* email * facebook * twitter * linkedin دق مربو الدواجن أمس، "ناقوس الخطر"، بخصوص مستقبل نشاطهم واحتمال تعرضهم للإفلاس في ظل التراجع المستمر للأسعار، مطالبين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتدخل العاجل من أجل حماية الشعبة بعد أن بلغت قيمة الخسائر التي تكبدوها في الفترة الأخيرة، 5 ملايير دينار، في الوقت الذي عجزت فيه مخازن الديوان الوطني للتغذية وتربية الدواجن من استيعاب الطلب الكبير وسط انهيار أسعار سوق الجملة للحوم البيضاء إلى نحو 110 دينارا للكلغ، ما جعل هامش ربح المربي ينخفض لمستويات قياسية. فوسط ارتياح المستهلك بالانخفاض القياسي لأسعار اللحوم البيضاء، والتي تراوحت ما بين 180 و200 دينار للكيلوغرام الواحد، يتخوف المربون من إفلاس شعبة تربية الدواجن بالنظر لانخفاض الأسعار إلى مستويات لا تسمح بتغطية تكاليف الإنتاج. في هذا الإطار، قال رئيس اللجنة الوطنية لمربي الدواجن واللحوم البيضاء، حمزة شريف ل«المساء" إن المربين الصغار يتكبدون هذه الأيام خسائر مالية كبيرة، الأمر الذي يهدد استقرار الشعبة في حال عدم تدخل وزارة الفلاحة، مشيرا إلى أن ممثلي المربين التقوا الأسبوع الفارط مع وزير الفلاحة، لإبلاغه بالوضعية ومطالبته بالتدخل لمرافقتهم وحماية نشاط إنتاج اللحوم البيضاء. أما عن أسباب هذه الوضعية، فأكد المتحدث أن إغراق السوق ب«الدجاجة الأم" ساهم بشكل كبير في ارتفاع إنتاج الكتاكيت، مشيرا إلى أن طلبات السوق الوطنية محددة ب5,5 مليون دجاجة، في الوقت الذي تم استيراد 8 ملايين دجاجة، وهي الوضعية التي تم تسليط الضوء عليها خلال اللقاء مع الوزير، بغرض حظر كل عمليات الاستيراد إلى نهاية السنة الجارية، بغرض ضبط السوق وتقليص عدد الكتاكيت. المقترح لقي القبول من طرف الوزير يقول ممثل المربين الذي أشار إلى إصدار قرار حظر كل واردات "الدجاجة الأم" إلى غاية تنظيم الشعبة واستنفاذ المنتوج المحلي من الكتاكيت، فيما تعهد المربون بضمان تموين السوق باللحوم البيضاء بكميات إضافية، تحسبا لشهر رمضان، وذلك لضمان استقرار الأسعار تماشيا والقدرة الشرائية. أما فيما يخص قيمة الخسائر المسجلة لدى المربين الصغار، كشف شريف أن المربي الصغير الذي يملك ما بين 4 إلى 5 آلاف دجاجة، خسر 50 مليون سنتيم، مع العلم أن الشعبة تحصى قرابة 10 آلاف مربي صغير، وعليه فقد بلغت قيمة الخسائر الإجمالية 5 ملايير دينار، وهو رقم مخيف، يستدعي حسب شريف، التدخل العاجل لضبط الإنتاج ورفع قدرات تخزين الفائض من الإنتاج، مع العلم أن المربين يطمحون لتسقيف سعر البيع بالجملة عند 160 دينارا للكيلوغرام الواحد، بهدف حماية هامش ربح المربي الصغير، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، التي تضم فاتورة الكهرباء، أجرة المستودعات والأعلاف والأدوية. وردا على مبادرة الديوان الوطني للتغذية وتربية الدواجن "أوناب"، المتعلقة بتخزين الفائض من إنتاج اللحوم البيضاء، أكد ممثل المربين، أنها جيدة، غير أن الديوان لا يملك حسبه قدرات كبيرة في التخزين. كما أن سعر الشراء حدد حسب السعر المتداول في السوق المحلية، ب120 دينارا للكيلوغرام الواحد، وعليه فإن هذه المبادرة لم تحل المشاكل المهنية للمربين، على حد تعبيره. من جهته، أكد رئيس المجلس المهني لشعبة تربية الدواجن، مومن قولي، ل "المساء" أن الحل النهائي لكل مشاكل المربين، يكمن في توقيع وزير الفلاحة على دفتر الشروط المعد من طرف المجلس، لضبط وعصرنة الشعبة، وذلك من خلال تحديد حصة الواردات من "الدجاجة الأم" لتحديد إنتاج الكتاكيت، تماشيا وطلبات المربين. وعن قدرات "أوناب" لتخزين الفائض من الإنتاج وحماية المربين الصغار، كشف قلي أن المبادرة حسنة، لكنها لا تخدم المربين الصغار، وذلك من منطلق أن الديوان قرر التعامل معهم بسعر السوق المحلية عوض تنفيذ مقترح تحديد سعر الشراء ب160 دينارا، بالإضافة إلى مطالبة المربين بالانتظار لمدة 45 يوما، قبل دفع قيمة المعاملة التجارية، وهو ما جعل الكثير منهم يعزفون عن بيع منتوجهم للديوان، خاصة وأن نشاطهم مرتبط بفواتير وقروض فردية يستوجب دفعها في وقتها المحدد. «أوناب" يخزن 3750 طنا وينتظر الدعم لتأجير المخازن أما فيما يخص عملية تخزين المنتوج، التي انطلقت منذ قرابة 15 يوما، كشف الرئيس المدير العام للديوان الوطني للتغذية وتربية الدواجن، محمد بيطراوي ل«المساء" أن مخازن الديوان استقبلت إلى غاية اليوم ما قيمته 3750 ألف طن من اللحوم البيضاء. وأرجع نفس المسؤول، سبب انخفاض النسبة إلى قدرات الديوان المحدودة في مجال التخزين والتبريد، والتي لا تزيد عن 10 آلاف طن، "وهي مخصصة في غالبيتها لتخزين منتوج المزارع التابعة له، بهدف تلبية عقوده التجارية مع مؤسسات كبيرة". وكان "أوناب" ينتظر التوقيع على إتفاقية شراكة مع الديوان الوطني المتعدد المهن للخضر واللحوم "أونيلاف"، يقول بيطراوي، وذلك للاستفادة من الدعم المخصص من طرف الدولة لتأجير المخازن لدى الخواص، "غير أن الاتفاقية لم توقع إلى غاية اليوم، ما جعل الديوان غير قادر على استيعاب الطلب الكبير عليه". ومن بين المقترحات التي تقدم بها "أوناب" لوزير الفلاحة للرفع من قدرات التخزين، مساهمة المجلس المهني المشترك لشعبة الدواجن، بإشراك المذابح الخاصة في عملية تخزين الفائض من الإنتاج، لضبط السوق، من منطلق أن المجلس المذكور، يضم مهنيين ومحولين، ينبغي حسبه إشراكهم في مساعي الدولة لحماية الشعبة.