أكد السيد عقاب نصر الدين رئيس الاتحاد العام للمقاولين الجزائريين، أن الضغط وصل إلى أقصى مداه فيما يتعلق بتوفير مواد البناء، خاصة ما تعلق منها بالإسمنت ثم الحديد، حيث اصبح التزود بمادة الاسمنت من مصنع زهانة يشكل عائقا كبيرا لاحترام آجال انجاز العديد من المشاريع السكنية والعمومية الأخرى المسجلة خاصة على مستوى ولايات الغرب، وذلك بسبب إصابة إحدى آلات انتاج الإسمنت بمصنع زهانة بعطب أدى بصفة حتمية الى تقليص حجم الإنتاج... هذا الامر اثر على عملية تموين المقاولين بالحصص المطلوبة من الاسمنت في آجالها المحددة، حيث وضعت إدارة المعمل رزنامة جديدة لتموين المقاولين بالإسمنت تصل الى حدود 20 أو 25 يوما للتزود، وهو أمر يعتبره جل المقاولين بالسلبي والمؤثر على عمية سير وتيرة الإنجاز في ما يتعلق بكافة البرامج السكنية او المنشآت العمومية الأخرى، كما هو بالهياكل الدراسية والجامعية على وجه الخصوص. وفي هذا الاطار، يؤكد رئيس فرع وهران بالاتحاد العام للمقاولين الجزائريين، أن مقاولي ولاية وهران الذين يقومون بإنجاز العديد من المشاريع والمنشآت القاعدية بالولاية، لم يتسلموا أي كيس من الاسمنت منذ بداية شهر فبراير، كما لم يتم برمجة اية عملية تموين خلال هذه المدة كلها لأي مقاول، وهو ما يشكل عائقا كبيرا أمام وتيرة انجاز مشاريع السكن والاشغال العمومية المختلفة بالولاية. هذا الأمر الواقع جعل العديد من المقاولين يلجأون الى التزود من السوق الموازية ولكن مقابل اسعار خيالية للكيس الواحد من الإسمنت الذي يبلغ سعره 350 دينار، في الوقت الذي لا يتعدى سعره العمومي 220 دينار فقط.. الأمر الذي حتم على بعض المقاولين الآخرين انتظار استلام حصصهم بعد اعادة برمجتهم او في انتظار تشغيل المعمل بطاقته الكلية بعد اصلاح العطب الذي اصاب أحد أجهزة الانتاج. أما على مستوى مصنع الإسمنت بزهانة فقد حاول مدير الإدارة العامة السيد تيري سانسونيتي تبرير الوضعية، بتفهمه لاحتجاجات المقاولين جراء قرار الإدارة بتوقيف برمجة تزويد المقاولين بالاسمنت الى غاية تزويد كافة المقاولين المبرمجين مع بداية شهر مارس الذي سيتم فيه تصليح الاعطاب والدخول في عملية الانتاج الكلي للمصنع ليحل المشكل بصفة نهائية، وهو الأمر الذي جعل المقاولين في حيرة من أمرهم امام هذا الوضع غير المتوقع والذي يكلفهم خسارة كبيرة سواء بالتوقف عن العمل او التزود بالاسمنت من السوق الموازية ولكن بأسعار عالية اي بزيادة ب130 دينار عن كل كيس. يذكر أن العطب التقني الذي اصاب مصنع انتاج الاسمنت بزهانة، قلص حجم الانتاج بالنصف حيث اصبح الانتاج يقدر ب1500 طن يوميا مقابل 3000 طن يوميا، الأمر الذي جعل مدير الإدارة العامة يقدم اعتذاراته لكافة المقاولين عن هذا العطب التقني، الذي سيتم تجاوزه في بداية شهر مارس مع محاولة تقليص الفارق من خلال برمجة العمل بشكل مستمر حتى في أيام العطل ونهايات الاسبوع استثناء.