* email * facebook * twitter * linkedin وجّه الطاقم الطبي والعاملون بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببلدية جيملة بولاية جيجل، نداء إلى السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي ومدير الصحة، للتدخل العاجل وتوفير مختلف المعدات الطبية؛ من كمامات وقفازات ونظارات وقائية ومطهر كحولي وألبسة الوقاية؛ من أجل حمايتهم من فيروس كورونا. تستقبل هذه المؤسسة الصحية الوحيدة على مستوى مقر دائرة جيملة، تستقبل يوميا العشرات من المرضى القادمين من مختلف المناطق ومشاتي البلدية ومن البلديات المجاورة، على غرار بلديتي تاكسنة وبودريعة بن ياجيس التابعتين صحيا لهذه المؤسسة، إضافة إلى توافد المرضى من البلديات الحدودية لولايتي ميلة وسطيف المجاورة لبلدية جيملة، لإجراء الفحوصات، وخاصة بعض التحاليل الطبية المتوفرة بهذه المؤسسة الاستشفائية. وحسب تصريح بعض الممرضين والأطباء العاملين بهذه المؤسسة الاستشفائية ل "المساء"، فإنهم مجندون للعمل منذ انتشار فيروس كوفيد 19، ليل نهار في ظروف محفوفة بالمخاطر؛ لأنهم لا يرتدون وسائل وقاية وسط حالة من الهلع؛ خوفا من إصابتهم بالفيروس المستجَد، ومن نقل العدوى إلى ذويهم عند عودتهم إلى منازلهم بعد الانتهاء من العمل. وما "زاد الطين بلة" نقص وسائل النقل للتكفل بهم؛ فهم حسب تصريح أحدهم، يتنقلون عبر سيارة إسعاف وحيدة، داخلها عدد كبير من الممرضين والأطباء خلال تنقلاتهم إلى العيادة متعددة الخدمات ببلدية تاكسنة أو المركز الصحي ببلدية بودريعة بن ياجيس، لفحص المرضى بتلك المناطق؛ ما يعرضهم للخطر نتيجة احتكاكهم ببعضهم، وحتى عند تحويل المرضى إلى مصلحة الاستعجالات والإنعاش بمستشفى "محمد الصديق بن يحيى" بعاصمة الولاية والذي يبعد عن مقر البلدية ب 45 كلم، فالطاقم المرافق للمريض غير محمي بالألبسة الواقية ومعدات الوقاية؛ نظرا للنقص الفادح في وسائل الوقاية من الفيروس. تقول إحدى الممرضات إن الكمامات والقفازات غير متوفرة بالقدر الكافي، خاصة أن الكمامات والقفازات يجب على كل من يضعها من الطاقم الطبي، أن يغيرها كل 3 ساعات، وهذا غير موجود داخل المؤسسة لعدم توفرها، وإن وُجدت بكمية قليلة جدا فلا تُوزع إلا في الحالات المستعصية. وما زاد من تخوف الطاقم الصحي العامل بالمؤسسة، أن العيادة استقبلت الأسبوع الماضي مريضا في الثلاثينات من عمره ينحدر من بلدية بودريعة بن ياجيس، كان يعاني من نوبات وصرع، وقام الطاقم الطبي وكل العاملين الحاضرين بالتعامل معه من الجانب الإنساني والمهني كمريض يجب معالجته من تلك النوبات قبل تأزم وضعه، ليتم بعدها نقله إلى مصلحة الطب الداخلي لتلقي العلاج والتكفل بحالته بمستشفى "محمد الصديق بن يحيى"، وعند إخضاعه للتحاليل كانت النتيجة صادمة للفريق الطبي العامل بالمصلحة، وكذا الفريق الطبي العامل بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بجيملة، حيث تم وضع الفريق الطبي الذي تعامل مع المريض، تحت الحجر الصحي بالمعهد الوطني لشبه الطبي بمدينة جيجل، حسبما أكد مصدر موثوق فيه ل "المساء". ورغم المخاطر والضغط ونقص وسائل النقل والوقاية، إلا أن العاملين بهذا المرفق الصحي أكدوا تجندهم لتقديم مختلف الخدمات الصحية للمرضى الوافدين من مختلف المناطق سواء داخل البلدية، أو القادمين من البلديات المجاورة، مضحين بالكثير أثناء عملهم؛ إذ لم يعد بإمكانهم الحصول على وجبات لا داخل ولا خارج المؤسسة الصحية بسبب إغلاق السلطات الولائية المطاعم ومحلات الأكل السريع؛ بهدف حماية المواطنين من الوباء. ومن هذا المنطلق فإن عمال المؤسسة العمومية للصحة الجوارية جيملة من أطباء وممرضين وموظفين ومخبريّين، يطالبون الجهات الوصية وعلى رأسها الوالي بصفته المسؤول الأول عن خلية أزمة مواجهة تفشي وباء كورونا، بتدعيمهم بمختلف وسائل الوقاية لممارسة آمنة لجميع العاملين وحماية صحتهم وصحة عائلاتهم، وضمان التكفل بالمرضى على أحسن وجه.