تعرف عملية مراجعة وتطهير القوائم الانتخابية على مستوى العاصمة حركية حثيثة تحسبا للاستحقاق الرئاسي المقبل، وقد ترجمتها جهود القائمين عليها من خلال التحضيرات المتواصلة التي تشرف عليها البلديات بالتنسيق مع مصالح الدوائر، لاسيما مع التسهيلات الكبيرة والوسائل المسخرة من طرف الجهات المعنية لإنجاح العملية. وتكمن أهمية مراجعة القوائم الانتخابية في التحكم الجيد في إحصاء الأشخاص الذين تتوفر فيهم الأهلية الانتخابية والذين لم يسبق لهم الانتحاب من قبل، ومقابل ذلك إلغاء وشطب المواطنين المتوفين وأولئك الذين قاموا بتغيير إقاماتهم، وهو الاجراء الذي وقفنا عليه في بعض بلديات العاصمة، حيث لمسنا تجاوب العديد من المواطنين مع هذه العملية. وحسب مصادر مطلعة من بلدية الجزائر الوسطى، فإن عملية تطهير القوائم في مرحلة أولى شملت ما مجموعه 67000 ناخب منذ انطلاق العملية في نوفمبر 2008، حيث تم إحصاء 400 طلب تسجيل جديد و200 حالة شطب للمواطنين فيما يخص حالات الوفاة وتغيير الإقامة، وأكدت المصادر أن معالجة حالات الوفاة على مستوى بلدية الجزائر الوسطى منذ سنة 2000 إلى غاية سنة 2009 بلغت حدود 2585 حالة. مضيفة أن مصالحها سلمت 613 بطاقة ناخب على ضوء التعليمة الصادرة عن وزارة الداخلية والتي تحدد من خلالها الأشخاص الذين لا يملكون البطاقات. وسعيا منها لتوسيع عمليات الإحصاء والتسجيل لسكان الأحياء النائية والجديدة قامت البلدية بتجنيد فرق نسويه متكونة من 70 امرأة تباشر زيارات ميدانية للأحياء لاسيما الجديدة منها وقد مست العملية حسب إحصاء أخير 365 شارع تم تسجيل معظم ساكنيه. وللإشارة تم فتح مكتب لجمع اكتتاب التوقيعات لصالح المترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة على مستوى البلدية وقد تمكن القائمون عليه من إحصاء 17 توقيع من طرف المواطنين و03 توقيعات كانت من طرف المنتخبين.ونفس العملية وقفت عليها "المساء" في بلدية بوزريعة بأعالي العاصمة، حيث عرفت المراجعة مراحل عديدة منذ انطلاقها إلى غاية أول أمس. ففي مرحلة أولى عكفت مصالح البلدية على إحصاء العائلات حيث سجلت 2071 مسجل جديد من 2418 عائلة ، مع العلم أن مجموع الهيئة الناخبة على مستوى بلدية بوزريعة بلغ خلال المراجعة الأخيرة 43461 ناخب مع إحصاء 7569 مسجل فقط يمارسون حقهم الانتخابي. وقد بلغ عدد المواطنين الذين تمت زيارتهم من طرف فرق الإحصاء التي سخرتها البلدية 459 مواطن منهم 406 مقيمين في البلدية و27 آخرين غيروا مكان الإقامة، في حين بلغ عدد حالات الوفاة 26 حالة تم شطبها من القائمة. ولم تقتصر عملية تطهير ومراجعة القوائم الانتخابية على سكان الأحياء فقط بل تعدت ذلك لتصل إلى الاقامات الجامعية، وبالتالي أحصت مصالح الانتخابات لبلدية بوزريعة 82 طالب مقيم بالمدرسة العليا للبنوك وافقوا على التسجيل في البلدية من أصل 240 طالب ، مقابل 134 طالب مقيم بالمدرسة العليا للأساتذة من أصل 915 فضلوا الانتخاب في اقاماتهم الأصلية . وتبقى هذه المعطيات مؤقتة وقابلة للتغيير كون عملية المراجعة لازالت مستمرة إلى حد الساعة. ومن جانبهم استحسن المواطنون الذين التقيناهم بعين المكان هذه العملية الرامية -حسب بعضهم- إلى إضفاء شفافية أكثر على الانتخابات المقبلة، خاصة فيما يتعلق بإجراءات الانتخاب وعدم تكرار الأخطاء الماضية في مجال تأخر استلام بطاقات الناخب الشيء الذي ساهم في منع الكثير من الناخبين من التعبير عن أصواتهم، وحتى الشباب الذين بلغوا السن القانونية للانتخاب ولم يسبق لهم أن أدلوا بأصواتهم أبدوا تجاوبا ملحوظا مع هذه العملية خاصة وأنهم يشعرون بالمسؤولية عند ممارستهم لحقهم الانتخابي باعتبار أنهم مقبلون على الانتخاب لأول مرة على حد تعبير أحد الشباب. وصرح أحد الشباب قائلا للممتنعين عن التصويت: "على الأقل الانتخاب يعطي الحرية للفرد ليختار من يشاء بعيدا عن الضغوط والاملاءات".