* email * facebook * twitter * linkedin قرر الديوان الوطني لتغذية الأنعام «أوناب» تخفيض سعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم البيضاء إلى 320 دينارا لكسر أسعار السوق التي تراوحت في الفترة الأخيرة ما بين 380 و400 دينار، فيما تم التعاقد مع متعامل من ولاية تمنراست، يملك سلسلة غرف تبريد بهدف تخزين وتوزيع اللحوم البيضاء بالجنوب الكبير، مع الاتفاق على هامش ربح يقدر ب10 دنانير عن كل كيلوغرام، مقابل تولي المتعامل مهام تموين أصحاب المحلات باللحوم البيضاء. وحسب تصريح الرئيس المدير العام للديوان محمد بتراوي، ل»المساء» فقد قررت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري التدخل لضبط سوق اللحوم البيضاء، بعد ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية في ظرف وجيز، لتنتقل من 280 دينار للكيلوغرام الواحد إلى 400 دينار، وهو ما أثار حفيظة المستهلك خاصة بعد تزامن ارتفاع الأسعار مع الاحتفال بأول محرم، وهي المناسبة الدينية التي تعرف إقبالا كبيرا على اللحوم البيضاء التي تستعمل في إعداد الأطباق التقليدية. وقد شرع الديوان الوطني لتغذية الأنعام عبر فروعه الثلاثة بوسط وشرق وغرب البلاد في توزيع كميات من اللحوم البيضاء بسعر 320 دينار، بعد أن كان سعرها في حدود 380 دينار، وذلك في محاولة لضبط الأسعار وضمان توفير المنتوج بأسعار تتماشى والقدرة الشرائية للمواطن. أما فيما يخص أسباب ارتفاع أسعار هذه اللحوم فقد أرجع بتراوي، إلى كون تربية الدواجن تتم بنسبة 80 بالمائة من طرف مربين صغار داخل البيوت البلاستيكية، وبالنظر لارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، فقد سجل انخفاض في الإنتاج، خاصة بعد تزامن فترة الصيف مع عيد الأضحى حيث يتحول اهتمام المواطن للحوم الحمراء. ويتوقع بتراوي، أن تعرف أسعار اللحوم البيضاء انخفاضا بعد 45 يوما على أكثر تقدير، حيث سجل ارتفاعا في الطلب على «كتاكيت يوم واحد» في الفترة الأخيرة، وهو ما يؤكد حسبه عودة المربين الصغار للإنتاج مجددا. من جهته أكد رئيس المجلس الوطني المشترك لشعبة الدواجن واللحوم البيضاء، قلي مومن، في تصريح ل»المساء» أن ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء مرده انخفاض الإنتاج لدى المربين الصغار، «وهو ما كان المجلس يتوقعه خاصة بعد انخفاض أسعار اللحوم البيضاء خلال فصل الصيف لمستويات قياسية أصبحت تهدد نشاط تربية الدواجن»، وأضاف محدثنا بأنه «ككل مرة تسجل فيه الأسعار انخفاضا قياسيا يلجأ المربون الصغار إلى خفض الإنتاج وهناك من يتوقف عن النشاط بشكل تام». عرض دفتر شروط ضبط شعبة الدواجن على وزير الفلاحة وقصد إيجاد حلول نهائية لهذا الإشكال وضمان ضبط نشاط تربية الدواجن وإنتاج اللحوم البيضاء، كشف قلي، عن اجتماع أعضاء المجلس يوم غد الأربعاء، مع ممثلين عن مديرية ضبط الإنتاج الفلاحي وتطويره التابعة لوزارة الفلاحة، وكذا المعهد الوطني لتربية الحيوانية والمصالح البيطرية والديوان الوطني لتغذية الأنعام، لدراسة الاقتراحات التي قدمها مديرو المصالح الفلاحية عبر التراب الوطني وممثلو الغرفة الوطنية للفلاحة، فيما سيتم عرض دفتر الشروط الجديد المنظم لنشاط تربية الدواجن وإنتاج اللحوم على وزير الفلاحة يوم الأربعاء القادم، ليكون أول ورقة طريق يعدها المجلس لتنظيم نشاط المربين الصغار وضبط نشاط المذابح العمومية والخاصة، مع اعتماد سقف معين لسعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم البيضاء، يسمح بحماية هامش ربح المربي ويحفظ القدرة الشرائية للمواطن، بالإضافة إلى ضمان الجودة ونوعية الإنتاج. أما فيما يخص وضعية سوق اللحوم البيضاء فقد توقع قلى، انخفاضا في الأسعار وعودتها لمستوياتها العادية خلال الأسبوعين المقبلين على أكثر تقدير، خاصة بعد انخفاض أسعار الكتاكيت إلى 40 دينارا بعد أن كانت تقدر ب130 دينار، وهي النقطة التي سيتم ضبطها بعد اعتماد دفتر الشروط بهدف تنظيم كل مراحل الإنتاج. في هذا الإطار أكد المدير العام للديوان الوطني لتغذية الأنعام، أن هذا الأخير قرر التعامل مع كل المهنيين دون طلب تقديم وثائق تثبت نشاطهم، على غرار السجل التجاري أو البطاقة المهنية، وذلك من منطلق أن المربين الصغار إلى غاية اليوم لم يتسلموا وثيقة إدارية تثبت طبيعة نشاطهم، وأشار في هذا الصدد إلى أنه في حال إجبار المربين على استظهار وثائقهم للاستفادة من الأعلاف أو الكتاكيت سيعرف نشاط تربية الدواجن اختلالات تؤثر على الشعبة وعلى السوق، «ولذلك تقرر في الوقت الحالي بيع منتجات الديوان لكل من يطلبها وبأسعار مدعمة، في انتظار تنظيم نشاط المجلس الوطني متعدد المهن لشعبة الدواجن واللحوم البيضاء». أما فيما يخص مواصلة عملية تدعيم أسواق الجنوب باللحوم البيضاء فقد كشف بتراوي، عن تعاقد الديوان، مؤخرا مع متعامل خاص بتمنراست يملك مخازن للتبريد، حيث تم الشروع في تموينه بالمنتوج المجمد بسعر 310 دينار للكيلوغرام الواحد، على أن يستفيد هو من مبلغ 10 دنانير كفائدة عن كل كيلوغرام ويقوم بتوزيع المنتوج على محلات بيع اللحوم البيضاء. كما تم التعاقد مؤخرا مع أحد المربين بولاية تمنراست، للاستفادة من الكتاكيت والأعلاف في إطار الاتفاقية الثلاثية، تمنح له مقابل كميات من اللحوم البيضاء توجه لتدعيم السوق بالجنوب، ويتم حاليا التفاوض مع مديري المصالح الفلاحية بأدرار وتندوف، لإيجاد متعاملين خواص للتعاقد معهم وكذا فتح نقاط بيع مباشرة تابعة للديوان.