في الوقت الذي يفتقد فيه بعض شباب اليوم للروح الوطنية نجد بالمقابل الأطفال متشبعين بروح المواطنة وكلهم أمل وشغف في المشاركة عند بلوغهم السن المناسبة لبناء الوطن من خلال الدفاع عنه وعن رموزه الثابتة كالعلم والنشيد إلى جانب القيام بالواجبات الأخرى والتي يأتي على رأسها الانتخاب. ولأننا على موعد مع الانتخابات الرئاسية رغبنا في التقرب من الأطفال من أجل التعرف على الوعي لديهم بأهمية الانتخابات وان كانوا يعرفون أصلا ما المقصود بالانتخاب.؟؟ ببراءة معهودة عند الأطفال فاجأنا تلاميذ المدرسة الابتدائية "عمر لاغا" بمدى الوعي الذي يتمتعون به من خلال متابعتهم لما يتم عرضه على وسائل الإعلام المختلفة بدء بالتلفزة والإذاعة وصولا إلى المنشورات والمطويات والملصقات المعلقة على الجدران . فبمجرد أن وجهنا السؤال إلى واحدة من تلاميذ السنة الرابعة وهي البرعمة "لينا كرمول" ذات التسع سنوات حول المقصود من الانتخاب جاء جوابها على جناح السرعة حيث عرفت الانتخاب بقولها "هو ذلك الذي نرشح فيه إنسانا ما ليمارس المسؤولية". وغير بعيد عنها أجاب زميلها الطفل وليد رحماني ذو 11 سنة قائلا "بان الانتخاب هو اختيار شخص ليتولى الرئاسة" وعلق الطفل قائلا بأنه سبق لهم وان تناولوا درس الانتخاب إذ أن لديهم في كتاب التربية المدنية درسا حول انتخاب رئيس القسم والذي يشبه إلى حد كبير طريقة انتخاب رئيس البلاد. ومن جهتها، أشارت أستاذة في التعليم الابتدائي إلى أن الغرض من تلقين الأطفال لمثل هذه المواضيع كالانتخاب يهدف إلى ترسيخ ثقافة الانتخاب لدى هؤلاء الأطفال، وللإشارة فقد أبلغنا مدير المؤسسة بان هناك تعليمة صدرت مؤخرا من وزارة التربية مفادها تخصيص فترات معينة بعد انتهاء الدروس من أجل توعية الأطفال بمفهوم الانتخاب ومدى أهمية القيام بهذا الواجب الوطني الذي من خلاله يتم التعبير بحرية عن اختيار من يمثلهم. بعدها انتقلنا إلى ابتدائية "عمرون احمد" الواقعة ببوزريعة وبمجرد أن سمع الأطفال الذين كانوا يتأهبون للدخول إلى المدرسة دردشة "المساء" مع بعض الأطفال حول الانتخاب حتى اصطفوا حولنا في شكل طوابير يتزاحمون وكلهم رغبة في الإجابة عن السؤال، حيث قالت لنا الطفلة "إيمان قراس" ذات العشر سنوات بعفوية بان الانتخاب هو "أن ننتخب رئيسا" في حين قال الطفل "ضياء الدين موساوي" بان الانتخاب هو "حرية التعبير عن الرأي" كما قال البرعم "طارق عشوش" ذو العشر سنوات بان الانتخاب هو "إعطاء الرأي لمن يرأس البلاد "...أما الطفل "عبد الكريم بالروان" الذي يدرس بالسنة الخامسة قال بان الانتخاب يعني "أن الشعب يختار رئيسًا ليتولى الحكم بعد أن يكون قد جمع عدد كبير من الأصوات"، وأضاف أن معلمهم طلب منهم القيام ببحث حول المقصود من الانتخاب والهدف منه... وغيرها كثير من الإجابات التي تكشف مدى الوعي الذي يتمتع به الأطفال. وحول ما إذا كانوا على علم بان الجزائر على موعد مع الانتخابات الرئاسية أجابوا بان بعضهم قرأ المنشورات التي تم تعليقها على الجدران في حين سمع البعض الآخر عن الانتخاب من أهلهم المتعودين على القيام بواجبهم الانتخابي عند إعادة التسجيل أونتيجة للبحث عن بطاقة الناخب، أما آخرون فقد بلغهم الخبر عن طريق شاشة التلفزة وفي هذا الخصوص تقول أم خديجة "بان إبنتها سألتها عن المقصود من الانتخاب بعد أن سمعت والدها يسألها إن كانت قد أعادت تسجيل نفسها بالقوائم الانتخابية كونهم غيروا مقر الإقامة. أما الأغرب من هذا هو السؤال الذي وجهته لنا البر عمة " إيمان قراس" عندما قالت: "وعلاش ما يخليوناش ننتاخبوا حنا الأطفال"!! أي »لماذا لايسمحون لنا نحن الأطفال بالإنتخاب؟« سؤال وإن بدا غريبا، فإنه منطقي لأن الأطفال عادة ما يحبون تقليد الكبار في كل شيء... واختيار مرشحهم في الإنتخابات يعطيهم الإحساس بأنهم أصبحوا كبارا.