* email * facebook * twitter * linkedin شكل تجديد الإدارة الأمريكية دعوتها لطرفي الأزمة الليبية، نهاية الأسبوع، بوقف فوري للقتال والدخول في مفاوضات سياسية تحت رعاية أممية بمثابة رفض "دبلوماسي لبق" للدعوة التي وجهها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي لحوار مباشر بين نقيضي معادلة الحرب في هذا البلد الممزق. وقال ديفيد شينكر مساعد كاتب الخارجية الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط، أول أمس، أن مسار التسوية تحت إشراف الأممالمتحدة ومبادرة برلين يبقيان الاطار الأكثر إيجابية للتفاوض وتسجيل تقدم على طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو ما شكل إدارة ظهر بلاده للتحرك المصري رغم انه وجه شكره للرئيس المصري على دعوته لوقف اطلاق النار في ليبيا. وعكس تباين الموقفين المصري والأمريكي، حقيقة التجاذبات التي يعرفها الملف الليبي في الفترة الأخيرة وخاصة منذ استعادة حكومة الوفاق الوطني بقيادة الوزير الأول، فايز السراج روح المبادرة العسكرية بتمكن وحداتها القتالية من دحر قوات غريمها، اللواء المتقاعد، خليفة حفتر من مواقعها في غرب العاصمة طرابلس وزحفها باتجاه مدينة سيرت في غرب البلاد. وجاء الرفض الأمريكي لكل مبادرة للخروج من تحت مظلة الأممالمتحدة لتسوية الأزمة الليبية في نفس اليوم الذي أكدت فيه السلطات التركية أنها تبقى متمسكة بمسار الأممالمتحدة في تبني صريح للموقف الأمريكي ورفض واضح للتحرك المصري. وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو في تصريح صحفي أن المبادرة المصرية ولدت ميتة بسبب عدم واقعيتها وعدم صدقيتها" مؤكدا تفضيل بلاده فرض وقف لإطلاق النار على المتحاربين، عبر الأممالمتحدة. وأكدت اللهجة الحادة التي استعملها رئيس الدبلوماسية التركي تجاه مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حقيقة الصراع المصري التركي في ليبيا بوقوف الطرف الأول إلى جانب خليفة حفتر ووقوف الطرف الثاني إلى جانب حكومة الوفاق. وتعتقد السلطات التركية أن الخرجة المصرية فرضتها المكاسب الميدانية التي حققتها قوات حكومة الوفاق الوطني عبر عملية "بركان الغضب" والتي دحرت بواسطتها عملية "معركة الكرامة" التي شنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الرابع أفريل من العام الماضي ضمن أكبر مغامرة عسكرية لبسط سيطرة قواته على العاصمة طرابلس ولكنه فشل في تحقيق هدفه وراح يفقد مواقعه الاستراتيجية الواحد تلو الآخر وحتمت عليه التوجه إلى القاهرة الأسبوع الماضي لإقناع الرئيس المصري بالإعلان عن مبادرة لوقف اطلاق النار وهو الذي رفض قبل أسابيع القبول بها. ودعا جاويش أوغلو ضمن هذه المقاربة، الولاياتالمتحدة إلى لعب دور اكثر فعالية في ليبيا لمنع تسلط المرتزقة الروس الذين يستخدمهم خليفة حفتر للقتال في صفوف وحداته. وبالعودة إلى تزامن الموقفين التركي والأمريكي والذي جاء مباشرة بعد الاتصال الذي تم بين الرئيسين، دونالد ترامب ورجب طيب اردوغان مساء الثلاثاء الماضي، ليؤكد ميلاد محور واشنطنأنقرة لحسم الموقف في ليبيا. ولم تبد السلطات المصرية إلى حد الآن أي رد إزاء الموقف الأمريكي في وقت كشفت فيه تقارير أممية عن اكتشاف مقابر جماعية في المواقع التي كانت تحت سيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وجعلتها تؤكد أنها أصيبت بالذهول جراء هذه الأخبار.