يحتضن مجلس الأمة على مدار هذا الأسبوع، الأبواب المفتوحة على مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي، التي تهدف الى عرض استراتيجية التحول نحو الرقمنة والاندماج في مجتمع المعلومات التي لا تزال عملا معقدا يتطلب رهانات حاسمة. المعرض افتتح أول أمس تزامنا وانعقاد الدورة الربيعية للبرلمان، حيث كشف للجمهور عن الأشواط التي قطعتها الجزائر في هذا المجال. في حديثه مع "المساء"، أشار السيد مسعود قادري المكلف بالاتصال على مستوى مؤسسة البث، أن المناسبة هي تعريف بالمؤسسة على غرار المعرض الذي نظمته مؤسستا التلفزة والإذاعة الوطنية سابقا، ضف الى ذلك فإن هذه المؤسسة ذات الطابع التقني غير معروفة تماما عند الجمهور، وها هي اليوم تقدم نفسها لنواب الشعب على مدار هذا الأسبوع. أما السيد حاجي حسان (مهندس بالمؤسسة)، فتحدث ل"المساء" عن عملية الرقمنة التي انطلقت سنة 1998 من خلال رقمنة شبكة الإرسال وهي في تطور مستمر، وهناك تحضير لرقمنة البث التلفزيوني (التلفزة الرقمية الأرضية). من خصائص هذه الرقمنة أنها توفر سعات الموجات (الذبذبات)، حيث ستتضمن سعة موجة واحدة ما بين 5 و6 برامج. وحسب المهندس حاجي، فإن للمؤسسة جهاز بث رقمي في طور التجريب يبث 3 قنوات وبإمكان المواطن استقبال البرامج عن طريق الهوائي المقعر وجهاز استقبال. الرقمنة كما يضيف هذا المهندس ستمر عبر 3 مراحل، الأولى ستنطلق بعد اشهر وتشمل ثلاث مدن هي العاصمة، قسنطينة وسيدي بلعباس، والثانية ستمس 6 ولايات، في حين ستعمم الرقمنة في المرحلة الثالثة. للإشارة، فإن البث الرقمي سيسمح بتغطية افضل عبر التراب الوطني ونوعية صوت عالية ومساوية للمجال الترددي. على هامش هذه الفعاليات، صرح السيد عبد المالك حويو مدير مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي، أن هذه الاخيرة تدعم التحديث والرقمنة في الإذاعة والتلفزيون.. علما أن هناك اهتمام بضرورة التحديد الدقيق للاحتياجات من أجل تسهيل خيار التكنولوجيات وبالتالي التكيف مع السوق العالمية ومتطلبات المستمعين. وتتمثل مهمة مؤسسة البث، في ضمان تبليغ صوت وصورة الجزائر الى كل المواطنين عبر الوطن، وحمل رسالة الوطن الى العالم الخارجي بمختلف الوسائل التقنية. ولأجل النهوض بهذه المهمة، قامت المؤسسة بتكثيف نقاط البث وتقوية الضعيفة منها وتحديث القديم بتجديد وسائله واجهزته، وسهرت المصالح التقنية على تغطية مناطق الظل التي لا تشملها التغطية التلفزيونية العادية بمحطات لإعادة البث. تتم مهمة البث التلفزيوني عبر 43 محطة بث رئيسية مدعمة ب 400 محطة لإعادة البث لتغطية مناطق الظل والمناطق النائية. تدعمت الجهود بدخول البث عالم الاتصالات الفضائية أو اقتنائه لحوامل عبر الأقمار الصناعية بداية أوت 1994، ببث برامج الفضائية الجزائرية، واتسعت العملية بتوسيع الشبكة الأرضية ورقمنتها والصعود على أقمار صناعية أخرى لتغطية مناطق مختلفة من العالم. في الميدان الإذاعي، سجلت المؤسسة تطورا محسوسا، ووسعت من دائرة انتشار القنوات الإذاعية الوطنية الموضوعاتية والمحلية التي تبث عبر مختلف الموجات الصوتية طويلة ومتوسطة ومتضمنة "أف ام" الى جانب البث الفضائي لبعض البرامج الوطنية. يتم البث الإذاعي عبر 6 محطات بث اذاعية قوية، 16 محطة ذات قوة ضعيفة، و35 محطة بث بالتضمين الترددي "أف ام" متفاوتة القوة ( برامج لبث القنوات التالية)، 39 إذاعة محلية، 4 قنوات إذاعية وطنية، الإذاعة الدولية، 5 قنوات موضوعايتة (القرآن الكريم، الثقافية، المتيجة، البهجة، وجامعة التكوين المتواصل). هذه الاكتشافات والإنجازات العلمية - كما يؤكد مدير المؤسسة - تهدف جميعها الى خدمة الإنسان وتسهيل حياته اليومية ومشاركته في النشاط، تتطلب التفكير من الآن في وضع استراتيجية عملية لمواجهة المستقبل، باختيار الانماط المناسبة لمجتمعنا الكفيلة، بتبليغ الرسالة الى المشاهدين والمستمعين سواء في الوطن أو خارجه.