* email * facebook * twitter * linkedin تتجه الأنظار إلى اللجنة الأولمبية الدولية بشأن مصير دورة الألعاب الصيفية المقررة في طوكيو هذا العام، في ظل انتقادات إصرارها على المضيّ قدما بالتحضير لها في موعدها رغم الشلل الذي فرضه فيروس كورونا المستجد على الرياضة عالميا. وتسبب وباء "كوفيد-19" في وفاة أكثر من تسعة آلاف شخص حتى الخميس. ودفع أغلب دول العالم إلى فرض قيود صارمة على حركة التنقل والسفر للحد من تفشيه. وفي الرياضة، عُلِّقت معظم المنافسات المقررة حاليا وألغيت أخرى، وبدأ تأجيل أحداث كبيرة كانت مقررة هذا الصيف، مثل نهائيات كأس أوروبا، وبطولة كوبا أميركا الأمريكية الجنوبية لكرة القدم. ورغم ذلك يبقى الموقف المعلن للمعنيين بطوكيو 2020، التحضير لانطلاقها كما هو مقرر (24 جويلية -التاسع من أوت). في مدينة لوزان السويسرية، رفعت اللجنة على مدخلها لافتة كُتب فيها "البيت الأولمبي مقفل". ومنذ مساء الجمعة يلزم نحو 600 موظف فيها منازلهم، بناء على "توصيات الهيئات الصحية"، حسبما أعلنت عن ذلك اللجنة. ومن تلك المنازل، يواصل الموظفون التحضيرات لإقامة أكبر حديث رياضي في العالم، والذي عادة ما يستقطب أكثر من عشرة آلاف رياضي وملايين المشجعين لدى إقامته كل أربعة أعوام. وبينما ابتعد هؤلاء الموظفون عن المقر الأولمبي يواظب رئيس اللجنة الألماني توماس باخ وأمينها العام البلجيكي كريستوف دي كيبر وعدد من المديرين، الحضور، حسبما أفاد بذلك مصدر مقرب من اللجنة لوكالة فرانس برس. وأوضح المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه: "الرئيس وبعض المديرين يتواجدون فقط في المبنى ولكن في مكاتب متباعدة" ضمن إجراءات الوقاية؛ للحد من تفشي الفيروس، الذي بات يصنف وباء عالميا. وعقد باخ خلال هذا الأسبوع اجتماعات عبر الهاتف مع العديد من الأطراف المعنيين بالحركة الأولمبية؛ من اللجان الوطنية إلى الاتحادات الدولية وممثلين عن الرياضيين، لتقييم الأوضاع في ظل الظروف الصحية، لتخرج اللجنة بالخلاصة التي تكررها منذ فترة هي والعديد من المسؤولين اليابانيين؛ "نريد أن تنطلق دورة الألعاب في موعدها المحدد". أربعة أشهر أمامنا في تصريحات الأربعاء، شدد باخ على أن "كل العالم يدرك أنه لازالت تتبقى أربعة أشهر أمامنا" قبل انطلاق الألعاب، أتى ذلك بعد نحو 24 ساعة من إصدار اللجنة بيانا مطولا، اعتبرت فيه أن لا حاجة إلى اتخاذ قرارات "جذرية" في الوقت الراهن بشأن مصير الألعاب، داعية الرياضيين إلى مواصلة تحضيراتهم بأفضل ما يمكن. المفارقة أن هذا الموقف أتى في يوم اتخذ فيه اتحادا كرة قدم قاريان، قرارين بإرجاء بطولتين كبيرتين كانتا مقررتين هذا الصيف، إلى صيف عام 2021، وهما نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوباأمريكا الأميركية الجنوبية. وحسب مشاركين في اجتماعات اللجنة الأولمبية، لم يطرح أي من ممثلي الاتحادات الرياضية الدولية 28، على باخ السؤال عما إذا كان يعتزم إرجاء دورة الألعاب الأولمبية لما بعد موعدها المقرر. وقال رئيس الاتحاد الدولي للمصارعة والعضو في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية الصربي نيناد لالوفيتش لوكالة فرانس برس: "نحن متفائلون جدا بإقامة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في موعدها". وأوضح أنه تجري "مشاورات هاتفية مع الاتحادات الأعضاء"؛ من أجل أن يقدم إلى اللجنة الأولمبية "بحلول نهاية الشهر الحالي"؛ خطة من أجل إنهاء برنامج التصفيات المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية. وتابع: "سنرجئ كل دورات التصفيات إلى جوان" بعدما أقرت اللجنة الأولمبية الثلاثاء بأن القيود التي فرضها فيروس "كوفيد-19" على حركة التنقل والسفر، تؤثر سلبا على تحضيرات الرياضيين للألعاب، مشيرة إلى أن 43 بالمائة من المشاركين لم يحسموا تأهلهم بعد. خطر كبير لكن إلى أي حد يمكن للجنة الأولمبية الدولية، أن تبقى في منأى عن التأثر العالمي بفيروس كورونا؟ حسب مسؤول في اتحاد دولي فضل عدم كشف اسمه، فإن "دورة الألعاب الأولمبية هي أكبر من أي أمر آخر على صعيد التنظيم والميزانية والألق (...)، وبالتالي يمكننا تفهم أن اللجنة الأولمبية الدولية تمنح نفسها وقتا إضافيا قبل اتخاذ قرار جذري يرتبط أيضا بمستقبل الرياضة العالمية". ويُتوقع أن يكبّد أي قرار بشأن إرجاء الدورة أو إلغائها، اليابان تكاليف اقتصادية باهظة بعدما أنفقت نحو 12 مليار دولار لاستضافتها. ولم يغب تأثير الفيروس عن دورة الألعاب بشكل نهائي؛ فصباح الخميس أقيم في اليونان الاحتفال التقليدي لتسليم الشعلة الأولمبية للعاصمة اليابانية، ولكن من دون أي حضور جماهيري، وبغياب أي من مسؤولي اللجنة المحلية المنظمة، الذين غابوا بسبب قيود السفر المفروضة عالميا. وأبدى رياضيون هذا الأسبوع قلقهم من الإصرار على المضي قدما في خطط انطلاق الألعاب في موعدها، معتبرين أن ذلك يسبب "خطرا" صحيا عليهم، وحتى رياضيا؛ لكونهم غير قادرين على التحضير بالشكل المناسب. ويقول مسؤول في اتحاد دولي طلب عدم كشف اسمه: "إذا كانت اللجنة الأولمبية الدولية تهمها صحة الرياضيين فلتقم بإرجاء الألعاب؛ لأن عدم اتخاذ أي قرار يعرّض الرياضيين لخطر كبير".