استطاع بعد الاستفادة من قرض إنشاء مؤسسة مصغرة، أن يحقق في ظرف قياسي نتائج باهرة من خلال مؤسسة »بريد الجزائر السريع«، التي تعنى بخدمات نقل الرزم، البريد العادي والسريع والمراسلات المختلفة... إنه السيد رؤوف براهيمي ابن العلمة، الذي تمكن خلال مشاركته في الصالون الوطني للتشغيل المنظم في فيفري المنصرم بقصر المعارض، من توقيع أربعة عقود مع مؤسستين عموميتين ومؤسستين خاصتين، ليؤكد بذلك أن الإرادة من شأنها أن تزيل كافة العقبات التي تعرقل المشاريع الاستثمارية الخاصة بالشباب. سألنا رؤوف ابراهيمي في البداية عن سبب اختيار مشروع البريد السريع، فأجاب أن الفكرة تبادرت إلى ذهنه بعد رصد واقع السوق الجزائرية الذي يتميز بوجود مشكل تأخر وصول البريد، وبناء عليه تأسست مؤسسة البريد السريع بسطيف، التي حققت نجاحا سمح له بفتح مكتب بكل من الجزائر العاصمة ووهران كما سيفتح قريبا مكتبا آخر بورقلة. ويستطرد محدثنا أن ميلاد مؤسسة البريد السريع، تمخض عن الدعم الذي تلقاه من طرف الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب (أنساج) سنة 2007، حيث تمت الانطلاقة بعد الحصول على قرض بنكي، وبينما كانت المؤسسة تعتمد على عامل واحد في البداية أصبحت حاليا تحصي 12 عاملا، علما أن هذا المشروع حظي بمساعدة مختلف الإدارات بما فيها الفرع الولائي للوكالة الوطنية لتشغيل الشباب بسطيف، يؤكد صاحب المؤسسة. وبثقة كبيرة صرح صاحب المشروع أن المنافسة لا تخيفه، من منطلق ان المنافسين يمثلون الوقود الذي يشعل ارادة العطاء وترقية الخدمات. وعلى هذا الاساس تعمل مؤسسة البريد السريع على الترويج لكل منتوج يعرضه الزبون، حيث ان البريد الدعائي يمثل اهم خدمة جديدة تقدمها المؤسسة إضافة الى بريد الزهور. وعن بريد الزهور، كشف السيد رؤوف براهيمي ان زبائنه - غالبا - هم أشخاص أقعدهم المرض او ازواج جدد يتمتعون بشهر العسل، وهذه الخدمة بالتحديد ترسم الابتسامة وتدخل البهجة الى القلوب. ولا تتوقف خدمات مؤسسة البريد السريع عند هذا الحد، بل تسعى ايضا الى التخفيف عن العائلات من خلال تقديم يد المساعدة التي من شأنها أن تساعدها على التلخص من ضغوطات الحياة اليومية.. فبعد تحديد الموعد، يقول السيد ابراهيمي، نتصل بطالب الخدمة لننقله الى الوجهة التي يريدها كالحمام وأماكن التبضع، كما يمكن أن نحل محله إذا اشترط ذلك، فالأكيد هو أن الخدمات المقدمة تتم بناء على عقود مبرمة بين المؤسسة والعائلات. وعلى صعيد آخر، كشف الحديث مع صاحب المشروع، عن طموحات كثيرة لتوسيع شبكة البريد السريع، ويأتي في المقدمة طموح تجسيد مشروع مراكز فرز جهوية في كل من سطيف، الجزائر، وهران، ورقلة وتبسة، فضلا عن امل فتح مكاتب في 20 ولاية وإقحام المرأة في مجال عمل المؤسسة، بعد نجاح تجربة ساعيات البريد التي اعتمدتها مؤسسة البريد السريع لإدماج النساء في الحياة الاقتصادية. وتمتد مساحة امنيات السيد رؤوف براهيمي، الى حد الرغبة في أن تكون مؤسسة بريد الجزائر السريع رائدة في مجال توزيع الجرائد الوطنية العمومية والمستقلة على مستوى ولاية سطيف.