وقعت الحكومة الليبية أمس، اتفاقا عسكريا مع دولة قطر تقوم بمقتضاه هذه الأخيرة بمد القوات الليبية بمستشارين عسكريين لدعم القدرات العسكرية لحكومة الوفاق الوطني.وقال نائب وزر الدفاع الليبي، صالح النمروش إن الاتفاق وقع بحضور وزير الدفاع التركي، الجنرال خالوصي أكار ووزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية ضمن اتفاقية تعاون ثلاثية لإعادة بناء المؤسسة العسكرية المنهارة، يتم التركيز خلالها على مسائل التكوين والاستشارة العسكرية. ووصل مساء الاثنين وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية ونظيره التركي الجنرال، خالوصي أكار إلى العاصمة الليبية، تباحثا خلالها مع مختلف المسؤولين الليبيين حول تعاون "ثلاثي" بين الدوحةوطرابلس وأنقرة يخص القضايا العسكرية. وأضاف المسؤول العسكري الليبي أن الاتفاق نص بالإضافة إلى إرسال قطر لمستشارين عسكريين إلى ليبيا، تنظيم تربصات تكوينية لأشبال القوات الليبية في الأكاديميات العسكرية التركية والقطرية من دون أن يحدد مدة الاتفاقية والبنود التي نصت عليها. وكان المسؤولان العسكريان القطري والتركي أثارا خلال اللقاء الذي جمعهما بالوزير الأول الليبي، فايز السراج آخر تطورات الموقف في ليبيا وخاصة ما تعلق بالوضع العسكري على مشارف مدينة سرت وقاعدة الجفرة إلى الشرق من العاصمة طرابلس وسط حديث عن تعزيزات عسكرية دولية مكثفة جعلت وزير الخارجية الألماني خلال زيارته إلى طرابلس أول أمس، يصف الوضع في ليبيا ب "الهدوء الخادع". وعرفت مدينة سرت منذ اندحار قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر تعزيزات عسكرية من الجانبين المتحاربين في محاولة لبسط السيطرة عليها كونها القلب النابض للاقتصاد الليبي لضمها أكبر موانئ تصدير النفط الليبي. وهو ما جعل متتبعين يؤكدون أن بسط السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية وعلى قاعدة الجفرة الجوية إلى الجنوب منها، بمثابة مفتاح كسب الحرب الدائرة في ليبيا منذ سنة 2011 وهو ما جعل قوات الجانبين المدعومة من قوى أجنبيه تقيم تحصينات عسكرية ضخمة تحسبا لساعة الحسم أو تحضيرا لاتفاق لوقف إطلاق النار والتفاوض من موقع قوة.