* email * facebook * twitter * linkedin بعد انتشار وباء فيروس كورونا، أصبحت العبارة الأكثر تداولا، على الأرجح، ضرورة غسل اليدين، هذه الإيماءة البسيطة هي في الحقيقة القاعدة الأولى التي يجب اتباعها للحد من انتشار فيروس "كوفيد 19"، وكذا الأنفلونزا أو التهاب المعدة والأمعاء، ورغم ذلك، يغفل الكثيرون هذا السلوك الوقائي لسلامة الصحة، لكن يبدو أن وباء الفيروس التاجي نجح في انعاش الذكريات المتعلقة بالنظافة الشخصية، وإعادة الاعتبار لهذا السلوك، لدرجة أن الكثير من الصيدليات تسجل نفاذ مخزون "الجل الهيدروليكي" أو ما يعرف ب«جيل" التعقيم، الذي أصبح سلاح الكثيرين لتعقيم اليدين تفاديا لانتشار الفيروس، لكن هل حقيقة يمكنه تعويضه بسلوك غسل اليدين بالماء والصابون؟ حاولت "المساء" إثارة هذا الموضوع، من خلال الحديث مع نوال موساوي، صيدلانية بالعاصمة، قالت؛ يبقى استعمال "جيل" التعقيم وسيلة لابد منها، فقط كبديل عند غياب الماء والصابون، ويتعذر على الفرد الوصول إلى الحل الأكثر فعالية في القضاء على الميكروبات والجراثيم المتراكمة على أيادينا، مشيرة إلى أن بعض المواطنين يعتقدون أن تلك المحاليل هي الحل المعجزة لتعقيم اليدين، وهو أمر خاطئ، فبعد الإرشادات التي قدمتها المنظمة العالمية للصحة لتنظيف اليدين واستعمال "الجيل" المعقم، ركز الكثيرون على هذا الأخير فقط، إلا أنه لابد أن يبقى خيارا فقط عند غياب الماء والصابون، وتفضل الطريقة الكلاسيكية لتنظيف اليدين، أي الماء والصابون، إذا أمكن ذلك، لاسيما قبل الاكل. قالت الصيدلانية، تُستخدم المحاليل الكحولية المائية أو "جيل" التعقيم غالبا، على شكل هلام، فهو أكثر سهولة استعمالا وتطبيقا، ويوضع على اليدين الجافتين ولا ضرورة لشطفهما بعد ذلك بالماء، وهو مبدأ في غياب الماء، وكما يوحي إليها اسمها، تضيف الصيدلانية، فهو يحتوي بشكل أساسي على الكحول الإيثانول أو الأيزوبروبانول، بنسبة تتباين بين 60 و95 ٪، بالإضافة إلى مرطبات البشرة، على غرار الغلسرين أو الصبار، فللكحول خاصية مطهرة تقضي على الجراثيم، بالتالي سوف يقتل معظم البكتيريا على الجلد، لكنه لن يقضي عليها تماما، أي تبقى تترسب على اليدين لأننا لا نشطف أيادينا بالماء. على عكس ذلك، تقول نوال موساوي، يستخدم الصابون بالماء، وخاصية الصابون أنه يعمل على التصاق الجراثيم في الرغوة، التي سيتم التخلص منها عند شطفها بالماء، فقطع الصابون أيضا مضادة للجراثيم، لهذا إذا تم استعماله بالطريقة الصحيحة سيكون أكثر فعالية من المحاليل المعقمة، وترك الجيل كبديل عندما لا يكون هناك مصدر مياه متاح. طمأنت المتحدثة أنه لا داعي للهلع عند دخول صيدليات وعدم العثور على المحاليل المعقمة، لأن هذه الأخيرة في نهاية المطاف، مكملة فقط للسلوكات الوقائية ولا تمثل كل الوقاية، ليبقى غسل اليدين خلال كل ساعة، عند العطس أو السعال، بعد الاهتمام بمريض، مصافحة شخص غريب، قبل تحضير الأكل وبعده، قبل الأكل، عند ركوب وسائل النقل العمومية، عند لمس الأسطح الملوثة، فتح الأبواب التي تعتبر بؤر الجراثيم، عند دخول الحمام، لمس الحيوانات أو بمجرد ملاحظة أوساخ واضحة على اليدين، على أن يتم غسلهما لمدة عشرين ثانية بين الأصابع، وهو الوقت الكافي لتشكيل رغوة تساعد على حمل والقضاء على كل تلك الجراثيم غير المرئية.