سخرت عناصر الحماية المدنية امكانيات هامة من أجل اخماد العديد من الحرائق التي نشبت ببعض المناطق عبر عدد من ولايات الوطن. فبولاية سطيف تتواصل يوم الثلاثاء و لليوم الثالث على التوالي عملية إخماد النيران التي اندلعت أول أمس الأحد بمنطقة أقمون ببلدية بوسلام ثم انتشرت إلى نواحي مداشر منطقة بني جماتي الواقعة بإقليم بلدية بني شبانة الواقعة أقصى شمال الولاية. وفي هذا الاطار صرح المكلف بالإعلام و الاتصال للحماية المدنية النقيب أحمد لعمامرة ل/وأج, أن الجهاز العملي الخاص بالحماية المدنية لإخماد الحريق ببلدية بني شبانة,- بالإضافة للإمكانيات المسخرة سابقا, كالرتلين المتنقلين لولايتي سطيف و برج بوعريريج و 3 طوافات تابعة للمديرية العامة للحماية المدنية,- فقد تدعم بإمكانيات هامة للأرتال المتنقلة الخاصة بمكافحة حرائق الغابات التابعة لولايات باتنة و قسنطينة و ميلة. وبلغ إجمالي الوسائل المادية و البشرية المجندة التي باشرت عملها مع الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء 30 شاحنة إطفاء و 3 سيارات إسعاف و حافلتين لنقل الأعوان و 7 سيارات قيادة بكل طواقمها تضم 146 عنصرا بمختلف الرتب بقيادة مدير الحماية المدنية بالولاية و 16 ضابط من رؤساء الوحدات و قادة الأرتال. اقرأ أيضا: غابات: بلوغ ذروة 66 حريقا يوميا في 20 ولاية يوم 27 يوليو كما ينتظر تدخل مروحيات الوحدة الوطنية الجوية للحماية المدنية فضلا عن إمكانيات مصالح الغابات و البلديات المجاورة على غرار بوعنداس و بوقاعة و بني ورثيلان و غيرها و بمساعدة أهالي و سكان المناطق و القرى و المداشر المتضررة. وتولت مصالح مؤسسة امتياز توزيع الكهرباء و الغاز من جهتها مهمة قطع التيار الكهربائي و الغاز الطبيعي على شبكة التوزيع بالمنطقة إلى جانب إخلاء بعض المساكن الفردية من ساكنيها باعتبار أنها كانت تشكل خطرا عليهم و ذلك إلى غاية مرور موجة اللهيب و النيران و إخماد بقايا الحرائق في محيط منازلهم و البساتين المجاورة. وقد باتت فرق الحماية المدنية مرابطة في مداشر منطقة بني جماتي على غرار أحريز و إيليلتن و بني عفيف التابعة لبلدية بني شبانة لحراسة الأهالي الذين خلف الحريق ضررا كبيرا لديهم و حماية لأرواحهم. واستنادًا لنفس المصدر فقد تسبب هذا الحريق الذي ساعدت الرياح و موجة الحرارة المرتفعة و الطبيعة الجبلية التي تتميز بها هذه المناطق صعبة المسالك في انتشاره في إتلاف مساحة تناهز 100 هكتار من الغابات و بساتين الأشجار المثمرة و ذلك في حصيلة أولية في انتظار الحصيلة النهائية. وافاد المتحدث بأن ألسنة اللهب قد عرفت مساء أمس الاثنين "انتشارا واسعا بوصول درجات الحرارة ذروتها حيث اجتاحت النيران مساحات هامة من الغابات و البساتين و شكلت تهديدا حقيقيا لبعض المناطق الآهلة بالسكان بعد أن بلغت محيط المساكن و بساتين الأشجار المثمرة". وتسبب الحريق في إتلاف مساحات معتبرة من الممتلكات الفلاحية مع إصابة بعض المواطنين لاسيما كبار السن بصعوبة في التنفس بسبب كثافة الدخان رغم احتمائهم داخل منازلهم, فيما غادر العديد منهم بيوتهم خوفا من محاصرة النيران لهم حيث تولت فرق النجدة للحماية المدنية إسعافهم و إجلائهم . من جهة اخرى فقد تسببت هذه الحرائق في تضرر ما يقارب 20 منزلا طالتهم ألسنة النيران بقرية إيليلتن الواقعة على بعد 10 كلم من مركز بلدية بني شبانة (شمال سطيف) جراء الحريق الذي اندلع منذ مساء أول أمس الأحد بمنطقة أقمون ببلدية بوسلام, حسب ما علم اليوم الثلاثاء من المجلس الشعبي لبلدية بني شبانة. و أكد الأمين العام لذات البلدية السيد مقران عكوم ل/وأج بأن ألسنة النيران قد طالت قرية إيليلتن ليلة