تعمل مختلف الجمعيات التابعة للجنة الوطنية لمرضى الهيموفيليا حاليا على تسطير برنامج تحسيسي بأهمية أداء الواجب الانتخابي لمرضى هذا الداء بالوطن، والذي يفوق عددهم الثلاثة آلاف مصاب. العملية سطرت لها الخطوط العريضة في انتظار انطلاقها أواخر الشهر الجاري. أشار السيد إيدير اقدرزان رئيس جمعية الهيموفيليا لولاية الجزائر التابعة إلى اللجنة الوطنية لمرضى الهيموفيليا إلى العمل التحسيسي المنسق بين مختلف الجمعيات المعنية فيما يتعلق بأداء واجب الانتخاب. وقال محدث"المساء" في دردشة حول موضوع المرضى وواجب الانتخاب إن العمل التحسيسي يقوم على إقناع مرضى الهيموفيليا بأداء واجبهم الوطني من منطلق أنهم مواطنون عاديون، وما الإحساس بالمرض إلا في ذات المريض نفسه، لأن المريض لا يكتب على جبينه بأنه مريض، وعليه يقصى من الحياة الاجتماعية أو السياسية، ومثلما - يقول - نسعى في مطالبنا إلى تحصيل بعض من حقوقنا فلا بد إذاً أن نلتفت إلى واجباتنا. وتحصي جمعية مرضى الهيموفيليا لولاية الجزائر أكثر من 250 مريضا منخرطا، 70 ? منهم في سن الانتخاب، داعا إياهم إلى النظر بالقليل من التمحيص إلى وضعيتهم العلاجية كيف كانت في بداية التسعينيات وكيف أصبحت حاليا، في إشارة منه إلى تحسن الخدمات الصحية رغم بعض النقائص التي ما تزال تسجل هنا وهناك. كما يؤكد المتحدث على انطلاق جمعيته أواخر الشهر الجاري في حملة تحسيسية حول الواجب الانتخابي، يشرح خلالها للمصابين بأنهم مواطنون عاديون، وبإمكانهم المشاركة في تحسين أوضاعهم، وذلك بتعزيز قابلية الانتخاب لدى هؤلاء المصابين وإقناعهم بضرورة الانتقال بأنفسهم لاختيار رئيسهم، لأنه بإمكانهم ذلك. "أقول لكل مريض بالهيموفيليا إن كنت مواطنا جزائريا حرا عليك أداء واجبك الانتخابي لأنك حي ترزق، عليك إذاً ألا تعتزل الحياة السياسية"، يقول السيد ايدير اقدرزان مضيفا "إننا كمرضى لسنا عالة على هذا المجتمع ولم نخلق عبثا، وإنما كمواطنين أحرار لا ينقصنا إلا نعمة الصحة التي نسعى إلى تحسينها بتحسين أوضاعنا. وقد راسلنا الرئيس بوتفليقة شخصيا لنلفت انتباهه لأوضاعنا كمرضى الهيموفيليا وما الذي نعانيه في محاولة منا لجعله يشارك المواطنين بعض آلامهم، وأؤكد أننا تلقينا إجابات سريعة يترجمها توفر العامل 8 والعامل 9 الذي يحتاجه كل مريض هيموفيليا، ونسعى لتحسين متواصل لوضعنا بمجتمعنا، لذلك نرى أنه من واجبنا أيضا أن نلبي نداء الوطن كلما كان ذلك واجبا". جدير بالذكر أےن الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى وجود ما يزيد عن 3 آلاف مصاب بداء الهيموفيليا في الجزائر اغلبهم في شمال الوطن مع الإشارة إلى عدم توافق طرق العلاج بين مناطق الوطن المختلفة. فيما تبقى المساعي لتحسين طرق التكفل بهذا المرض من المطالب الأساسية لمرضى الهيموفيليا بالوطن.