لا يزال فيروس كورونا يثير حالة من القلق في العالم, وسط مخاوف دولية من استمرار خريطة انتشاره في الاتساع لتشمل مناطق جديدة من العالم, في وقت أعلنت منظمات أممية مختصة عن عدم إمكانية توقيفه واحتوائه بشكل فوري. منظمة الصحة العالمية أكدت أنه "لا يمكن إيقاف فيروس كورونا بشكل فوري وإنما يمكن فقط العمل على منع انتشاره" وذلك بعد ظهوره في 76 بلدا ووفاة أكثر من 3.000 شخص حول العالم جراء الإصابة به أغلبهم في الصين وإصابة أكثر من 92 ألف شخصا آخرين عالميا. وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لهذه المنظمة -في مؤتمر صحفي جديد في جنيف - "لقد سجلنا معدل وفيات ناجم عن الإصابة بالفيروس /كورونا/ بلغت نسبته 3.4 بالمئة عالميا", مضيفا أنه "بالمقارنة فإن الإنفلونزا الموسمية تتسبب عامة في مقتل أقل من 1 بالمئة فقط من الأشخاص الذين يصابون بها". وكانت المنظمة الصحية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن معدل الوفيات بالنسبة لحالات الإصابة بفيروس /كورونا/ يمكن أن يختلف ليتراوح بين 0.7 بالمائة إلى 4 بالمائة اعتمادا على جودة نظام الرعاية الصحية حيث يتم علاج المرض. من جهتها, أكدت الصين, وهي أكبر بلد متضرر من هذا الوباء الذي ظهر في أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان , أنها ستواصل العمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال الوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بكل شفافية ومسؤولية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "تشاو لي جيان" – في تصريح اليوم الاربعاء إن الجانب الصيني سيتابع وضع انتشار الفيروس بشكل وثيق وسيعمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال الوقاية من المرض على أساس مفهوم "مصير مشترك للبشرية". واوضح جيان أن الوزارة ولجنة الصحة الوطنية عقدتا اجتماعا خاصا حول الفيروس- عبر الفيديو- مع خبراء من أذربيجانوروسيا البيضاء وجورجيا ومولدوفا وأرمينيا وتركمانستان وأمانة منظمة شنغهاي للتعاون. ولمواجهة تفشي هذا الفيروس الذي ينتشر بسرعة كبيرة حول العالم, تعهد البنك الدولي بتخصيص مساعدات مالية طارئة بقيمة 12 مليار دولار للبلدان النامية. --- إلغاء وإرجاء مواعيد اقتصادية وثقافية ورياضية هامة بسبب تفشي الفيروس--- أدى الفيروس إلى إلغاء أو إرجاء مواعيد العديد من اللقاءات والقمم الاقتصادية والثقافية والمنافسات الرياضية حول العالم في الأيام الاخيرة في محاولة للحد من تفشيه. وفي هذا السياق, أعلن منظمو قمة "روسيا والعالم الإسلامي"-المعروفة أيضا ب "قمة قازان"- اليوم عن تأجيل موعد عقد القمة التي كان مقررا تنظيمها في يونيو المقبل, إلى موعد سيحدد لاحقا بسبب (كوفيد 19). وجاء في الصفحة الرسمية للقمة على موقع /إنستغرام/: "على خلفية إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ بسبب تفشي وباء فيروس /كورونا/, فقد تم تأجيل القمة الاقتصادية الدولية /روسيا والعالم الإسلامي/ إلى موعد لاحق". كما تم الغاء منافسات رياضية حول العالم بما فيها مباريات في البطولة الايطالية لكرة القدم. كما أوقفت منافسات بطولتي الدرجتين الأولى والثانية في كرة القدم السويسرية حتى نهاية شهر مارس الجاري. و بشأن أولمبياد طوكيو, أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية,بجنيف إنه من المبكر للغاية اتخاذ قرار بشأن أولمبياد طوكيو جراء انتشار فيروس كورونا المستجد, معتبرا أنه "يبنغي مراقبة الوضع بالنسبة للفيروس في اليابان لمزيد من الوقت" رافضا في الوقت نفسه" اتخاذ خطوات فورية لإرجاء أو ألغاء الألعاب الأولمبية المقررة الصيف المقبل في طوكيو في الفترة من 24 يوليو وحتى 9 أوت المقبل". وقال تيدروس "أعتقد أن اتخاذ قرار الآن سيكون مبكرا للغاية". مضيفا أنه "لدي ثقة في اليابان وأمل أن يتم تحقيق تقدم" مشيرا إلى جهود البلاد للسيطرة على تفشي هذا الفيروس. وكان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ أكد في وقت سابق اليوم أن اللجنة تستعد لإقامة ألعاب ناجحة في الدورة الأولمبية المقررة في طوكيو صيف العام الحالي وذلك قبل خمسة اشهر من انطلاق الألعاب وسط أزمة فيروس كورونا المستجد. وقال باخ في إطار اليوم الأول من اجتماعات اللجنة التنفيذية في لوزان إنه "نستعد لإقامة ألعاب ناجحة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020". وفي سايق متصل, أعرب السلوفيني ألكسندر تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا" أمس الثلاثاء عن ثقته بقدرة الهيئة الكروية الأوروبية على التعامل مع أسوأ السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بتأثير فيروس كورونا المستجد على نهائيات كأس أوروبا 2020 في ظل مساعي القارة للحد من انتشاره. وقال تشيفرين خلال لقاء صحافي في أمستردام -على هامش استضافة العاصمة الهولندية لكونغرس الاتحاد- "لا تعرفون المخاوف التي تراودنا عندما ننظم بطولة كبرى. لدينا مخاوف أمنية مخاوف من عدم الاستقرار السياسي وأحد المخاوف هو أيضا الفيروس ونحن نتعامل معه وواثقون أننا قادرون على التعامل معه", داعيا المنظمين "لئلا يفكروا السيناريوهات السوداء لأنه سيكون هناك وقت لذلك لاحقا" وذلك على بعد مائة يوم على انطلاق البطولة القارية التي ستضم 24 منتخبا. ثقافيا, قررت إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بالمملكة العربية السعودية إرجاء دورته الافتتاحية التي كان مقرر إقامتها في مدينة جدة التاريخية خلال الفترة من 12 إلى 21 من مارس الجاري كإجراء وقائي في إطار مواجهة فيروس كورونا. وأوضحت إدارة المهرجان - في بيان أمس - أن تأجيل انعقاد هذه الدورة يأتي تماشيا مع الإجراءات الوقائية حرصا على صحة وسلامة ضيوف المهرجان وجمهوره وفريق العمل معربة عن خالص الأسف لهذا القرار الصعب الذي جاء لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد - 19) وضرورة ألا نتوانى في دعم وتلبية الجهود والإجراءات المفروضة استجابة لكبح انتشار الفيروس عالميا. وأكد البيان أن إدارة المهرجان ستعلن الموعد الجديد للدورة الافتتاحية للعام الجاري في وقت لاحق مشددة على التزامها تجاه صناع الأفلام والمنتجين والشركاء والجمهور.