أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله، أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يفكر في تعيين منصب مفتي الجمهورية، يكون له مساعدون عبر القطر الوطني متمثلون في رؤساء المجالس العلمية المتواجدة في كل ولاية، وهذا بمناسبة افتتاح الملتقى الوطني الثالث للمجالس العلمية، أمس بدار الإمام بالعاصمة. وشدد ممثل الحكومة على دور المجالس العلمية في العمل على الإفتاء في أمور تشغل بال المواطنين، من خلال إرشادهم والإجابة على كل طارئ ينتاب حياتهم اليومية لا سيما فيما يتعلق بالأمور الشرعية، كما تقوم المجالس، في الوقت الحالي، بتوجيه الأئمة في المساجد من خلال خلق جو من الانسجام بين المسجد والمحيط الاجتماعي، وهو الدور المنوط أيضا بالمجالس العلمية. واغتنم الوزير الفرصة لفتح مجال للتحسيس بأهمية الاستحقاقات الرئاسية القادمة، واعتبرها واجبا أخلاقيا على كل ناخب للادلاء برأيه بكل حرية، مطالبا كل مواطن أن يكون ايجابيا لأنه سوف يلقى الخير الكثير من ايجابيته، وحذّر من العزوف الانتخابي الذي لن يفيد من استقامة الدولة في شيء. وتناول الملتقى موضوع "الفتوى في وسائل الإعلام والفضائيات"، حيث كانت للدكتور نور الدين صغيري وهو أستاذ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، مداخلة ألقاها ممثل عنه، وقدم دراسة نقدية تحليلية حول "الفتوى عبر وسائل الإعلام"، بين فيها سلبيات وإيجابيات الظاهرة، وكشف عن أهم الأسباب المثيرة لسلبياتها. وأكدت دراسة الدكتور صغيري أن هناك جملة من السلبيات تنجم عن ممارسة الإفتاء عبر وسائل الإعلام والفضائيات منها نشر الآراء الفقهية الشاذة بسبب كثرة العلماء المتصدرين للفتوى على مختلف مذاهبهم وتياراتهم الدينية، واحتدام المنافسة فيما بين الفضائيات طمعا في الشهرة، كما تركز الفضائيات على التصريحات المعارضة في اطار السبق الصحفي، وكشفت الدراسة أن الفتوى تؤدي إلى خلخلة الثقة بالمفتي المحلي، وتنشر فكرة التخيل في أوساط الناس عندما تتعدى الفتاوى القضية الواحدة. وأرجعت الدراسة الأسباب المباشرة لبروز السلبيات -سالفة الذكر- إلى السرعة في إصدار الفتوى لأن معظم الحصص الخاصة بالإفتاء تبث على المباشر وهذا ما يؤدي إلى الوقوع في المحظورات، فضلا عن أن الفتاوى المباشرة تكون عمومية، مختصرة، ومجزأة، الأمر الذي يجعل من شكل الفتوى ناقصة وقد تحمل عواقب وخيمة. وأظهرت الدراسة جوانب ايجابية من الفتوى عبر مختلف وسائل الإعلام منها تبيين الحكم الشرعي للناس وتوسيع الثقافة الشرعية عبر السؤال والجواب، دون الانتقال من مكان لآخر عبر الاستماع للحلقة الفضائية.