خلفت الحرائق التي شهدتها المنطقة الشمالية الغربية لولاية سطيف، خسائر معتبرة في المحاصيل الغابية، فاقت 140 هكتارا من الأشجار المثمرة والصنوبرية، بالإضافة إلى خسائر ببعض المباني في قرية بني جماتي المحاذية للغابات، التي التهمتها ألسنة النيران، ولم يتم السيطرة عليها إلا زوال أمس الأول، بعد ثلاثة أيام متتالية، في عمليات ساهم فيها، إلى جانب وحدات الحماية المدنية بولاية سطيف، وحدات ولايتي ميلة وبرج بوعريريج وأعوان محافظة الغابات، وأعداد كبيرة من المواطنين من أبناء المنطقة. شهد اليوم الثالث من عملية الإخماد، التدعيم بإمكانيات هامة للأرتال المتنقلة، الخاصة بمكافحة حرائق الغابات التابعة لولايات باتنة، قسنطينة وميلة، ليرتفع العدد الإجمالي للوسائل المادية والبشرية إلى 30 شاحنة إطفاء، و3 سيارات إسعاف، وحافلتين لنقل الأعوان، بالإضافة إلى 7 سيارات قيادة بكل طواقمها، التي بلغت 146 عونا بمختلف الرتب، و16 ضابطا من رؤساء الوحدات وقادة الأرتال، فضلا عن مروحيات الوحدة الوطنية الجوية للحماية المدنية، وإمكانيات مصالح الغابات، بمساعدة أهالي المداشر المجاورة. عرفت أمسية أمس الأول، انتشارا واسعا لألسنة النيران، التي بلغت أقصاها ببلوغ درجات الحرارة ذروتها، حيث اجتاحت النيران مساحات هامة من الغابات والبساتين، وكانت أكثر تهديدا لبعض المناطق الآهلة بالسكان، حيث أتت ألسنة اللهب على محيط بعض المساكن وبساتين الأشجار المثمرة المحاذية لها، وإتلاف بعض الممتلكات الفلاحية لتربية الدواجن وغيرها، فيما تم تسجيل إصابات بعض المواطنين، لاسيما كبار السن، بصعوبة في التنفس بسبب كثافة الدخان، رغم تواجدهم داخل بيوتهم، وأجبر البعض الآخر على مغادرة سكناتهم خوفا من محاصرة النيران، تولت عناصر فرق النجدة للحماية المدنية إسعافهما وإجلاءهم. شهدت العديد من قرى ومداشر بلديات بني موحلي وبني شبانة التابعتين لدائرة بني ورثيلان، انقطاعا في شبكات التيار الكهربائي ومادة الغاز الطبيعي، كإجراء احتياطي تولت مصالح "سونلغاز" القيام به، بالإضافة إلى إخلاء بعض المساكن الفردية من ساكنيها، لم تكن ملاذا آمنا لأصحابها إلى غاية السيطرة الكلية على النيران بمداشر بني جماتي أحزيز، آيت إليلتن وبني عفيف.