاد الكرمة من العودة إلى معاقله غانما من لقائه المحلي، الذي جمعه على ملعب "الحبيب بوعقل"، بمضيفه مديوني وهران، حيث هزمه بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد. ويُعدّ هذا الانتصار الأول الذي يحقّقه الاتحاد خارج دياره تحت إمرة مدربه بوعزة كراشاي منذ انطلاق مرحلة العودة، وهو تأكيد على عزم أكيد ببعث حظوظ الصعود بعدما تضاءلت بفعل توالي النتائج السلبية في أواخر شق الذهاب. لتحقيق الفوز أمام مديوني عمد المدرب بوعزة كراشاي إلى تجديد الثقة في التشكيلة التي أطاحت باتحاد الرمشي في الجولة الماضية، واستغلال بعض المعطيات التي صبّت في مصلحة فريقه؛ كالاستفادة من الدعم الجماهيري الغفير الذي انتقل إلى ملعب "بوعقل"، والتطبيق الحرفي للتكتيك المنتهج؛ بتعزيز خطي الدفاع والوسط، وترك لممثلي الهجوم حرية مشاكسة دفاع الوهرانيين، كما فعل بناصر، الذي استغل خطأ فادحا من حارس مديوني فارس، الذي أراد المراوغة عوض تشتيت الكرة، فافتكّها منه مهاجم "الكرماوة" ووضعها بكلّ سهولة داخل المرمى، معلنا عن تقدّم أوّل في النتيجة للضيوف ومنذ الد 09. هذا الهدف المبكر بعث حماسا كبيرا في صفوف مديوني، الذي اندفع لاعبوه بكلهم وكليلهم بغية تعديل النتيجة، وتمكّنوا من ذلك في الد17 بواسطة حرثي، إلاّ أنّ "الكرماوة" كان لهم رأي آخر وموقف مخالف بالعودة إلى غرف تغيير الملابس بتقدّم ثان في النتيجة، وهو ما حصل في الد33 بواسطة بوفايدة، الذي استغل خطأ فادحا ثانيا من ارتكاب الحارس فارس، ما عجّل بالطاقم الفني إلى استبداله بزميله مرشود، الذي دافع باستماتة عن مرماه، ولم يتلق أهدافا أخرى، لكنه لم يدفع مع زملائه وقع الهزيمة المرّة التي وقعت كالصاعقة على مكونات فريق مديوني؛ ما دفع ببعض الأطراف إلى تحميل مسؤولية الهزيمة الحارس فارس، والتشكيك في نواياه وأدائه، وهو ما رفضه أنصار "الحماما"، الذين تضامنوا بشكل كبير مع حارسهم الشاب. وتُعدّ هذه المرة الثانية التي ينال فيها اتحاد الكرمة من مديوني ذهابا وإيابا بعد موسم (2017 - 2018)، وهو الموسم الأول ل "الكرماوة" في قسم الهواة. كما أنّ فوز أوّل أمس بعث من جديد آمال الصعود، وأنقذ المدرب بوعزة كراشاي من ضغط مضاعف، حيث بدا مرتاحا لهذه الخرجة الموفقة، وشكر لاعبيه كثيرا على ما بذلوه من جهد، معترفا بأنّ فريقه استغل جيدا أخطاء منافسه مديوني. وأضاف: "هذا الفوز سيعبّد لنا من جديد طريق الصعود، ويسمح لنا بتحضير المواجهات القادمة بكلّ أريحية وعزيمة. ولا أبخس حق أشبالي في الإشادة بحرارتهم في اللعب، وانضباطهم فوق المستطيل الأخضر، وتفانيهم في تطبيق تعليمات الطاقم بحذافيرها". وفي الجهة المقابلة، حاول المدرب فوزي موسوني التخفيف من وطأة هذا السقوط على المنتسبين لمديوني، محاولا درء مسؤولية الهزيمة عن حارسه فارس؛ "أنا متأسف لأنصار مديوني على هذه الخسارة التي لا نستحقها، لكن حقيقة لا أعرف ماذا وقع للحارس فارس، الذي ارتكب خطأين لا يرتكبهما حتى المبتدئ في مشواره، لكن علينا ترك هذه الهزيمة وراء ظهورنا، والاستعداد بكل جدية لملاقاة شباب تموشنت، ورفع رؤوسنا من جديد؛ لأن مديوني فريق عريق ولا يستحق المرتبة الخلفية التي يوجد فيها". للإشارة، كانت نهاية المباراة مشحونة بفعل تصرفات صدرت من الكاتب العام لاتحاد الكرمة، اعتبرها أنصار مديوني استفزازية أغضبتهم كثيرا، وكادت تؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه لولا تدخّل عقلاء الفريقين.