تبقى الإجراءات الوقائية ضد "كورونا" المتبعة في البلديات النائية محدودة، من خلال عدم توفر وسائل الوقاية الطبية ببعض قاعات العلاج بالكميات الكافية، فإن كانت تفي بالغرض اليوم قد لا تكون كذلك في حال انتشار حالات إصابة مستقبلا، ناهيك عن نقص الأسرة وعدم توفر أجهزة المساعدة على التنفس، بأغلب القاعات ناهيك عن محدودية عمليات التعقيم، التي تقتصر لحد الآن على تنظيف أو تطهير الإدارات العمومية، من خلال إضافة الصابون السائل و«الجافيل" للمياه دون معرفة الكمية اللازمة الواجب بلوغها، أو عدم تجاوزها لتعقيم هذه الفضاءات ما يجعل من هذه العمليات تتم دون ضوابط علمية، ولا مقاييس معروفة إنما كل بلدية تخلط الصابون والجافيل بالكميات التي تناسبها، خاصة وأن الكثير من البلديات فقيرة. وصرح رؤساء بعض البلديات، بأنهم لا يملكون الإمكانيات المالية لتوفير وسائل الوقاية الضرورية يوميا للعمال، كالكمامات والقفازات لاسيما مصالح الحالة المدنية التي يعمل بها الأعوان مباشرة مع المواطنين، في هذا الصدد صرح لنا بعض ال«أميار" بأن ميزانياتهم لا تسمح لهم باقتناء الكمامات بمبلغ 150 دج للواحدة لما بين 100و300 عامل كمعدل عام لعدد عمال البلديات، وهذا مع تجديد الكمامات يوميا ومن ثمة فإنه وفي حال انتشار المرض من المؤكد أن العمال سيكون على عاتقهم اقتناء وسائل الوقاية لأن البلديات لم تزود لحد الآن بأي كمية من وسائل الوقاية حتى أن بعضها ومنها بلدية "مسرغين" حسب ما صرح به لنا رئيسها تعتمد حاليا على تبرعات بعض رجال الأعمال من المنطقة لاقتناء هذه الوسائل بما فيها مادة الجافيل والصابون السائل لتطهير المرافق العمومية وهي العملية التي انطلقت بهذه البلدية أول أمس الثلاثاء. اجتماع لتحديد النقائص فيما ستنطلق غدا الجمعة بمناطق وادي تليلات، حسب ما صرح بهم رئيس البلدية بما فيها المناطق النائية ومنها "التوميات" و«مهدية" والتي نظم بخصوص توفير وسائل الوقاية الطبية بها وبمختلف مناطق هذه البلدية اجتماع صباح أمس بحضور مدير الصحة لتلقي الطلبات وتحديد النقائص الموجودة خاصة بقاعات العلاج لاسيما في حال تسجيل حالات مع العلم أن بلدية وادي تليلات، سبق وأن سجلت حالة مشبوهة تبث في الأخير عدم إصابتها بكورونا. وبمنطقة سيدي البشير صرح لنا مندوبها البلدي بأن عمليات التطهير ستنطلق وستعمم على كافة المرافق والإدارات ومواقف الحافلات والمساحات العمومية، مؤكدا بأنها تستعمل لحد مادة الجافيل، أما بخصوص وفرة وسائل الوقاية الطبية فهي موجودة بالمؤسسة الصحية الجوارية غير أنها غير كافية بقاعات العلاج وهو نفس الأمر ببعض المناطق النائية لبلدية "الكرمة" منها "الحامول" لاسيما وأن الصيدليات التابعة لمختلف مؤسسات الصحة الجوارية لم تعد قادرة على تلبية الطلبات من الكمامات والقفازات حتى بالمستوى العادي المتعود تسجيله إذ تقلص مستوى تلبية هذه الطلبات إلى النصف، ببعض المؤسسات الصحية نظرا لزيادة الطلب ونفاد المخزون ومنها المؤسسة الصحية الجوارية للسانيا، من ثمة فإنه حتى مع حالة التأهب التي من المفروض لها أن تكون غير أن العديد من قاعات العلاج خاصة بالمناطق النائية تشتكي النقص، وفي هذا الصدد صرح لنا عون صحة مشرف على الصيدلية بأحد المؤسسات الصحية الجوارية، بأن العمال من أطباء وممرضين أصبحوا يضاعفون من طلباتهم كونهم يحتاجون للكمامات والقفازات حتى لأفراد عائلاتهم وهم يفضلون الحصول عليها ضمن طلباتهم المعتادة. أطباء بكمامة واحدة ليوم كامل ! غير أنه لم ينكر العجز في توفير الكميات اللازمة في حال التزام هؤلاء بوسائل الوقاية كما يجب أي تغيير الكمامة كل ثلاث ساعات، حيث يبقى الأطباء أحيانا طوال اليوم بنفس الكمامة رغم كونهم أول المعرضين للخطر فمختلف الحالات المرضية قد تكون حالات مشبوهة يواجهها الطبيب من خلال عملية الفحص وبالتالي فإن الوفرة الحالية من وسائل الوقاية تبقى نسبية ويمكن التعامل معها ما دامت وهران لم تسجل أي حالة غير أنه وفي حال ارتفاع مستوى الخطر بتسجيل عدد من الإصابات سيكون من المجازفة العمل بنفس الظروف الحالية