المكان هو مدينة بوشقوف المحافظة جدا.. والمجاهدة جدا.. والزمان هو شهر ماي الحالي الذي يذكّر القالميين بمجازر الثامن من ماي 1945.. والأحداث هي مأساة أخلاقية تحبس الأنفاس وتؤكد أننا للأسف نسير "أخلاقيا" إلى الخلف مع وجود نماذج من المواطنين والمواطنات يدوسون كل القيم بطريقة تدمي الوجدان. القصة انتهت إلى تورط عائلة بأكملها وبأفرادها من كل الأعمار في قضية وشاية وإنشاء محل للفسق والدعارة وتحريض قاصرة على فساد الأخلاق. وانتهت أيضا بإصدار وكيل الجمهورية لدى محكمة بوشقوف أمرا بإيداع المتهمة "ر. حياة" وشقيقتها الأرملة "ر. حكيمة" والمتهمة "ب. هدى" رهن الحبس المؤقت بمؤسسة إعادة التربية بقالمة، وحكما مماثلا للمتهم "ر. طارق" و"ش. كمال" بمؤسسة الوقاية ببوشقوف، في حين استفادت المتهمة القاصر "ب. إلهام" والمتهمان "ر. عادل" و"ه. زهير" من الاستدعاء المباشر للمثول أمام محكمة الجنح ببوشقوف. تفاصيل هذه الفضيحة الأخلاقية تم تفجيرها، حسب مصادرنا الأمنية، من طرف مجموعة من سكان حي "سيدي امحمد" ببلدية بوشقوف مقر عاصمة الدائرة الواقعة على مسافة 35 كلم نحو شمال شرق مقرعاصمة ولاية قالمة عندما تجمعوا أمام مقر مسكني المتهمين الشقيقين "ر. طارق" و"ر. نصير" مطالبين من السلطات المسؤولة ضرورة التدخل لوضع حد لظاهرة الفسق والدعارة التي تمارس داخل مسكني المتهمين وبتواطؤ منهما، وبعد تدخل مصالح أمن دائرة بوشقوف لتهدئة الأوضاع والحفاظ على الأمن العام بالحي الذي سادته تلك الأثناء حالة من الاستياء والتذمر، وبعد إخطار وكيل الجمهورية لدى محكمة بوشقوف تم تفتيش المسكنين المشبوهين واقتياد المسمى "ر. طارق" الذي أنكر أنه يجلب الرجال إلى مسكنه بغرض ممارسة الدعارة، إلا أنه وفي اليوم الموالي عاود التوجه طواعية إلى مصالح أمن الدائرة دون ضغط أو إكراه مدعيا تأنيب الضمير وأنه يريد الاعتراف بالحقيقة ملتمسا من العدالة العفو عنه، حيث صرح أمام رجال الشرطة القضائية بأمن دائرة بوشقوف أنه يجلب فعلا الرجال إلى مسكنه لممارسة الدعارة مع شقيقة زوجته الأرملة المسماة "ر. حكيمة" وهذا منذ وفاة زوجها خلال شهر مارس الماضي، حيث اتفقت معه على تنظيم العمل بجلب الرجال إلى مسكنها للمبيت معها مقابل تسليمه مبالغ مالية عن كل عملية. مضيفا في تصريحاته أن شقيقة زوجته كانت تذهب كل يومين إلى مدينة عنابة وتستقدم معها زبونا جديدا إلى مسكنه لينصرف في الصباح بعد أن يسدد لها مبلغا ماليا مقابل قضاء الليلة، مؤكدا أنه وبصفته صاحب المسكن كان يتلقى مبالغ منها مقابل كل زبون، بينما كان يجهل هوية الزبائن الذين يترددون على مسكنه للمبيت مع شقيقة زوجته والذين هم من مدينة عنابة، مؤكدا في تصريحاته أن زوجته "ر. حياة" على دراية بالأمر. المتهم "ر. طارق" وفي سياق اعترافات أكد أن زوجة شقيقه "ر. مسعود" المسماة "ر. أحلام" كانت أيضا تحضر إلى مسكنه لممارسة الدعارة مع شقيقتها الأرملة "حكيمة" وهذا بعلم زوجها، مضيفا أنه كان يقبل على نفسه ممارسة هذه المهنة بمسكنه تحت ضغط وإكراه الأرملة شقيقة زوجته والتي كانت تجبره على التعامل معها وقبول عرضها وإلا فإنها تقوم بتهريب زوجته "حياة" من المسكن. ولم تتوقف اعترافات المتهم "ر. طارق" عند هذا الحد بل واصل في سرد الحقائق مؤكدا أن شقيقته القاصرة "ب. إلهام" أيضا يستعملها شقيقه "ر. نصير" ويمتهن بها الفسق والدعارة بمنزله، وأنه تدخل شخصيا عدة مرات وأخذها إلى بيت والدته بالشط بولاية الطارف، لكن شقيقه "نصير" جلبها مرة ثانية وتركها وسط الفسق والدعارة، وهذا كله بعلم زوجته المسماة "ب. هدى" وأضاف المتهم أنه لا يعلم إن كانت زوجة أخيه تقضي الليالي مع الزبائن الذين يستقدمهم زوجها إلى مسكنه أم لا، مؤكدا أن شقيقه "ر. عادل" لا يعلم شيئا عن ما كان يحدث، كما أن المسمى "ش. كمال" وبصفته صاحب سيارة فقد كانت تستعمله الأرملة شقيقة زوجته في تنقلاتها ويعتبر من بين زبائنها الذين يتوافدون على منزله. أما المسمى "ه. زهير" فهو من أقاربه ولا علم له بما يقوم به، خاصة وأنه لأول مرة يزورهم بمدينة بوشقوف. اعترافات صاحب المسكن المتهم "ر. طارق" كانت كافية لتوقيف جميع