عاودت أسعار الإسمنت بولاية الشلف الارتفاع مجددا بعد فترة استقرار لم تدم أكثر ثلاثة شهرين نتيجة للمضاربة الحاصلة في سوق الاسمنت، والتي زاد من حدتها توقف جزئي لأحد أفران مصنع الاسمنت بالمنطقة الصناعية بوادي سلي للقيام بأشغال الصيانة الدورية في هذه الفترة من كل سنة، حيث قفزت الأسعار من 230 دج للكيس الواحد إلى أكثر 400 دج للكيس الواحد• أدى الارتفاع المفاجئ لمادة الاسمنت إلى توقف العديد من المشاريع السكنية بالولاية أوإرجائها إلى حين، بعدما عاش المواطنون فترة لم تدم أكثر من ثلاثة أشهر عرفت فيها مواد البناء إجمالا انخفاضا كبيرا في الأسعار أدى بهم إلى التهافت على اقتناء هذه المواد استغلالا للفرصة، والتي لا تتكرر كثيرا، حيث عمد بعض المقاولين خاصة إلى اقتناء وتخزين مادة الاسمنت وبعض المواد الأخرى خوفا من ارتفاعها مجددا، وللتقليل من تكلفة إنجاز مشاريعها خصوصا وإنها محددة مسبقة بالصفقة، وهو ما أدى من جهة أخرى إلى انتعاش تجارة مواد البناء بعدما عرفت ركودا خلال فترة سابقة نتيجة لارتفاع اسعارها وعزوف الكثير من الخواص والمقاولين على إتمام المشاريع السكنية. وتزامنا هذا الارتفاع لمادة الاسمنت مع انطلاق مشاريع تعويض البناءات الجاهزة، والتي تعتزم السلطات المحلية تعويضها بالبناء الصلب بعد إزالتها نهائيا من النسيج العمراني للولاية، كما ترافقت هذه الزيادة مع انطلاق البرامج السكنية التي استفادت منها الولاية وخاصة السكنات الريفية والتي تقل وترتفع تكلفتها تبعا لمؤشر مواد البناء بالولاية، حيث يصبح مبلغ الإعانة المحدد ب 700 ألف دج للسكن الواحد غير كاف في ظل الارتفاع المسجل في مادة الاسمنت والمتوقع في باقي مواد البناء الأخرى.. ونفس الأمر ينطبق معل المبلغ المخصص لتعويض أصحاب البناءات الجاهزة بالولاية والذين استفادوا من نفس قيمة الإعانة المالية• وحسب إدارة مصنع الاسمنت بوادي سلي، فإن ارتفاع أسعار الاسمنت المحدد ب 225 دج لدى إدارة المصنع خارج عن صلاحية مصالحها التي تبقى ملتزمة بضمان تموين مشاريع الصفقات العمومية المسجلة، فضلا عن تجار الجملة الذي تربطهم بإدارة المصنع عقود استفادة من حصص شهرية بعد تطبيق دفتر شروط جديد منذ قرابة السنة، والذي يحدد حصة كل زبون متعاقد مع المصنع والتي ينال حصته دون تأخير أو إلغاء مهما كانت الظروف• فيما تبقى أسعار باقي مواد البناء في مستويات مقبولة، حيث لا يزال سعر الحديد في مادون ال 05 آلاف دج للقنطار الواحد بعدما تجاوز في وقت سابقا ال 10 آلاف دينار جزائر. ونفس الأمر ينطبق على الاسمنت الأبيض المستعمل في الأرضيات والذي نزل من 800 دج إلى 530 دج كما هو الشأن بالنسبة للقرميد الذي انخفض ب 10دج للوحدة.. التي صارت ب 60دج بدلا من75 دج سابقا•