تشهد مختلف شواطئ البلديات الساحلية لولاية جيجل، إنزالا غير مسبوق من طرف المصطافين من العائلات والشباب، القادمين من مختلف ولايات الوطن، للاستجمام والاستمتاع بالبحر، من خلال الزيارة اليومية أو كراء منزل لبضعة أيام، حيث تتسارع العائلات منذ إعادة فتح الشواطئ بتاريخ 15 أوت الجاري، لقضاء ما تبقى من عطلة الصيف بالكورنيش الجيجلي، خاصة مع الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة التي تجاوزت عتبة ال40 درجة، خلال الأيام الأخيرة، إذ شهدت الشواطئ المحروسة المقدرة ب33 شاطئا، إقبالا قياسيا، إذ تمتد على طول شريط ساحلي يقدر ب 120 كلم، ويعد الميزة الوحيدة التي تملكها الولاية لجلب أكبر عد من الزوار. عرفت ولاية جيجل منذ إعادة فتح الشواطئ وفضاءات الاستجمام، توافد مليون و800 ألف مصطاف، إلى غاية الأسبوع المنصرم، مثلما كشف عنه الرائد صالح لعرج، رئيس مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الحماية المدنية بجيجل، في تصريح ل«المساء"، إذ تعرف مختلف البلديات الساحلية، على غرار شواطئ زيامة منصورية، العوانة، جيجل، خيري وادي عجول والأمير عبد القادر، اكتظاظا كبيرا منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر، وعلى مدار الأسبوع، فيما تشتد مع نهايته، حيث تصبح الشمسيات لصيقة ببعضها ونلاحظ تقاربا كبيرا بين المصطافين، لاسيما مع منتصف النهار، إذ لا تعثر بعض العائلات على مكان لها بالشاطئ، خاصة أن هذه الأرقام والمشاهد وقعت في فترة أسبوع، وفي ظروف صحية استثنائية، تتمثل في جائحة "كورونا". الغريب أن الكثيرين غير مبالين بالمخاطر الناجمة عن عدم احترام مسافة التباعد والإجراءات الوقائية، لتفادي انتشار عدوى فيروس "كوفيد 19"، حيث تملأ صورهم مواقع التواصل الاجتماعي مظهرة الضغط المسجل على الشواطئ، كما يسعى الكثيرون ممن يقصدونها، لاغتنام الفرصة والمكوث أكبر وقت بالقرب من الشواطئ وفضاءات الاستجمام، بحثا عن الراحة والسباحة قبل بداية الدخول الاجتماعي، والعودة إلى العمل، والتحضير للامتحانات النهائية، واقتراب موعد بداية موسم الدراسة من جهة أخرى. فرض هذا الإقبال القياسي على شواطئ جيجل، مشكلا على مستوى الطرق الوطنية، على غرار الطريق رقم 77، والطريق الوطني 43، وكذا الطرق الولائية، والمحاور الكبرى التي يقصدها المصطافون، حيث أصبحت حركة المرور صعبة جدا، والرجوع مساء يستلزم على المواطنين قضاء ساعات طويلة في الطوابير، نظرا للاختناق المروري التي تعرفه الطرق، وعادة ما تكون هناك مناوشات بين أصحاب المركبات، وهو المشهد نفسه في حظائر السيارات، التي عجزت عن استيعاب الكم الهائل من المركبات، مما دفع بأصحابها إلى رصفها بأماكن ممنوعة وغير آمنة. كما أن الإنزال الكبير على الشواطئ المحروسة، أدى إلى تغيير عدة عائلات وجهتها إلى شواطئ غير محروسة، تسبب في حالات غرق عديدة، فمنهم من توفي ومنهم من تم انقاذهم من الموت المحقق من طرف أعوان الحماية المدنية، حيث صرح الرائد صالح لعرج ل«المساء"، أنه منذ إعادة الفتح التدريجي للشواطئ بداية من تاريخ 15 أوت 2020 إلى غاية الأسبوع الفارط، سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية جيجل، إنقاذ 425 شخصا من موت محقق، ومعالجة في عين المكان 130 شخصا، كما تم منذ افتتاح الشواطئ، تسجيل 5 وفيات على مستوى الشواطئ الممنوعة للسباحة.