من وردت أسماؤهم في تصريحات المتهم البالغ عددهم جميعا ثمانية متهمين من عائلة واحدة نصفهم من النساء، وخلال التحقيق معهم أنكر جميعهم ما نسب إليهم من أفعال، حيث حاول كل واحد وكل واحدة التهرب من التهمة الموجهة إليه، حيث صرحت الأرمة المتهمة الرئيسية في هذه القضية أنها حضرت إلى بيت صهرها بمدينة بوشقوف لتطعيم ابنها الرضيع، مضيفة أنها تعيل أبناءها الثلاثة من ما تجود به عليها صدقات المحسنين من أفراد العائلة، ونفت أن تكون لها أية علاقة بالدعارة. أما المسماة "ر. حياة" زوجة المتهم "ر. طارق" فقد صرحت ألنها لا تعلم سبب تجمع المواطنين أمام مسكنها وحاولت خلق تبريرات للرجال الذين كانوا يترددون على مسكنها، وقالت إن كل ما كان يحدث هو مجرد زيارات عائلية وأنها كانت لا تعلم ما يجري في منزلها من جلب للزبان من طرف شقيقتها الأرمة. أما الشهود من الجيران وسكان الحي فقد كانت تصريحاتهم متطابقة مع تصريحات واعترافات المتهم "ر. طارق" وأن المتهمين كانوا يستغلون منزلين بحي سيدي امحمد الشعبي لممارسة الفسق والدعارة، وأنهم متعودون على إحضار الأشخاص الغرباء لقضاء الليل كاملا برفقة النساء. المتهمون الثمانية وأثناء تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بوشقوف الابتدائية بتهمة الوشاية وإنشاء محل للفسق والدعارة وتحريض قاصرة على فساد الأخلاق، حيث أصدر أمرا بإيداع الشقيقتين "ر. حياة" و"ر. حكيمة" رفقة المتهمة "ب. هدى" الحبس المؤقت بمؤسسة إعادة التربية بقالمة، كما أمر بإيداع المتهمين "ر. طارق" و"ش. كمال" مؤسسة الوقاية ببوشقوف بينما استفادت المتهمة القاصرة "ب. إلهام" رفقة المتهمين "ه. زهير" و"ر. عادل" من الإفراج المؤقت بعد حصولهم على استدعاءات مباشرة لحضور جلسة المحاكمة يوم الثلاثاء المقبل. وقد تركت عملية توقيف المتهمين ارتياحا كبيرا وسط سكان وأهالي حي سيدي امحمد الذين كثيرا ما اشتكوا من التصرفات اللا أخلاقية لهذه العائلة والغرباء الذين كانوا يقصدون مسكني المتهمين. مفتي قسنطينة.. الشيخ رقيق ل "الشروق اليومي": حان الوقت لتحصين المجتمع في اتصال أجرته "الشروق اليومي" مع الشيخ عبد الكريم رقيق، إمام وخطيب بالجامع الكبير الأمير عبد القادر ومفتي مدينة قسنطينة، حول ما يجتاح مجتمعنا من أمواج لا تمت للأخلاق التي اشتهر بها، فاعتبر أولا ما ينشر في الجرائد هو للعبرة وللتخويف من مصير العقاب إذا كانت نية النشر لأجل تحسيس الناس وليس لأجل التشهير بالمخطئين، وطالب من الإمام تحمل مسؤوليته لأنه يمتلك السلطة الأدبية وبإمكانه الاستعادة بالوجهاء ولعب دور القائد الروحي للمجتمع لأجل تفادي أو معالجة مثل هاته المظاهر القبيحة التي شوّهت الوجه الجميل لمجتمعنا. وعلى الجميع معرفة الأسباب حتى يمكن معالجة الداء، لأن زحف وسائل الانترنيت والبرابول والفراغ الروحي وعدم تحصين المجتمع من الموبقات هو الذي أدى إلى حدوث مثل هاته المهازل الأخلاقي التي لا يجب السكوت عنها.. وعاد الشيخ عبد الكريم رقيق ليذكر بالسيرة النبوية حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن تجاوزات الأقوام بقوله "ما بال أقوام يفعلون كذا.. وكذا.. وركز كثيرا على ضرورة تحصين المجتمع، لأن ما يفد من الخارج له مساوىء مثل المحاسن وعدم تحصين المجتمع سيؤدي إلى مزيد من الموبقات. ب. ع توقيف 470 متورط في قضايا دعارة منذ سنة 2006 عالجت مصالح الدرك الوطني ، 82 قضية دعارة خلال سنة 2006 ، تم بموجبها توقيف 362 شخص موزعين على 214 ذكر و 148 إمرأة ،من بينهم 3 قصر و 172 شابا تترواح أعمارهم بين 18 و 28 عاما ، مقابل 60 كهلا تتجاوز أعمارهم 40 عاما ، و 127 آخرين بين 29 و 40 عاما ، و قد أودع 238 من الموقوفين الحبس في حين لم تسجل مصالح الدرك الوطني ، في التقرير المتوفر لدى " الشروق اليومي " ، تورط أي قاصر في قضايا دعارة خلال الأشهر الأربعة من السنة الجارية التي عرفت معالجة 32 قضية أسفرت عن توقيف 108 متورط من بينهم 31 إمرأة و 24 كهلا ، و قد أودع 104 منهم الحبس ما يعكس تشديد العقوبات على مستوى العدالة ضد المتورطين في قضايا الدعارة و الفسق . نائلة.ب: [email protected]