أمس الاثنين و ألحقت خسائر مادية معتبرة بقاطنيها البالغ عددهم حوالي 900 نسمة و ذلك بعد أن تضررت مساكنهم و حيواناتهم و محاصيلهم الفلاحية إلى جانب مساحة كبيرة من الثروة الغابية بتلك المنطقة. وأوضح السيد عكوم بأن قاطني القرية قد اضطروا إلى مغادرة مساكنهم و إخلائها فور وصول ألسنة اللهب إليها و إلى غاية إخمادها نهائيا صباح اليوم الثلاثاء من طرف مصالح الحماية المدنية التي سخرت إمكانيات هامة لذلك. و استنادا لذات المصدر فإن الوضعية متحكم فيها حاليا كما تتواصل عملية حراسة المنطقة و المناطق المجاورة لتفادي اندلاع النيران مجددا لاسيما بالمنطقة الغربية و تحديدا على مستوى قرية "بني عفيف" المجاورة التي تتميز بثروتها الغابية الهامة و تضاريسها الجبلية و مسالكها الوعرة. وكانت ألسنة اللهب قد اندلعت في بادئ الأمر بمنطقة أقمون ببلدية بوسلام (شمال سطيف) قبل أن تنتشر إلى نواحي مداشر منطقة بني جماتي ال واقعة بإقليم بلدية بني شبانة وساهمت موجة الحرارة المرتفعة و الطبيعة الجبلية التي تتميز بها هذه المناطق صعبة المسالك في انتشار ألسنة اللهب. وذكر المكلف بالإعلام و الاتصال بمصالح الحماية المدنية بسطيف النقيب أحمد لعمامرة بأن عملية إخماد النيران لا تزال متواصلة إلى حد الساعة, مضيفا أن عملية إخماد الحريق اقتضت تسخير 120 عنصر من الحماية المدنية بمختلف الرتب و 15 شاحنة إطفاء تابعة لوحدات الحماية المدنية لدوائر بوعنداس و بني ورثيلان و بوقاعة (شمال سطيف) مدعمة بالرتل المتنقل الخاص بمكافحة حرائق الغابات لولايتي سطيف و برج بوعريريج إلى جانب إمكانيات مصالح الغابات و البلديات المجاورة. كما عرفت العملية تدخل 3 طوافات تابعة للمديرية العامة للحماية المدنية من أجل إخماد هذا الحريق حيث كان التزود بالماء انطلاقا من سد تيشي حاف الواقع ببلدية بوحمزة بولاية بجاية المجاورة فضلا عن تجند مئات الأشخاص من أهالي المنطقة. اما بولاية تيارت اين التهمت السنة النيران مئات الهكتارات حيث تسبب الحريق"المهول" الذي شب بغابة بلاطو في خسائر كبيرة فقد جندت مصالح الحماية المدنية عتادا كبيرا ووسائل بشرية هامة بدعم من نظيراتها من غليزان والجلفة, إلى جانب مصالح الغابات التي سخرت جميع مقاطعاتها بالولاية. كما عرفت العملية التدخل دعما من قبل أفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف المصالح الأمنية ومصالح الأشغال العمومية لا سيما وأن الغابة المتعرضة لهذا الحريق "المهول" تختص بمسالكها الوعرة وصعوبة تضاريسها. يذكر أن العديد من المواطنين القاطنين بالتجمعات السكانية المجاورة للغابة قد شاركوا في عمليات التدخل لمساعدة المصالح المسخرة لها بينما بادر الكثير منهم على غرار ممثلي المجتمع المدني المحلي إلى نقل الوجبات الغذائية لأعوان المصالح المدنية. وفي تلمسان فقد تضررت خلال شهري يونيو ويوليو مساحات أقل بكثير بفعل الحرائق الغابية مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية, حسبما علم من مسؤول بمحافظة الغابات. وتشير حصيلة هذين الشهرين التي سجلتها مصالح محافظة الغابات إلى أن المنطقة التي دمرتها الحرائق تقارب 26 هكتار ا في حين أنها تجاوزت 266 هكتار ا خلال حملة سنة 2019, وفقا للسيد محمد لشقور. كما قضت النيران خلال شهر يونيو على 9.2 هكتار بينما بلغت مساحة الغابات المحترقة منذ بداية يوليو إلى اليوم حوالي 15.9 هكتار. وأوضح المسؤول أن هذا الانخفاض الكبير الذي يقدر بأكثر من 241 هكتار ا تم تسجيله بين 2019 و2020 يرجع إلى النظام الدقيق الذي تم وضعه, مشدد ا على أن فرق حراس الغابات تتدخل في الوقت المناسب لأنها موضوعة على مستوى أكثر الغابات حساسية.