اتخذت جماعة من المنحلين خلقيا من محل مهجور بالعاصمة وكرا لممارسة الفسق والدعارة، إضافة إلى تحريض القصّر على الانضمام إليها، مع حيازتها كمية من الأسلحة البيضاء تدل على أنها متعودة على الإجرام· بناء على هذه الحقائق تم تقديم جميع المتهمين أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد، الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت، مع إطلاق سراح التوأم بحكم أنهما قاصرتان، إلى حين محاكمتهما خلال الأيام القادمة· وتعود وقائع الأحداث إلى ليلة 11 أوت من السنة الجارية، بعد أن اشتكى بعض المواطنين من جماعة شباب قامت باستغلال المحل المهجور للمبيت وقضاء ليالي الفسق والدعارة· وبناء عليه، داهمت الفرقة الليلية للشرطة القضائية لأمن دائرة سيدي امحمد المحل المهجور الكائن بالعاصمة للتأكد من كونه وكرا لممارسة الدعارة، وأدت العملية إلى ضبط جماعة تضم رجالا ونساء من بينهم قصر كانوا يمارسون الرذيلة· ويتعلق الأمر بالمدعوة (ر·م) المعروفة لدى مصالح الأمن، والتي كانت مجردة من ثيابها بصدد ممارسة الجنس مع المدعو (أ·ت) المسبوق قضائيا وهما لا يتجاوزان 20 سنة، وقد كانا برفقة عشرة شباب آخرين فتيانا وفتيات في العشرينات من العمر· وفي التحقيق، أنكر (أ·ت) أنه متعود على قصد المكان بهدف ممارسة الدعارة، وأكد أنه في تلك الليلة التقى بأبناء حيه الذين عرضوا عليه مرافقتهم إلى المحل المهجور لقضاء ليلة السهر والسمر لا غير· ومن جهتها، أنكرت (ر·م) التهم المنسوبة إليها، مع اعترافها بتواجدها داخل ذلك المحل، مبررة ذلك بأنه وفي ليلة اقتحام الدورية الأمنية للمكان كانت تتسول رفقة شقيقتها المدعوة (ر·ج) بالقرب من المسجد الكائن بشارع "علي بومنجل" فالتقت صدفة بفتاة تدعى (م·أ) التي عرضت عليها المبيت عندها فلم تتردد في الموافقة، وعند الوصول إلى المحل المهجور وجدت به شبانا يتعاطون الخمور والمخدرات، فأوجست خيفة، غير أن (م·أ) طمأنتها بأنه لن يصيبها أي مكروه لا هي ولا شقيقتها، ونامت تلك الليلة مع أختها في سرير واحد· وأوضحت (ر·م) في تصريحاتها أن والديها مطلقين، وهما تعيشان مع والدهما وزوجته التي كثيرًا ما كانت تمارس عليهما العنف الجسدي وتطردهما من المنزل، ما جعلهما تحترفان التسول كمصدر للرزق، وهي التصريحات التي أكدتها الأخت (ر·ح)، أما (م·أ) فقد أوضحت أنها التقت الأختين تتسولان أمام مسجد "علي بومنجل" فأشفقت عليهما، ثم عرضت عليهما المبيت عندها في المحل المهجور الذي تعودت المبيت فيه· من جهة أخرى، صرحت القاصر (ع·ش) ذات 17 سنة والتي ضبطت رفقة الشباب بذلك المحل وكر الدعارة، قائلة إنها هربت من المنزل العائلي لتجد نفسها تتسول لسدّ رمقها، وليلة الحادثة كانت تمشي في الشارع غير دارية أين تتجه وقد تأخّر الوقت، فالتقت بفتاة لا تعرفها فعرضت عليها مرافقتها إلى مكان تبيت فيه، وتفاجأت وهي تصل المحل المشبوه بوجود شبان يتعاطون الكحول والمخدرات، فخافت ولكن مرافقتها طمأنتها بأنه لن يصيبها أذى· وفي مقام آخر، صرح التوأم (ب·م) و(ب·ف) فتاتان قاصرتان تبلغان 17 ربيعا، أنهما هربتا من المنزل العائلي عدة مرات، وتعوّدتا على الشارع، فهو أرحم -حسبهما- من الفقر والحرمان والبيت القصديري أين كانتا تعيشان رفقة أسرتهما الفقيرة· وأجمع الشبان الذين ضبطوا في المحل وكر الرذيلة وهم كل من (م·ع) و(ب·ح) و(أ·م) و(ع·ع) و(ب·خ) على أنهم أبناء حي واحد، وقد اتفقوا على جعل المحل المهجور متنفسا لهم يقضون فيه سهراتهم للسمر ليس إلا، وأنكروا تهمة ممارسة الفسق والدعارة مع تلك الفتيات رغم ضبطهم بالجرم المشهود، إضافة إلى كونهم مسبوقون قضائيًا، كما أنكروا تهمة تعاطي المخدرات، واكتفوا بالاعتراف بتناول الخمر· أما بالنسبة للأسلحة البيضاء المضبوطة داخل المحل والمتمثلة في خناجر من الحجم الكبير وقارورات مسيلة للدموع، فقد أنكروا علاقتهم بها، وصرّحوا أن المحل ملك للمدعو (ع·ع) وقد ضبطت مفاتيحه معه·