* email * facebook * twitter * linkedin حذرت السلطات التركية، أمس، من كل مسعى أوروبي لإنهاء عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي أو انزلاق عقوبات في حقها وأكدت أن ذلك يعني نهاية أحد اكبر التحالفات العسكرية في العالم. وقال إسماعيل حقي موسى، السفير التركي في فرنسا عندما سئل عن مصير تواجد بلاده في عضوية الحلف متسائلا: الناتو بدون تركيا؟ إنها ستكون نهايته... وأضاف بتهكم خلال جلسة استماع أمام لجنة الدفاع في غرفة مجلس الشيوخ الفرنسي، تصوروا الحلف الأطلسي بدون عضوية تركيا، فذلك يعني انه لن يكون هناك حلف اسمه "الناتو" ولن يكون بمقدوركم معالجة قضاياكم مع ايران والعراق وسوريا وفي جنوب البحر المتوسط والقوقاز وليبيا ومصر. وأضاف السفير التركي أن بلاده ليست دولة يستهان بدورها داخل هذا الحلف سواء من حيث وزنها الديمغرافي أو ثقلها العسكري وعاد الى فترة الحرب الباردة وقال أن بلاده شكلت حصنا منيعا ضد المد السوفييتي في جنوب شرق القارة العجوز في عز الحرب الباردة وإنها بذلت جهود كبيرة لأجل ذلك وفي كثير من الأحيان على حساب رفاه الشعب التركي وجاء تنظيم جلسة الاستماع أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي في سياق تواصل تداعيات الأزمة الدبلوماسية الحادة التي اندلعت بين باريسوأنقرة بسبب الدور التركي المتنامي في ليبيا والذي أصبحت تنظر إليه باريس بعين الريبة وهي تقف على تراجع دورها المستقبلي في هذا البلد الاستراتيجي على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط. وصعدت التصريحات "النارية" التي وجهها الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون أول أمس تجاه تركيا من حدة هذه الخلافات بعد أن حملها "مسؤولية تاريخية وإجرامية " في الأزمة الليبية بسبب ادعائها في كل مرة إنها عضو فاعل في حلف "الناتو". ولم يكن للسلطات التركية أن تلتزم الصمت تجاه هذه الاتهامات حيث أدان وزير الخارجية التركي، مولود تشاويس أوغلو «المقاربة الفرنسية المدمرة" في ليبيا متهما الرئيس، ماكرون بمحاولة تعزيز التواجد العسكري الروسي في هذا البلد. وبسبب هذه الخلافات قررت فرنسا أمس الانسحاب مؤقتا من عملية" حماة البحر" العسكرية البحرية التي يقوم بتنفيذها الحلف الأطلسي في عرض مياه البحر المتوسط إلى غاية الرد على طلبها بخصوص خلافاتها مع تركيا والتي تسبب فيها التدخل العسكري التركي في ليبيا بعد أن رفضت أنقرة تفتيش سفنها في منطقة شرق المتوسط. وتأتي هذه التطورات في انتظار اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يوم 13 جويلية الجاري الذي دعت الخارجية الفرنسية من فرنسا لبحث موقف مشترك تجاه تركيا بسبب الأزمة الليبية.