* email * facebook * twitter * linkedin نظمت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية غليزان بمناسبة إحياء الذكرى 58 لعيدي الاستقلال والشباب، أنشطة ثرية للاحتفال بالمناسبة ضمن قافلة، بالتنسيق مع كل من المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء والمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك والمنظمة الوطنية لمتقاعدي الجيش، والكشافة الإسلامية الجزائرية فوج الفلا، واللجنة العلمية لكتابة التاريخ والذاكرة وجمعيات ناشطة وقفت عند محطات تاريخية هامة، وعلى رأسها المخططات الاستعمارية الدنيئة التي كانت تهدف إلى القضاء على الثورة، حسبما أكد الأستاذ والناشط الجمعوي محمد غرتيل. أوضح الأستاذ غرتيل في تصريح ل "المساء"، أن مديرة المجاهدين وذوي الحقوق لغليزان أعطت إشارة انطلاق القافلة من أمام مقر المديرية على الساعة السابعة والنصف صباحا، التي كانت وجهتها الأولى نحو مقبرة الشهداء بسيدي خطاب، حيث افتتح الشيخ ناصر العيد الزيارة بكلمات تمجد الشهداء وتضحياتهم في سبيل الوطن، لتُقرأ الفاتحة جماعة على أرواحهم الطاهرة. وأشار الأستاذ إلى أن المؤرخ شوال الحبيب ألقى مداخلة، قدم فيها نبذة تاريخية مفصلة عن مركز التعذيب النقطة الصفر، وعن الشهيد الرمز المدفون في المقبرة سي خير الدين. وأضاف: "ثم قدمت بدوري كأستاذ وباحث في التاريخ، مداخلة تاريخية حول المناسبة، تطرقت فيها لكل المخططات الاستعمارية الدنيئة التي كانت تهدف إلى القضاء على الثورة التحريرية المباركة". كما كان اليوم فرصة للمشاركة في حملة تشجير تخليدا لأرواح الشهداء، حيث أشرف أعوان محافظة الغابات للمطمر رفقة المشاركين، على غرس 20 شجرة بالمناسبة، لتكون رسالة قوية من جيل الاستقلال للشهداء على الوفاء بأمانتهم، يقول محمد غرتيل. كما جابت القافلة أجنحة مركز التعذيب والمحتشد عبر مختلف عنابره ومرافقه، ليندهش ويتأثر الجميع لهول ما رأوا من بشاعة الصور رغم أنها مجرد دمى توثق لمشاهد مرعبة، تجرع فيها المجاهدون والشهداء مرارة الإهانة وقساوة العذاب. وعنه قال الأستاذ غرتيل: "يقع هذا المركز ببلدية سيدي خطاب ولاية غليزان المنطقة الرابعة للولاية الخامسة، أنشئ سنة 1958. تبلغ مساحته هكتارين، وتبلغ سعة استيعابه من 150 إلى 200 شخص. ويحتوي على عدة غرف خصصت للاستنطاق والتعذيب، بالإضافة إلى 3 آبار خصصت لردم المجاهدين، يتراوح عمق كل واحد منها ما بين 60 و70 مترا، فيما تضم البئر الأولى 350 شهيدا، والبئر الثانية 250 شهيدا، والبئر الثالث 150 شهيدا، والتي تعد شاهدة على بشاعة الجريمة الفرنسية في الجزائر"، موضحا أن أصل هذا المركز مزرعة فلاحيه يملكها السيد لطرش العربي، اغتصبها منه الاستعمار الفرنسي، وحولها إلى مركز هام. يضيف محدثتا: "من تخصصات هذا المركز أنه كان يقوم بدور التعذيب بكل الأنواع والأساليب، وكان يستقبل المحكوم عليهم بالسجن والتعذيب من مختلف مناطق الولاية الخامسة، ومنها سعيدة وسيدي بلعباس ومعسكر وتيارت ووهران. أما بالنسبة لوضعيته الحالية فلايزال إلى يومنا هذا محافظا على شكله، وهو عبارة عن معلم تاريخي دون باقي مراكز التعذيب الأخرى على مستوى ولاية غليزان".