نددت الجمعية الجزائرية لمرضى الهيموفيليا بغياب إستراتيجية وطنية واضحة للتكفل بالمرض والتقليل من خطورته، وطالب رئيسها إقدرزان إيدير من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أخذ مشروعها لإنجاز مركز علاج وتكفل طبي للمرضى المصابين بالهيموفيليا الذي عرضته عليها السنة الماضية محمل الجد، ويستهدف المشروع أن يكون المركز مستقلا إداريا وماليا حسب ما أكده، على أن يكون نموذجيا في التكفل الطبي والشامل بالمرضى، وأن توفر نقاط استقبال ومراكز أخرى في مختلف ولايات الوطن حتى يتسنى للمريض العلاج في أقرب نقطة ممكنة. وتطرق إقدرزان أمس خلال ندوة صحفية نظمتها الجمعية بالمركز الثقافي ذبيح شريف بالمدنية، إلى إشكالية انتقال الأمراض المتنقلة عن طريق الدم إلى المرضى وعدم تعويضهم من طرف الوزارة، خاصة فيروس فقدان المناعة المكتسبة والتهاب الكبد الفيروسي، ممن أصيبوا سنة ,1983 بعد ما توجه حوالي مائة مريض مصاب بالهيموفيليا بالجزائر إلى فرنسا على حساب الدولة لتلقي العلاج هناك، ولدى عودتهم سنة 1984 وعبر اتفاقية ثنائية جزائرية فرنسية أسفرت نتائج الكشف عن حالات السيدا وسط مرضى الهيموفيليا عن إصابة 20 بالمائة منهم، وأن أحد الحالات لم يسبق له مغادرة أرض الوطن. وأشار رئيس الجمعية أن ثلثي هذه النسبة قد توفيت دون تلقي التعويض، لأن الملف بقي مصنفا ضمن الطابوهات. ويطالب هؤلاء المرضى اليوم وعائلاتهم من الوزارة الوصية تعويضهم، مع انتشار الإصابات المخيفة حاليا بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع ''س'' وسط مرضى الهيموفيليا، فمنذ 1990 بلغت نسبة الإصابة بهذا الوباء وسط هذه الفئة 60 بالمائة، وبأخذ مطالبهم في إنشاء مركز خاص للتكفل بالمرض الذي لازال مجهولا بالجزائر في أقرب الفرص.